Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
قرية ابن السيد ـ المراسلات ( عالم ألوان) ـ 1

قرية ابن السيد ـ المراسلات ( عالم ألوان) ـ 1

orch.png
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عالم الألوان .... تعتز سارة بانتمائها لتراث الألوان التركية ... تجعل لصلة الوصل مع انحدارها من أجدادها وعائلتها الكبرى عبر الوان الفساتين التي تختارها من محلات الألبسة التركية ... وكذلك من زركشات الزرابي الشرقية والمغربية ... في حاسوبها الصغير الحجم الذي تضعه دائما بجانب ورشة اشتغال مقصها و أطراف الثياب التي تتفنن في اختيارها لأجل عمل الديكور الذي  تقوم به كلما ارادت العيش في عالم الذوق و الجمال الذي اختارته أوقات انشراحها ، تجد مكتبة الكترونية رتبتها لما جمعته من اشكال الديكور و الفساتين واردية وستار النوافذ وكل زرابي وغيرها ... حتى فوطة حمامها تريدها بلون ارجواني أو بنفسجي و كل ما مال إلى انفتاح و بهجة بصر ...
خبرة سارة في عالم الالوان جعلت ابنتها سماح منخرطة هي الأخرى في ذوق الأم منذ الصغر ... كان سي محمد كلما رآهما ابتسم و تأمل من فوق زجاجتي نظارتيه المشهد ، وربما  أخذ الكاميرا وصور بالصورة أو شريط الفيديو لحظات انهماكهما في اختيار الألوان وتناسبها للفساتين أو ستائر الغرف و المنشفات والشراشيف ... حتى دميات الطفولة التي اثثت غرفة سماح أخذت من سارة وقتا كبيرا للعمل عليها وتزيينها بأهداب مصقولة لامعة ، وجعل تسميات لها مع دمياتها... حتى لعبة الألوان كانت دائرة اسرية يجلس لها الربعة سليم وسماح وسي محمد وسارة ، كان فيها اختبار درجات الوصف و التناسق والمزج ونتيج الخلط بين مكونات الألوان ... إلى درجة أن سارة بعض الأيام كانت تتكلم بشبه هذيان عن الألوان ... فحواه ما قرأته لأحد الفلاسفة حولها ... العالم مزيج ألوان ... الصور نتيجة هذا المزج ... اللون مرآة الخلق ... لولا الألوان لما كانت هناك حياة ...هذه جملها التي كانت تشهرها في وجه محاورها من افراد الاسرة او من المقربين في برامج الزيارات و الاحتفالات...
 داخل الصالون ، بعد أخذها لحمام دافىء بعد جولة المشي التي تبعث الحياة في ساكنة مدينة فرانكفورت ، تقدمت ببابوشها الوردي المنفوش السطح ببتلات وردية ناعمة الملمس ، وطبعا  نفس اللون في فوطتها التي على راسها أو التي التحف بها جسدها ... جففت ما تدلى من شعرها ، ومسحت دوائر اذنيها ، كما جففت يديها قبل أن تجعل كفيها في اختبار لستائرها التي تتدلى بجوانب شرفة الصالون العريضة ...ملمس الستائر امتحان لها كل حين .. ألا زالت تحافظ على نضارتها ؟ الا زالت تموجاتها تعكس ما عشقته من تحولات لونية كشريط متدبدب جميل ينقله بحر الثياب في مدها وجزرها مع حركات كفَّيْ سارة عبرها ... ملمس انثوي بامتياز يدفع سي محمد أو سماح أو سليم إلى استفزاز غيرة مازحة في الحوار والتعليق الحميم كل حين ...
اشكال الأوركيدا هي الغالبة خلال هذه السنة على اختيارات سارة لستائر الصالون ...في وقفتها وراء الباب الزجاجي للشرفة تستدير مع طيف الألوان المزهو بها هذا الفضاء ،عالمها الوجداني الذي تنعم بامتلاكه عاطفيا ، ما دام الحب رأسمال كل هذا العيش الأسري و الزوجي و الأمومي ... ولعبة الألوان مستمرة دائما ، الكل يعلم قانونها الفضائي داخل المنزل ... ترتب كل شيء مع ابنتها سماح ، وتجعل فستانيهما بألوان وردية وحمراء وقرمزية وبنفسجي فاتح ... بكل ما تنعم به الورود و الأزهار من ألوان زاهية ناصعة يانعة ، ما عدى ألوان الستائر و الزرابي و وسادات الأرائك ، التي تأخذ شكل الحقول و البساتين التي ستنمو فيها الزهرتين أو الوردتين ... تجد سي محمد يقسم ادوار التسمية بين سماح و سارة ، بين وردة وزهرة ... mein blume  أو meine rose   ...
ينادي سي محمد سارته : عصير الليمون جاهز...
ـ شكرا ... لذيذ جدا.