Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
انبعاث

انبعاث

انبعاث

قد يسائل نفسه كما الآخرين: لماذا فكرة الانبعاث؟ ورمز الفينيق؟ ما الفائدة من حياة جديدة؟ ومن التغلب على الموت؟ ما الأحق في المواجهة: الموت أم الخوف من الموت؟ ما الأحق بالحياة لأجله؟
يأتي نص "انبعاث" اختراقا لسنان هذه الأسئلة. يحاول بحروفه...

***
انبعاث

لم يعد مهتما البتة برفع عينيه إلى السماء، ولا رؤية ما يمر في فضائها من مشاهد، ولا ما تعكسه المرايا عبر وسائل الإعلام والتواصل. يوم انفجر البركان، لم يعد الجبل بشموخه وقمته، ولا محترما لأسراره. فكل الحمم تساقطت. هو من كان واقفا على سفحه، ناصبا خيمته وشاهده من أجله. حالما خمدت آخر الثقوب ومجاري السيلان، أصبحت السماء سديما رماديا، لا تمطر بقدر ما تعم بغبارها وشظاياها المشتعلة. حتى نور البراكين نيازك جحيم قاتلة. لم يعد للخلائق لون ولا للابتسامات من لوحات التكشير وزن. تمخض الجبل فنشر عدما.

كان عليه أن يعتمد على أسطورته وخياله، فالبعث بداية من عدم. همَّ بكل خطوة صعودا وعروجا. كل ألمٍ سحل مرير. لم يكن عليه النظر إلى الوراء، ولا إلى أسفل، فلا عيون تغازل الموت المنتشر. نبتة الحياة هناك. في فوهة منكسرة، وهبتها من قلب الوجود. فجأة بدأ احتفاليته في التحدي. لا يملك سوى ساعديه، وهذه الخطوات الاستشهادية.. في كل خطوة يزهق روحا من فؤاده ويبعث سبعين ألف أخرى كذا هو مؤمن بقضيته، وازن لإيقاع بين الأمل والألم، فخلط الحروف طريق للولادة الجديدة. هو مؤمن بسحر الأصوات، وصوته. رفع الإيقاع بين التصفيق والإنشاد. في كل صدى، انبلاج بين ذرات الرماد. في كل وقع ينسل خيط شعاع رقيق تتسع به طريق الصمود والصعود. فجأة، وحيث لا مجال للمفاجأة، صنع شمسه التي ألبسها شعاعه، غذاها من حرارته، شكَّلَها من أفقه الداخلي العميق... حتى إذا وصل إلى مربت الموت و الفناء ، حققق انتصارين أو انتصارات، انتصر على الخوف من الجحيم، على برمجة تابوت جُعل مهد حياة وسقف نجاة. انتصر على دائرة ممنوعة على الخلائق، داعية إلى التسليم بالخوارق، تبعث من الرعب في الأرض قبل السماء، حيث لا مجال لطرح علامات استفهام. انتصر على ذلك المخلوق المجهول الذي يحدث ثقبا في كل بناء. فمن داخله، اخترق، وفي جوفه استبق القبض على زهرة الحياة، والتي بلمسة ساحر ملوحة، أزاح الرماد عن الرماد. نثر البذور، وحَوَّضَ الحقول، وأعاد الحياة للحياة. هذا الفينق المنبعث من نار ورماد.