Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
فطرة مغتالة/3

فطرة مغتالة/3

 

 

ـ تقبَّلَ الله الصلاة .. ـ

ـ آمين، لنا ولك.. كأس شاي؟

ـ ليس الآن ... اجلسي نتابع الفيلم في التلفزة... ـ

ـ لآ خاطر عندي للافلام الآن...عيناي يضرهما شعاع الشاشة

ـ طيب ، لك أن  تكملي لي الحديث عن الرحلة... هل تعلمين بأن لالاهم عيشة يتم كراء تلك الشعبة التي يقولون إنها ساكنة بها بثلاثين مليون سنتيم و أكثر ،خلال موسم سيدعلي بن حمدوش ...؟

ـ تلك الجلتة المملوءة بالطين تكترى بهذا الثمن؟مستحيل ـ

ـ وما المستحيل ... على طول السنة يؤمُّها الناس ... بالالاف من أجل قضاء اغراضهم المرتبطة بطقوسها ومعتقداتها...فمثل زيارتكن لذلك المكان تقوم بها جماعات يومية كبيرة من كل ارجاء المغرب .. خصوصا من الدارالبيضاء والرباط وسلا ومكناس... ألم تلاحظي أن المنازل والغرف مكتراة هناك مثلما اكتريتموها؟

ـ في الحقيقة موقف السيارات كان متوسط الملأ بالسيارات ... ولكن مقام السيد والعين كانا مملوءين خصوصا بالنساء.. ـ

ـ المقام؟ ارجع مقام بحال مقام سيدنا ابراهيم؟ تبارك الله على المسلمة.. بالتو صلّيتِ ركعات لله... في الحقيقة ذاك حج هو الآخر ـ

ـ كيف يكون حجا؟ تطنز عليَّ أنا التي تركت الذهاب الى الحج بقرعة العمل التي تمت خلال سنوات اشتغالي بالشركة

ـ لا ... ألا يوجد ضريح يحوم حوله الناس ...؟ ألا توجد ذبيحة؟ ألا توجد عين ماء ، أنتم تضيفون لها قداسة الاستحمام ... كأن الحمامات والدوتشات غير موجودة بعد؟ ف(عين كبير) تقوم مقام زمزم،والضريح مقام البيت الحرام ، و(الجبيل) كما نسميه ، مقام عرفات ، أضيفي الذهاب الى (سيدي أحمد الدغوغي) لاختبار نية صلاح الزياة واكتمالها... أضيفي إقامة الليلة هناك بالجذبة والذكر ... كأنها تراويح وتهجد الليل...

ـ الله يستر من كلامك ... أنت خطير ، تقول راك ولد السيد،دائما تقوم بهذه الطقوس التي قلتها الآن ...دعني أتمم لك حتى لا أنسى ... تحوم الابتسامة حول شفتيها ، وتستجمع فخذيها في جلسة من ستباشر الحكي مقرفصة الرجلين والفخذين... محتلة للحيز الزمني الذي سيتسع للحكي، ولسلطة الكلام من هذا الذي ينقض افكارها وكلامها كل حين

:

ـ ونحن في الطريق من الضريح إلى المنزل الذي اكتريناه ، قبض شخص على معصم يدي، وتجرأ بالقول : اسمحي لي ما كنت أعلم أن زيارتي لسيدي علي ستجعلني ألتفي بهذا الجمال والزين ..

