Overblog
Editer la page Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
الســـــــــــــــفــــــــــــــــــــــــــــر الجزء الثاني))

الســـــــــــــــفــــــــــــــــــــــــــــر الجزء الثاني))


 


السفر ـ الحلم

 

الكل تساءل عن شخصيتي حمدي وسعاد... هناك من علق على روايته بالاستغراب.كيف يعقل ان يكون الانسان متناقضا في سلوكه وحياته؟ كؤوس ويسكي بالليل، وصلاة جمعة بخشوع خلال النهار؟كيف يعقل ان تترامى سعاد هكذا في احضان حميد منذ الليلة الاولى؟ وكيف تتم ممارسة الجنس بهذه الشاعرية الى درجاته القصوى؟كيف يعقل ان تكون رافضة لفكرة الزواج حاقدة على تجربة رجل ما،وها هي ترتمي في احضان الرجل الاول، ها هي تتمنى الزواج في طقوس زيارتها لضريح مولاي ابراهيم وتلك الرحلات الذهنية التي رافقت حميد،كيف تكون بذلك المستوى من التحليل والتناول وهو الانسان البسيط الذي لا يمتلك سوى ذكاء التعامل الاجتماعي والتواصل البشري...؟

ماذا جرى بعد زيارة مولاي ابراهيم؟لماذا توقفت الرحلة الحكاية مع العودة والوصف الملاحظ لظاهرة زيارة الاضرحة وقبور الاولياء...؟

كلها اسئلة تجعل كل واحد منا يحتاج الى وقفة في طريق الحياة ليتامل،ليستريح لينظر الى كل الخطوات التي تركها وراءه، والتي ترافقه الى حيث هو واقف حوله وفيه...

كيف نستطيع فك هذه التناقضات وتفسيرها؟هل نحتاج لتحليل سوسيو ثقافي ندرج الشخصيتين فيه؟ او تحليل نفسي يفسر هما؟ طبعا لا محيد عن ذلك.فالقراءة للذات تتجدد بالمعطيات الموضوعية التي تتجدد وتتنوع وتتولد،بالتفاعلات الداخلية التي تتاثر بها نتيجة الشخصية الانسانية...

لا يمكن فهم تناقضات شخصية حميد بدون فهم حقيقة كل واحد منا.الا تتواجد بداخلنا ،في سلوكنا الذهني وفي اقوالنا وحتى في نبضات قلوبنا تناقضات...؟ حتى في النوم ،وهو حقل الحقائق الدفينة التي نعيش فيه الاضطرابات والتناقضات بين الاحلام السعيدة والكوابيس المخيفة... والذي نركب فيه رموز تناقضات الواقع في تفاعل سوريالي متقن...

كيف هي قيم هذا المجتمع التي توجه سلوكات شخصية كل فرد منا؟ هل هناك تحولات ورجات مرتبطة بها؟ التناقضات موجودة كظواهر طبقية اجتماعية ثقافية واعلامية وايديولوجية وغيرها... التناقضات موجودة في المسرح السياسي الذي يوجه المتفرجين ويستهويهم يمينا وشمالا،علوا ونزولا،مباحا وممنوعا.... التناقضات غزت فيها ومعها ظروف عيشنا واللغات واللهجات التي نستعملها.. هي في رغباتنا، وطموحاتنا مرتبطة بالحرمان والعجز امام الشوق والرغبة المقموعة او المستحيلة...

التنقاضات ازمة تتفاعل في دواخلنا وعلاقاتنا،فنصرفها بالطرق المبتكرة والتي قد لا تكون مشروعة ولا مباحة...

التناقضات تربية تلقاها الصغار عن الكبار، والعامة عن الخاصة،والمحكوم عن الحاكم، والماموم عن الامام، والجاهل عن العالم....وهكذا...

في لحظات المرض والالم والموت تتولد الرغبة في الحياة اقتناء اعذب واشهى الماكولات والمشروبات.. في ممارسة الجنس بشوق علوي يحقق لذة سماوية وليست غريزية فقط...يفجر كل تهديد فيما تمنحه الحياة وما تهبه لنا كل مرة ويريد القدر اخذه ونزعه الى الابد....

