Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
انثروبولوجيا المشاهدة السينمائية ( 5 )ـ

انثروبولوجيا المشاهدة السينمائية ( 5 )ـ

انثروبولوجيا المشاهدة السينمائية ( 5 )ـ

 

في مقاربة نوعية لموضوع الاشتغال و استلهاما للعنوان في الامتداد الدال، سنعرج زمنيا في جذور الامتداد التاريخي لظواهر ثقافية و أشكال نمطية حاضرة في المشهد السينمائي الغربي عموما و الأمريكي على الخصوص.

سيكون الكل مشاركا في عملية التمثيل كما في عملية الإخراج و الإنتاج. و سيكون الكل مشاهدا ما دام مستهلكا للمادة و مستوعبا لرسالتها التي تتمهظر في صورة حياة افتراضية جديدة يسحرها السمعي البصري الذي  تخلقه خلقا هذه الشاشة الفاتنة.

قبل ذلك التناول، لابد لنا أن نبين أنواع اللباس الحاضرة في المشهد و التي عليها نبني ثقافاتنا و سلوكاتنا التي تربط بين مرسل و متلقٍّ. خصوصا و أن الحواس هنا لها السبق الشرفي في الدعوة إلى التفاعل مع المنتوج.

سنتحدث هنا عن لباس ثقافي، و آخر عقلي، و ثالث نفسي، و هلما تعرية لمختلف انواع الحجب و التزيين الذي يغطي شتى حقائق.

كان الفضل دائما للتطور الحاصل في العلوم الإنسانية لأجل أن نصل إلى هذا الحديث عن أشكال العري و اللباس. و هو غوص في الظاهرة الإنسانية الأصل التي أنتجت هذا التعقيد الثقافي و التجليات الفنية و الأدبية و الخطابية المرتبطة به.

فعلم النفس و التحليل النفسي استطاعا أن يعريا على مخبوء التعقيدات و الميكانيزمات الخفية المتحكمة في التمظهرات السلوكية الخارجية للإنسان. و الفلسفة المعاصرة استطاعت أن تعري العقل من مختلف الستائر التي تحجب عنه نور الرؤية المتبصرة لحقائق الذات و المواضيع الكونية المتفاعلة معها. و التناول المركب للبنيوية و الظاهراتية و علم النفس و الانثروبولوجيا و غيرها من العلوم الإنساني و الحقة التي تبسط لها طريق الفهم، كلها استطاعت أن تعر الثقافة الإنسانية و المجتمعية من مختلف الألبسة الخادعة و المخبئة كذلك لمنطق تحكمها في قبضتها التاريخية على حمامة الحرية التي يختزنها قفص لزج داخل قبعة الإخفاء للعبة التاريخية بين الأفراد  الطبقات و الجماعات البشرية.

هكذا سيأتي التناول الانثروبولوجي محملا بثقل الألبسة المتنوعة، محاولا تعرية المشهد الفني السينمائي و السمعي البصري المرتبط بالإعلام عموما. إنها جذور ثقافات خفية وراء كواليس المشهد الفني السينمائي. وما دامت قد حافظت على استمراريتها التاريخية و دافعت عن شرعية قوانينها بآليات تحكمها الأخلاقية و السياسية و النفوذية المادية و المعنوية، فإنها أصبحت ظاهرة أنثروبولوجية بامتياز متخفية في الماضي الممتد لقرون، محتاجة للتناول البنيوي و الانثروبولوجي الذي يفك خيوط الظلام الذي تخفيه ألبسة و أقنعة المشهد الإنتاجي الفني على العموم و السينمائي على الخصوص.

فهل سنقول إن تاريخ الغرب المثقل بسلبياته الاستعمارية و الاستغلالية و التمييزية العنصرية، كله حاضر بامتياز في الإنتاج السينمائي، محافظ على توازن أخلاقياته التي تبُقي شرعية استمراره إلى يومنا هذا على الأقل؟

أم إن الإنتاج الفني مجرد حامل رسالة و كاشف لحقيقته و مُعَرٍّ لها من ألبسة الزيف الخادعة؟

متن يصعب ركوبه مثلما يصعب خوض امتحان ( الروديو ) في لعبة يغطي فيها ضجيج ( الكونتري ) على تصفيات الحسابات الطبقية و التمييزية و الثقافية.

كلٌّ منا سيفتح قوس العقل لاستقبال سهام الاستفهام و إرسالها لسماء التفكر و التحليق بها في فضاء العقل. فما الذي ترانا سنصطاده ككشف مضيف لطبق الفهم و التحليل و التشريح؟