ـ شفتِ ، ها هو سيدي علي أحضر بركته ... هه

ـ الله يعطيك ما نويتي آ الكافر بالله.. أنا احكي لك ما جرى ... ما بقي إلا واحد من الخلاء يجيء ويدوخ لي رأسي...اسمع: قمت بالرد عليه ـ من الصواب طبعا ـ : بارك الله فيك ، و اسمح لي لا أعرفك ... اريد أن ألتقي بكِ إذا سمحت .. ها هو هاتفي سجليه عندك ... تتابع حكيَها وقد امتلأت قسماتها ببشارات النصر في الرواية والكلام ، ذروة الأحداث كما حكتها ،ها هي فيها البطلة ... ـ مشينا آ سيدي للمنزل ... وجدنا  الناس يدخلونه الى الدور الاول منه .. نحن اكترينا بيتا واسعا ورحبا اسفل الدور ... صاحبة المنزل وفرت لنا ما نحتاجه .في الحقيقة هي ظريفة ، خصوصا وأنها ألحت علينا بحضور اللليلة ، تقول فيها البركة... تناولنا عشاء خفيفا بالخبز والجبن ومشتقات حليبية ، وأنا كنت أحضرت معي بعض الفواكه اشتريتها من مكناس ديالكم .. تفاح وموز مع بعض الفواكه اليابسة ... على العموم ، لم اثق في المأكولات التي تقدم هناك ، خصوصا لما رأيت ما يذبحونه ولِمَ يذبحونه ، وكيف يتركون ما يذبحون مرميا في تلك البركة حتى يأتِ من يأخذ تلك الذبيحة ... لآ ادري كيف يتم ذلك..

ـ الذبيحة آ لالا ، يتناوبون عليها هناك ... إما أن بعض الجزارين يتفقون ويشترونها جملة ويقومون بتوزيعها فيما بينهم ، وطبعا يشترونها بثمن بخس ... وإما أن من تكون نوبته في أخذها.... تقاطعه كيف تكون النوبة في أخذ الذبيحة ؟ لم افهم ..

ـ لا تستعجلي ، أتمم أوكي شيري ... ههه

ـ تابع آ المسخوط جاءتني السخانة في الراس معك ... الله يعطيك شنو! ـ

ـ شنو هو (شنو) ؟ ههه... اسمعي : عائلات الشرفاء اينما ذهبت بين هذه الاضرحة الموجودة بالمغرب ، جلها تتناوب على توزيع ذبائح الضريح هنا وهناك ... وحينما تكون الذبيحة قليلة بعض الأيام يأخذونها ويقسمونها فيما بينهم .. كل عائلة من الفخذة تأخذ رجلا أو كتفا أو أمعاء وراسا مذبوحة لشاة أو ماعز ... فهمتِ الآن؟

ـ إيوا صافي ، انا نشري بالفلوس ، ا واحد يتبرع بهم ..

ـ أولئك ، اولاد السيد يلزمهم بِمَ يعيشون... من يوفر لكم طقوس الزيارة والتبرك والدعاء ؟ اعتبريهم مثل مموني الحفلات ... هههه

ـ الحمد لله ، أنا لم أشتر ذبيحة .. بعض الشموع نعم .. واحد البركة ديال الفلوس للفقيه نعم .. شيء آخر لم أقم به

ـ وصاحبة الحناء والدعاء ، نسيتها ؟

ـ يا للخسارة ، لا تفلت شيئا ... الشكوى بك لله... المهم من بعد ما صلينا العشاء سمعنا بعد ساعة قرقبة وكنبري ـ ماذا تسمونه؟ ديال كناوة ـ ، ـ ذاك اسمه : الهجهوج ، تايْهَيَّجْ ،ههه ـ ... الله يهيجك آ الكافر .. . ـ اذا هجت آكلك أنت

أخذت تنهيدة عميقة، رمتني معها بالوسادة التي كانت متكئة عليها ... صرخت : واش غادي تسمع أو غادي انهض نوجد العشاء للأكل؟: أطللنا من باب الغرفة ، وجدنا موكبا بالشموع ، و الحضرة واطباق حناء وبيض، وكساء ابيض وآخر أخضر ، لا أتذكر ماذا آخَر ...الناس تصفق وتحضر ، وتململ رؤوسها وأكتافها.. صعدوا الدرج .. بعدها بدقائق صعدنا مع صاحبة المنزل واقتعدنا في زاوية من فضاء الفوقي الواسع ، حيث الكل مستدير ، ومجمر متقد بالنار وبخور صاعد منه بروائح غريبة .. في الحقيقة دوختني تلك الرائحة ، لم اقدر عليها... ـ