التناقضات دليل علي نسبية كل شيء،حتىمشاعرنا واحكامنا التي نسجلها،دائما تبقى في دواخلنا اشياء من حتى،من لو ، من حبذا،...

ليت ، وحبذا، ولو، وحتى... كلها نسبيات لا شعورية في ذهن وسلوك كل من حميد وسعاد... في الرفض المطلق  والرغبة الجامحة... فلن ننطوي لمجرد فشل او توقف تجربة.لا زالت الطاقة،والقدرة،والحق ،والرغبة،وآفاق حياة وحياة ومستقبل... هذه مشاعر كل واحد منا،كلنا حميد وسعاد،كلنا تناقضات..

ستتجلى الآهات في قراءة هذه السطور،وربما صمت طويل بابتسامة هادئة.. لكن هذه السطور هي سطور حياتنا التي نسلكها ونتمنى ان تكون بشكل صحي وليس مرضي...

هذه الآهات والتحسرات الفطرية نوعا ما،رافقت كلا من حميد وسعاد في طريق العودة، باتجاهين متباعدين مكناس شمالا واغادير جنوبا. في طريق العودة  امتلكتهما مشاعر حنينية لهذه الرحلة القصيرة داخل مسار الحياة للحظاتها الجميلة التي محت كل آثار الآلام الماضية،التي فتحت مجرى جديدا،حتى لا تبقى المشاعر منحبسة آيلة للتعفن او النتانة او الضمور... تطهير هو السفر،وان كانت رؤية السفر تختلف من فرد لآخر...هناك من رفض جعل السفر مفتاحا للحياة،وقال بان السفر هو تنفيس مؤقت،لانه لا يغير الواقع الموضوعي الذي يعيش فيه الفرد والذي يعود اليه بعد انتهاء الرحلة..هروب مؤقت من واقع دائم...لن يكون السفر حلما ولا رحلة ولا سعادة...هكذا تتناقض الرؤى والتصورات مرة اخرى...

ايكون قدر هذه الرواية انها مرفوضة في الواقع المعيش،انها تصورات مثالية؟ رغم ان الناس تؤمن بان السفر يُطول العمر ويشفي القلوب...

لن يكون تناقضا.هو تجاذب بين الذات والموضوع والواقع الذي يتفاعلان فيه... من ينتصر؟منطق الواقع ام صمود الذات؟ لا جواب ولا حكم على المعادلة...

عاد حميد الى دياره منبسطا،حالما من جديد،مبديا ابتسامة لمحيطه كانه ولد من جديد،كان شيئا لو يكن... ما السر؟ السر في السفراذا...

اما سعاد ففي رحلتها عبر الحافلة من مراكش الى اغادير لم تفارقها الابتسامة والرغبة في الكلام وذكر الجوانب الايجيبة في الحياة...

هل يدل هذا على تجاذب بين الطرفين؟هل هو اشارة لفال جديد في حياتهما؟ ربما لا وربما نعم...

هل يتزوج بامراة تكبره باربع سنوات؟ سيدة فقدت بكارتها قبل الزواج.هل يقسو قلبه ويعطي الاحكام الاخلاقية المُدينة لانحلالها وفقدانها بكارتها وارتمائها في احضانه بدون ز واج؟ هل يتزوج بها ويتجاهل الاحكام الاخلاقية المتحكمة في تفكيروعقلية اسرته وتربيتها له،في مجتمعه الذي يعيش فيه والذي يتظاهر بالتفتح في كل شيء وفي نفس الآن التشدد والرجعية في الافكار،في كل تصرف بحكم الدين والرجولة والاعراف...؟

تنامت هذه التساؤلات المتناقضة في تفكير حميد.. في كل مرة يستحضر نماذج زواج متفتح،متجاوز للاعراف والاخلاق التقليدية...: لطفي الذي تزوج ببارميط المستخدمة في الحانة وانجب معها الاطفال وتربوا تربية جيدة وعاش حياة مستقرة سعيدة. او الشعبي الذي الذي كان معتادا على دور الهوى،على بائعة الجسد الحسناء،والتي الفها والفته وشارك احدهما الآخر همومه ونواقصه...وتكاملا في الرغبة وتوافقا فيها... حتى اصبحت زوجته زاهدة ربيعة العدوية في القرن الواحد والعشرين....

