Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
أغلال الوجدان 4

أغلال الوجدان 4

أغلال الوجدان 4

ما ذا ستعني الحياة الوجدانية و العالم الوجداني في سياق هذا التناول؟

إنه فضاء الحرية الداخلي الذي به تتحقق سعادة الإنسان، و تنشرح معه نفسيته، و تتطهر بها هواجسه من كل خوف او تهديد. عالم يشعر معه بالكرامة و الأمان. بأن قيمته في الوجود موجودة، و أنه عنصر مؤثث لبهائه و جماليته.ـ

هذا الوجدان الذي إذا ما ساءل أحدنا ذاته عنه في دواخله، بحث عن مؤشرات دالة عليه، و لو بنسب مائوية ضعيفة. فتكون الإجابات مدخلا للتعرف على الذات من جديد بحقائق جديدة و مثيرة.ـ

لعل التلوث الصناعي و الكيميائي، و الآخر الإشعاعي المرتبط بالأجهزة الإلكترونية و الأخرى النووية، سيكون خير  شبه لذلك التلوث التاريخي الذي نتج عن سوء التعامل مع وجدان البشرية و أفرادها. لعل السياسة كانت دائما تقطيعا مشوها للوجه الجميل للإنسانية الموجود في دواخل قلوبنا.ـ

و حينما سنتكلم عن السياسة اليوم، سنجدها مدخلا لغزو ذات كل واحد منا، بمحاولة استعمار فؤاده و روحه داخلها، بالتحكم في سماء كونه الداخلي النفسي و المشاعري  و جعل عقله مقتنعا بالوصفة التي تمرّر إليه عبر مختلف أشكال الخطابات و منابر الإعلام، و جعل حواسه طيّعة للجرعات المقدَّمة له في طابق من عسل الكلام و لطعام.ـ

بتتفاعل دوائر مختلفة في اختبارها داخل ودان الإنسان، و سنجد ان الجرائم المرتكبة اليوم بام خدمة الإنسانية، كلها تبحث عن شرعية استقرار داخل وجداننا، تعشش و تستعمر لكي تبقى مراقبة لاستمرار إقناعنا و خضوعنا.ـ

باسم الدين، غزت الطوائف اليوم عقولنا و مشاعرنا و وجداننا. باسم  الخوف كبّلتنا الحكومات و الأنظمة داخل سياج أمني تحرسه، في حين نجدها هي تجلس على موائد النعيم و حرية التصرف خارج الدائرة.ـ

باسم الدين اليوم، الشعوب موعودة بالجنة. لكن الطريق إليها خاضعة لطاعة عمياء. طاعة تلزم بتنفيذ مسطرة موت قبل الحياة. و كأن الجنة ستكون للمنتصر على المنهزم. هذا المنتصر لن يكون الفرد، بل المشروع الديني او السياسي. و كاننا في الجنة سنعيش هذا الاختلاف، أو إننا سنقوم بالتصفية النهائية للصراع. الدورة الأخيرة فوق الحلبة. هذه الملاكمة الشريفة و النبيلة، الكل يعطي لنفسه حق تبنيها و الدفاع عنها.ـ

المطلوب من كل فرد اليوم ان يستسلم بوجدانه لكي ينقذ روحه في الماوراء. ان يخضع بمشاعره و عقله لكي يأمن العيش في هذا الفضاء الدنيوي.ـ

و كأننا لا نستفيد من دروس التاريخ. تقاتقل الموعودون بالجنة فيما بينهم. فلمن ستكون جنة الفوز في لنهاية؟ لهذا ام لذاك؟ و نتقاتل نحن كخير امة و نموذج أخرج للناس، فمن منا سيكون الفائز بالجنة؟

هل يمكن لأحدنا ان ينسحب خارج الحلبة؟ و يعلن الاستقالة؟ و يترك كل هذا من اجل خلاص وجدانه؟

من منا سأل دواخل وجدانه عن هذه الأسئلة و إمكانياتها؟ من منا سيسأل وجدانه عن إمكانيات تحريره؟