Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
شرفة الريح5

شرفة الريح5

 

أطل من شرفة قلبي

 

محيا الربيع الموعود

موكب يمربطبول الحرف

أسقي من دمائي قبور الضحايا

يوم اغتيلا ويوم احترقَا

حبي وقلبي

 

 

أطل من شرفة تاريخ

دحرج شعوري عبر حصى وشوك

خيَّبَ سحابة ظلي ومزني

طواها لحظة

وسلّمني بطاقة حتمي

 

 

أطل على مسرح وطني

المشاهد الحقيقية في الكواليس

وما يُعرَض خيال علمي للقضم

أطِلُّ

أطل

وأطوي مشاهدي

أحملها حمما في لبي

 

الصباح الباكر، طقسها في الاستيقاظ مع يوم جديد. تعلن من خلاله تحدي الابتسامات لشرط الزمن حتى يطاوع الأماني و  سباحة العيون في الآفاق الوجودية.ـ

طقس ارتبط بالساعة البيولوجية التي ترن خلاياها على الساعة السادسة و النصف في البرمجية الذكية لعقل ( ديلار ). و لكن كيف يكون نفس التوقيت بين مونتريال و تازة؟ استغراب أجّلته حتى تقران الغروب الثاني لشمس تازة فتقيس المسافة الزمنية بين المدينتين، و تحاور اليومي الذي سيبدو مليئا بالمفاجآت الجميلة التي تواعدت بها الصديقتان فاطمة و ديلار.ـ

على العموم قياس النهار بمونتريال حوالي العشر ساعات. و هنا كان الغروب بإضافة ساعة و نصف تقريبا.ـ

حرارة هذ الشهر من السنة تبدو استثنائية. خصوصا و انه قد انتصف و اخترق ظلال الخريف. ملامحه بادية في الاصفرار بين اوراق الشجر و النباتات و الأعشاب.

كيف يعقل أن تبقى الحرارة مرتفعة في منطقة اشتعرت بطقسها القاري ، و الذي غالبا ما يتحول إلى برودو بالليل. إنما ليلتها قضتها شبه عارية من غطاء. لإلا ما كان من الإزار الذي لم يستطع ان يدثر سوى قدميها إلى حدود الركبتين. اقشعر الجسد مع طلوع الفجر، و زاده آذان الفجر شعورا باختراق جديد. حوّل الأحلام المراودة إلى ذاكرة غابرة، حضرت معها صورة الجدة و منابع المياه التي تغزو ساقياتها منسبط تازة السفلى.ـ

لا زالت حسرة ثقافية و اجتماعية مركبة في بناء شخصية ديلار. تلك الرسالة التي نقلتها الأم المتوجعة بطعنات المجتمع و عقليات أصحابه. تلك الأفكار القاتلة التي تسكن المرأة الأنثى ضد الأنثى من جنسها. كيف يعقل أن تكون المرأة عدوة للمرأة في قضيتها و وجودها؟ انتصارا للرجل؟ ويحا لها من  ثقافة.ـ

ـ وهل هذا وقت النكد يا ديلار؟ ساءلت مؤنبة نفسها. قد يكون الحلْم وتّرني، لكنني انا الآن مقبِلة علة معانقة مدينة عشقي و زهرات تفتح شرايين الحب الأولى في تازة.ـ

لكن صورة الجدة ما تزال حاضرة داخل إطارها بالأبيض و الأسود، و بزياراتها المتقطعة التي تلت ولادتي. هل كنت لعنة الوجود الذي ترفضه في الوجود؟

يوم ولدتني أمي ، كانت الجدة تنتظر منها مجيء مولود ذكر. و رغم أن الذكور قد سبقوني في المجيء للحياة، إنما رهانها جعلها تتخلى عن أمي بمجرد خروجي للحياة. رفضت استسلام الجنين الذي يئن و ينتظر قطع سرته. غادرت المنزل و حيث الولادة تقليدية فيه. اضطرت امي إلى التكلف بمهام قطع حبل السرة و تنظيفي من دم الطلق. يوم كبُرت قارنتُ. استرجعت عيون امي المنهمرة بالدموع. رأيت تناسخ الأرواح بين وجدنها المجروح و ثقافة الهنود الأمريكيين الذين يجعلون المرأة تغادر مخيم القبيلة من أجل الولادة في مغارة قريبة أو خلاء بعيد.ـ

   زادت المحنة تشبت الأم بمولودتها. لا اعتراف بها، تضاعف معه الشعور بالتهديد اوجودي لجنس الأنثى. ماذا لو لم أكن قد ولدت ذكورا من قبل؟ هكذا حرقة الأسئلة تمزق أحشاءها و هي لا زالت في نفاسها؟ ماذا لو كان العمل بالإقصاء لكل من لا تلد الذكور؟ أيعقل ان نتحدث عن وأد جديد للبنات؟ أكيد أنه واد ثقافي متعشبو متجذر لا زال يسكن العقول. هطذا اختلطت أفكار ديلار مع أفكار ألم في التذكر للحدث هذا الصباح الممزج بالحلم الذي تلا الآذان. منبّؤهٌ يسائل المجال: هل تغيرت العقليات يا تازة العليا؟ هل وجدت البديل يا تازة السفلى؟ من كل هذا ليس لي حق في تنكيد يومي الأول في إجازتي القصيرة. سأبدأ بطقس الاستحمام. فالماء ماء، سواء في كندا او في تازة. و جسد ديلار لابد له من طقسه الطهراني المتميز.ـ

شرفة الريح5