لكن سعاد ليست بهذه الدرجة من التشبيه.هي احتقانات كل رجل داخل هذا المجتمع... دائما يضع صورة المراة الطاهرة التي يريدها لنفسه داخل غلاف طهراني لم يمسه بشر....سعاد مثل اي فتاة تعرف عليها... بنت المجتمع الذي ينتمي اليه... كم منهن فاقدات للبكارة...

تكررت المناقشات بينه وبين صديقه عزيز في جلسات متعددة.كان يرى في افكار عزيز غربة عما الفه وتربى عليه في اوساط الاسرة والمجتمع...

ـ الكل يتحدث عن البكارة.كم من فتاة مارست الجنس ،استعملت اللذة الشبقية بكل فتحة وكل مركز اثارة في جسدها.. اليست هذه بكارة مفقودة.. ام هي اسالة الدم ليلة الدخلة وتظاهر بالطهرانية والشرف حتى مجيء العريس..؟ وما سبق من اختراقات؟ اين هي بكارة هذه الاختراقات...؟ انتظر، وما القول عن البكارة الاصطناعية؟لقد اصبحت البكارة ترتق حين فقدانها،ان لم نقل ترقع حتى يمر كل شيء كما يريد المجتمع..... عندي شهادات من صديقة في مختبر طبي واخرى مع طبيب مختص تثبت ان حالات الترتيق اصبحت كبيرة داخل المجتمع .... ثم ما القول في بكارة الرجل؟؟؟؟؟؟

ـ ارجوك، دعني استريح من افكارك الغريبة.يجيب حميد.. لااريد تعقيد الامور...

ـــــــــــــــــــــ

ستكون رسالة مكتوبة،يضع فيها النقط على الحروف،مستعيرا جملة صديقه اللعين عزيز. سيقترح عليها الزواجنلكن مع التذكير  بوضعه المادي المتواضع،وحاجة اسرته له..باشارة الى ان الزواج سيحسن وضعيته المالية باقامة مشروع مشترك او شيء من هذا القبيل...

لقد تردد في بعث الرسالة لمدة اربعة ايام...لم لا ؟ لنرى ما النتيجة؟ على العموم حتى اذا رفضت سانساها،فهي بعيدة عن مدينتي...

فكرة او لعبة؟المهم انه كان ينتظر الرد والجواب فيها..انما الغرابة في نوعية الرد كييف سيكون؟ اذا قبلت،كيف يمكن تحقيق ما يريد بنجاح بدون مشاكل؟ اذا رفضت كيف ستصبح علاقتهما..؟

لم تتسرع سعاد في الرد.بقي التواصل بينهما عبر الهاتف والمجاملات والتذكر لمراكش..انما هي كذلك ارادت مهلة للتفكير والرد برسالة مكتوبة مماثلة للاولى..شهران مرا على الرسالة الاولى المبعوثة..تخللتها اسئلة كثيرة ودقيقة تتقن المراة وقتها ورنتها وحبكتها... يتخللها صمت طويل خلال حواراتها في بعض الاحيان...

تنامت مع الانتظار حساسية كبيرة للموضوع عند حميد... لم يعد يريد طرحه من جديد..ما هو مكتوب مكتوب ومقدر....قل الاتصال الهاتفي،بل توقف لاكثر من اسبوع.في صباح يوم خميس،جاء ساعي البريد برسالة،طرق الباب،وضع الرسالة في صندوق الرسائل....

الرســــــــــــــــــــــــــــالة: