Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
متاهات 6 بين الحاضر و المستقبل أي سبيل؟

متاهات 6 بين الحاضر و المستقبل أي سبيل؟

رافقكم البيان في رحلة سلام

إن ما سبقت ملاحظته حول المعايير الأخلاقية للتمييز بين الذكر و الأنثى في التربية و العلاقة، لم يكن له مرجع موضوعي مماثل فيما جاءت به مبادرة إمامة الأنثى في الصلاة جامعة بين الجنسين معا. ذلك أن مكونات الشخصية متحررة من أشكال لكبت و إفرازاته، و من أشكال الحرمان و مقيداته. اختارت المجموعة اجتهادها وفق خلاص اخلاقي جديد أرادته كتصور جديد للعلاقة بين الذكر و الأنثى.

أكيد رؤية مساواة حاضرة، و احترام كرامة الفرد كيفما كان جسنه. أكيد هي عملية ترفع عن تراكمات التاريخ و الحاضر اللذان اهانا صورة المرأة و جعلاها متخلفة و مشجعة على الدونية الناقصة و المنحطة. لذلك ستكون الفئة التي اختارت هذا الشكل الجديد في التعبد، قد تهيأت لكي تطهّر دواخلها من كل ترسبات العقليات المتحجرة و المكبوتة و المبرِّرة باسم الدين و النصوص لكل دونية ممارسة.

إن اجتهادَ جعل هذه الصلاة قفزةٌ نوعية نحو المستقبل المنشود للمجتمعات المسلمة، و للدين الإسلامي كذلك، حتى يتحرّر من لبوس الماضي القروسطي، الذي ربما كان صالحا في مرحلة، لكنه لم يعد صالحا في أجزاء منه للمرحلة الآتية التي يمثلها اجتهاد الجماعة المستقبلية التي تعيش في الحاضر بعقل المستقبل.

سيكون على أنصار هذه الجماعة أن يرافعوا عن أنفسهم للدفاع عن مشروعهم و لإعطاء بدائل حياتية و تربوية سوسيو تربوية للمجتمعات المسلمة. كيف سيفسرون ذلك و كيف سيحررون الفرد المسلم من قبضة الحكام و الفقهاء الذين يسهرون على تثبيت سماء الحياة في ظل مناخ موهوب بالمقاس و المراقبة و العقاب، كأنهم في قرية خيالية تجريبية تعدم الخارجين عن دوائرها؟

سيثور المتحفظون ضد هذه الأفكار لكي يبرروا بالأمر الواقع و ظروف العيش و درجات الوعي و مستويات التصرف و السلوك و الجريمة و الانحراف و الجهل و الأمية و الفقر و التهميش الممنهج تاريخيا حتى لا يخرج الإنسان من دونيته و تخلفه.

و كلها مبررات يمكننا جعلها منطلق أشكال التخلف التي يجب أن نحاربها : الجهل ـ الفقر ـ الأمية ـ التهميش ـ الانحراف ـ القمع ـ الهضم للحقوق...

منطلقات تبين على أن الإنسان المسلم لم يحقق إسلاميته بعد. لم يستشنق حرية دينه و عقيدته. لم يستفد من حقوق حياته المدنية و السياسية التتي نهجها له مشروع الدعوة الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه و سلّم. صحيح أن الوحي قد انتهى، لكن المشروع لم ينتهِ. و الدعوة الفضلى و الراقية لم تنتهِ بعدُ. لقد قفزقبائل و شخصيات على مشروع الدعوة الإسلامية و جعلوها قالبا مقولبا خندَقوا فيه الأمم و الشعوب و تعسفوا على أحلامها و كرامتها داخله، باسم الدين و باسم النجاة و الطاعة للخالق. وه و أمر شِك في حقيقته لأنه يريد تبرير السياسي بالديني، الاستغلال بالخوف من عصيان المؤدي إلى غضب الله الذي يحكم الخليفة باسمه في الأرض.

إننا في مناقشتنا لهذا الموضوع لم نرد أن ننتصر إلى تطبيقه في الحاضر أو الدعوة له، بقدر ما نود أن نلفت الانتباه إلى أن الدين الإسلامي يمكنه أن يكون في مستوى التطلعات الحضارية الإنسانية الراقية في الحاضر و المستقبل. يكفي فقط أن تكون عندنا القابلية لتخليصه من جمود الفكر و تبرير الاستغلال و التهميش. يكف أن نؤمن بأنه دين متجدد في نوعه و كيفه، قابل للفلسفات الجديدة التي تخدم قيمه العليا في التجرد من كل لبوس مادي و السمو بالروح و طهارة الوجدان لأجل معانقة العى و العلياء و الكون و خالق الكون في سماء حرية و ابتسامة و عشق إلهي هو في نهاية المطاف عشق للحياة و للإنسانية و للحرية و للسلام.