Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
الإنسان كقيمة ثقافية : نحو كائن إنساني متساوٍ 1

الإنسان كقيمة ثقافية : نحو كائن إنساني متساوٍ 1

الإنسان كقيمة ثقافية : نحو كائن إنساني متساوٍ 1

الإنسان كقيمة ثقافية :

نحو كائن إنساني متساوٍ

يتوخى هذا المدخل معالجة وضعيات سوسيو ثقافية معقدة و حرجة نوعا ما. ذلك ان جل المجتمعات قد نضجت و أدركت مدى الحيف التاريخي و الظلم اللذان مورسا على الكائن البشري من طرف أخيه الإنسان.

حينما نمثُل أمام الإنسان، فإن الخصائص المشتركة بين الجنس البشري تكون حاضرة لكي تجعلنا نبحث عن المشترك الذي يساوي بين الأفراد و يجعلهم بكرامة واحدة و حرية واحدة و حقوق واحدة.

إن المساواة التي نجدها في مجموعة شعارات و مطالب، قد تغيب قيمتها الحقيقية و مفهومها الشامل في التناول و الاستحضار. ذلك أننا سنتساءل عن كم من مرة بحثنا في المفهوم الحقيقي للمساواة؟ كم مرة بحثنا عن عمق معنى الحرية و الكرامة؟ ...

و طبعا إن الوعي تراكم لقرون و قرون. احتاج لعمليات قيصرية لكي يخرج من الحيف و من النسبية التي يفرضها عليه الواقع غالبا. فالتشكيل الواعي للقيم و تنظيم العلاقات و تصورها ، و الذي أفرزته مرحلة القرون الوسطى، نجد على ان المرجعية الدينية قد تربعت على عرشه و رفعت شعارات متميزة تدعو إلى أعلى مبادئه. لكنها و بالمقابل قد كرست درجات من الحيف. و حيث إن المجتمعات البشرية لم تكن في درجات وعيها الفلسفي الحقوقي و العقلاني السياسي، فإنها احتاجت لقرون لكي تلمس حاجتها إلى تنظيم جديد للمرجعيات الأخلاقية و الحقوقية. احتاجت إلى ثورات و صراعات لكي تنبثق من رحم الأم فتولَد من أجل رؤية نور الحياة و تستنشق طعم هوائها المليء بالحرية و الحيوية.

ذلك أن الإنسان بطبيعته التي هو عليها، يميل إلى التعامل في الغالب مع المستجد تعاملا مصلعيا و براغماتيا. يعني أنه تجمعه مصالح سياقية يحتاج للدفاع عنها و صد كل تهديد لها. و هو إذ يعاني النسبي و النقص في الإدراك و الوعي و في ضمان السلامة و المصلحة، فإنه يكون متأرجحا بين الفرض و القبول لكل جديد. هي ملاحظة نحتاجها حين حديثنا عن ظهور الرسالات السماوية و الحركات الإصلاحية الكبرى داخل المجتمعات البشرية.

فداخل المجتمعات العربية الإسلامية، نجد صمود العصبية القبلية، و العمل بالنسيج القبلي القديم داخل التركيب المجتمعي الإسلامي الجديد. و قد استمر ذلك إلى يومنا هذا، و جعل سيرورة العمل بالفلسفة الإسلامية العليا مقيدا بالرؤية القديمة و خاضعا لمقاساتها و ترتيباتها. و طبعا بما في ذلك التعامل مع الموضوع المساواة، حتى يكون لسياق إشاراتنا رابط منطقي و موضوعي مع نصبو لتبيانه في اجتهاد بسيط حول تحقق مبدأ المساواة الإنساني. ذلك أن تشريح المجتمعات الإسلامية اليوم قد يجعلها في مسافة بعيدة و غريبة عن مرآة الفلسفة الإسلامية الجوهرية التي رسمتها مجموعة من الآيات و الأحاديث و الموقف الخلاقة و المشرقة و التي هي استثناء في تاريخ المسلمين.

لذلك فإننا حينما نتناول موضوع المساواة اليوم، يكون كل هذا التراكم المشار إليه حاضرا في أذهاننا. و نحتاج معه إلى إعادة صياغة المفاهيم و تجسيدها بشكل أكثر رقي و تحضر و تمدن و إنسانية.

فهل المساواة حاضرة بالشكل المطلوب بين أفراد المجتمع الواحد، و بعده بين أفراد المجتمعات الإنسانية؟

يصعب الجواب بالإيجاب، لكن كون المنطلق المبدئي هو إيمان الجل و اقتناعه بضرورة تحقق هذه القيمة العليا، يجعل البحث عن أماكن الخلل في كل نجاح و تحقق أمرا ضروريا حتى نتقدم إلى الأمام في تحرير الإنسان من قيود تحول دون مساواته مع أخيه الإنسان و دون حريته.

قد أفرح برؤية لافتة و شعار منصوب و مكتوب عليها مبدأ المساواة و الحرية و الإخاء. تطمئن دواخلي من هواجس الغياب. لكنني كلما تفرست الواقع و وجدت علامات تهديد للقيم العليا ومنها المساواة أجدني كما غيري مستفهما و متسائلا : أو فعلا إننا في حاجة إلى مساواة؟

مثال بسيط لكنه عميق، نستعمله في الأمور العادية لكنه قانون موازنة علمية و موضوعية. إننا نقول : بضدها تعرف الأشياء. كما نقول : الشيء إذا تجاوز حده انقلب إلى ضده.

في تجارب الشعوب تنتشر الحقيقة بعناصرها الكلية. لذلك سنبحث عنها داخل الحقل البشري، المجال الطبيعي لها. و لذلك ستكون الحقيقة بتناقضاتها الكبيرة و الخطيرة في آن، و التي شكلّت تاريخا عامرا بالأحداث و أثرت في مجرياتهما و السياسات النابعة معهما.

سنجد أن القارات الخمس و قد عانى داخلها مفهوم المساواة أقصى حالات المحاربة و التنقيص. في آسيا كما أمريكا و إفريقيا و أستراليا و اوربا. و هو ليس ذكر لأسماء القارات بقدر ما هو استحضار مع ألقابها لأحداثها التاريخية في الصراع الجدلي المتفاعل مع مبدإ المساواة بين التحقق و الإقصاء.

سيصبح الموضوع بحرا بتعبير الفرنسيين، لذلك سنحصره داخل مجموعة أمثلة تتناوله و تتقرب إلى الأفكار و االاستنتاجات التي قد نتوصل إليها كتذكير و ربما كإضافة.