Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
التعليم بين قيمتي الثقة والحرية : قيم وقيم مضادة(1) صراع القيم ـ

التعليم بين قيمتي الثقة والحرية : قيم وقيم مضادة(1) صراع القيم ـ

zawitchikhprofs

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثقة وحرية :

من بين التساؤلات التي تطرح في ارتباط مع القيمتين ، نجدها حول المعنيِّ المباشر بهما . ذلك أن مكونات عدة تتداخل دوائرها في تشكيل و تأثيت حقل التربية والتعليم.

الدائرة الأولى : و هي الأساسية ، هي دائرة الطاقم التربوي المشرف على عملية التفاعل مع الفئات المتعلمة و الدارسة .

كيف يستطيع المربون و المربيات توظيف القيمتين بشكل إيجابي و فعال في حقل التعليم؟

هناك تلازم طبعا بين جانبي التعليم و التربية. فالاستاذ و الاستاذة يقضيان مع التلامذة و الطلبة وقتا مهما ، خصوصا في المراحل التعليمية الاولى ، وبعدها يصبح الحضور معنويا وفكريا و روحيا كذلك.... و الجامع المشترك بين المعلم والمتعلم بجنسيه طبعا ، هو رسالة نبيلة ، تتجند لها الطاقات الانسانية و يصفو لها العقل قدر الامكان ، و تتعطش لها الروح وتسعد لها النفس خلال القيام بها و مع نجاحها . يعيش الكل رسالة حضارية ومدنية راقية مرتبطة بالعقل و اللغة والتعبير  و الوعي والثقافة و الانفتاح داخل التكوين و التعليم ... يتحول معها الفرد الى انسان جديد ، خارج من الطبيعة الى الثقافة المتحضرة و المتطورة ، من البداوة الى التمدن ، من الغرابة الى الاستئناس بالكون و الطبيعة والبيئة وقوانين الحياة و العيش ...

هذا المناخ ، يفرض توفر طاقم تربوي تعليمي مناسب لمهمته الجليلة . ذلك أن التوازن العالي يكون تناغما سلسا بين مكوناته ، كما هو تناغم الكون ومجراته ... حتى إنك لا تلاحظ تعسفا و لا عنفا ، حوارا و تجاوبا وتشاركا في إنجاز المهمة ...

فما الذي يمكنه أن يؤسس لقيمتي الثقة و الحرية عند المدرس و المدرسة ؟

هي قِيَمٌ عديدة أساسية وضرورية الحضور لأجل التهييء لهذه الرسالة . فالثقة تأتي من حسن الاستعداد و الكفاءة والقدرة على الإنجاز والنجاح في المهام ، والمثابرة و الإخلاص ، وتغييب الذاتي السالب من أجل الموضوعي الموجب الذي لا يخلو من ذاتي موجب هو الآخر ، كالابتسامة و الكلمة الطيبة والرفق والحب...

أما الحرية فهي ثمرة القيم كلها ، انطلاقا من الثقة الى الاخلاص ، فالكفاءة ، فالذكاء و الإبداع ، وبذل الجهد ، والقدرة على معالجة الوضعيات التربوية والنفسية والتعلمية، و حسن التدبير للمراحل ، والنجاح في الوصول إلى الأهداف و تحقيقها بشكل حقيقي فعال ...

الحرية تساعد على بذل الجهد الأقصى وتوظيف أكبرٍ للقدرات ، لأنه بغيابها سنلاحظ تقيدا بتوجيهات ، وعدم تجاوزها ، وبالتالي إجهاضا لآفاق أفضل ، كان من الممكن القيام بها و تحقيقها ... وهي درجات التفاوت التي تجعل نظاما تعليميا ناجحا في بلدٍ وفاشلا في بلدٍ آخر ... و هي درجات التفاوت التي تجعل الفرد مبادرا مبدعا مبتكرا في بيئة ، ومقلدا وإمَّعاً في بيئة أخرى ...

ولعلها مفارقات ترسم أسرار تطور دول ورقيها ، وكذا تخلف أرى وتبعيتها ...   !

في غياب الحرية ، تسود نمطية وتكرس تبعية إذاً.يعمُّ الملل وينفر المتعلم التواق الى الجديد وتفتيق قدرات الذات اليافعة . تسود الرتابة التي تحد من توظيف خلايا الدماغ ، بل تقتلها ما دامت تهمل تفاعلاتها عند كل ملتقيات عصبية أكسيومية ... وكم من نافع في الطبيعة يموت إذا لم يستعمل في وقته المناسب وبالشكل المناسب كذلك...

هناك قيم مضادة ونقيضة للثقة والحرية ، تكون لها وظيفة مدمرة ومعرقلة ... نذكر على سبيل المثال لا الحصر : الأنانية والكراهية للآخر ، وعدم الثقة في الآخر ... كذلك عدوانية التواصل مع الآخرين ، حيث تكون العلاقات صراع أنانيات ، وتَفَرُّجٌ بطيء بارد الاحساس على موت الروح في كل شيء ، فتموت الحياة وتذبل أزهارها وتقحل تربتها ...

 ففي الكراهية غياب الحب ، وفيها انتصار لقانون الغاب والافتراس والاستغلال والنهب ، وعدم منح شيء إلا بمقابل نفعي و مادي ... وفي انعدام الحب لا مبالاة بالنتائج ، ولا بجدوى التكوين خلال المراحل ، جفاء وجفاف وقحولة خطاب متقشر تقشر الحيطان المهترئة ... في غيابه ، غياب رغبة ونفور من الواجب وتفكك علاقات ... وهي عناصر اساسية في نجاح عملية التربية و التعلم داخل فصل دراسي متناغم ...

و كما توجد قيم مضادة ، توجد كذلك لوبيات سالبة مدمرة ، تروج بخطاب ثقافي وإعلامي ، كما شعبوي ، لمواقف وأحكام وقيم ناسفة للعملية التعليمية ـ التعلمية ، سواء من داخل حقلها أو من خارجه ... وتلك حكاية أخرى.