Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
الهوية الحداثية ـ أ

الهوية الحداثية ـ أ

~~تتعدد مناحي الميول و التوجهات الذاتية مع تعدد الاختيارات الحياتية و نسقياتها المتلونة تلون الثقافات و التيارات الفكرية و الإيديولوجية و السياسية و غيرها من مداخل العصر التي تغترف منها الحياة الجديدة داخل القرنين العشرين و الواحد و العشرين .... بالنسبة للحداثة ، تجد لها تعريفات و أفهاما متعددة كذلك ... تجتر تاريخا متعثرا داخل وعينا العربي الإسلامي ، و تجد في خلفيتنا الأخلاقية و الدينية ما يضعها في قفص الاتهام ، و بالتبع ما يحاكم كل داعٍ لها و مناصر لشعاراتها ... إنما ما الدرجة التي تجعل الفصل داخلها لحد التغريب و الإنكار و التنكر ؟ أليس الجميع منخرط فيها بدرجات متفاوتة ؟ ما دام السياق الموضوعي و الواقعي و المادي ـ الثقافي يجعلنا جميعا في حوض تاريخ حديث ؟ قد يقتصر بعضنا على تسييج اختياراتها المرجعية الفلسفية و الاقتصادية و الأخلاقية السلوكية ، فيقول هو ذا المرفوض داخلها ... أما التقنية و التحديث لوسائل العيش و تيسيره ، فهذه أمور قائمة في كل عصر من العصور ... قد يقول آخر ، ما دام الحديث عن الحداثة ، فهو تناول لانتماء جديد للفرد و المجتمع ... صيرورة إنسانية جديدة انخرطت فيها الشعوب ، و لا يمكن تفسيرها إلا نسقيا و بنيويا في بعدها الثقافي و الحضاري المدني ... ذلك أن تجزيئها هو تبخيس لقيمتها كإضافة نوعية جديدة للتاريخ الإنساني و الحضاري العام ... هو عمى في الرؤية يحجب فضل التطور في التاريخ نوعيا و كيفيا بفضل العلم و التقنية ... هكذا يغترف كل واحد من نسق تحليل و يعمقه بالبرهنة و التمثيل و التجريب و العيش ، فيصبح معه في انتماء مُشَكَّل جديد ... هوية غير مرئية لكنها معيشة ، توجه السلوك و الفعل الشخصي و الجماعي عند كل واحد منا ... كما توجه سلوك الجماعات و الفئات لتتخندق داخل اختيارات مؤسساتية تمثل هويتها المركبة ... إنها هوية مركبة إذا ... إنها فهم جديد للهوية يخرجها من مجرد قوقعةِ دائرةٍ مغلقة للانتماء الهوياتي المقتصرة على الجنس أو اللون أو العرق أو القبيلة ... و قد يكون المنفلت هنا زئبقيا هو ذلك التعصب الذي يكون مع الهوياتية كعملية انتماء مراد ... يكون الانفلات بدرجات التعصب لها و الدفاع عنها سواء بوعي مدرك أو بمجرد حب و عاطفة مرتبطة بها ، تُعبر عن طبيعة النفسية الفردية و تفسر تركيبتها و عقدها و ميولها الغير المعقلنة و الناتجة ربما عن بيئة فيها من الماضي و التاريخ أكثر ما فيها من الحاضر و الرؤية المستقبلية المنفتحة على الجديد .... ما دام الأمر تركيبا ، فإن التربية و السياسة و الإعلام المرتبط بهذه العناصر ، تلعب كعناصر دورا كبيرا في توجيهها و صياغتها ... كذا البيئة السوسيو ثقافية التي تستنبتها و تغذيها و تفعلها حياتيا و شعوريا و مصلحيا ... هي رحلة إذا بين الذات و الموضوع ، بين اختيارات شخصية و حقل حياة جديدة ... لقد كان للاستعمار دور جدلي في انخراط مجتمعاتنا في فعاليات العصر الحديث ... ذلك أن الأحداث السياسية و العسكرية المرتبطة بالحركات الاستعمارية و المشاريع الكبرى التي حملتها ، تجسيدا لمشروعها الكبير المرتبط بالرأسمالية و الليبرالية ، جعلت الدخول القدري في هذا المشروع الغربي الجديد ابتداء من حملة نابليون كرمز لكسر مرآةً الشرق الأسطورية أو المؤسطرة و القروسطية في آنٍ ... و إذا تجولنا في مدننا و قرانا و طرقنا و سككنا الحديدية ، وجدنا الشخصية الغربية حاضرة بعقليتها و ثقافتها و أسلوب حياتها في شرايين حياتنا المجتمعية ... فأي تنكر يمكن أن يكون لهذا الانتماء ... إنه مكون من كوناتنا الآن ... طبيعي أن يقع التجاذب بين الذات و الموضوع ... طبيعي أن يكون هناك استقلال و خصوصية ... طبيعي البحث عن هوية خاصة ... لكن الغير الطبيعي هو ذاك الانحراف عن التوازن في الشخصية حين عمليات التحول و التشرنق في الحياة ... رفض الجديد و التحجر مع القديم بدعوى عدم صلاحيته أو تكفيره بدرجات ... إننا اليوم كمتجمعات مشترِكة في الانتماء لخصائص تصنيف معينة ، نعيش أشكالا من التفاعل مع الحداثة متناقضة ذات اليمين و ذات الشمال ... سفينة لا ترسو على ميناء ، ولا تستقيم في الإبحار ... تتقاذفها الأمواج فتلفظ ركابها كل حين غرقى في غياهب النسيان ... إننا داخل عيادة طبيب نفساني ، نماذج متعددة و وضعيات متباعدة أو متقاربة تفسر ارتباطنا بالحداثة بوضعية كل شخصية ذاتية ، و بأنماط متنوعة في التصنيف تحير الطبيب في نوعية الدواء و خصوصية التشخيص ... فلكل حالة يصبح التحضير للدواء مختبرا خاصا ، و بدرجة التعقد الواقعي و الموضوعي تتعقد الوصفات الخاصة بكل تتجمع بشري ... و يبقى دور السياسات العامة و الفلسفات المقارِبة للموضوع ، و المشاريع الشاملة نسبيا لحقول سوسيو ثقافية و سياسية و اقتصادية طبقية وفئوية ، فاعلا مهما الآن تتطلع النخب المثقفة و الممثلة للأمم و الشعوب ، لكي تقوم به من أجل النهوض و المعالجة لهذا الواقع و هذه الهوية المحتارة بين الانكماش و التحرر ، بين الأصالة المنتصِرة لموديل قديم ، و المعاصرة المتحركة مع موديل جديد زمامه منفلتة مع تضارب مصالح العصر و موازينه في التحكم السياسي و الاقتصادي و العسكري على الخصوص ...

الهوية الحداثية ـ أ