Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
نبضات

نبضات

وجدتُه بين مفترق طرق.. متروكا للا اختيار... هممت لحمله بين كفيّ، تُراه ازداد دفئا باحثا عن احتضان. بحثت له عن ضالته و طريقه. عرضت عليه مسار درب طويل ... ازداد نبضه و ازدادت ريح الأفق الغريب... ارتمى على صدري طالبا لجوءً منيو إليّ... ما كنت لأتركه لمتربة عيش و تشرد جريح... لما حان وقت الصلاة، حملته معي لضالة الجمع الغفير... يممته بما شاء من تهييء. كانت صلاته حركات لولبيية عروجا إلى أعلى سقف المسجد. كانت اختراقا لزخرفة علياه، بحثا عن احتضان أعلى... لم يكتفِ بإطار البناية، لم ترُقه الزخرفة... يعلو و يعلو، وما أن تكتمل ركعته التي هي مقامات حمد و تسبيح و شكر و استغفار، كما الأنام، يعود كما لم تره العين، و قبل أن يرتد الطرف إلى وضع السجود و سكون في خفقان يسبق لولبية صعوده الجديد... كان على حق في اختراق سقف البناية و بحث عن آفاق بلا حدود.ـ

كان عليّ أن أنصرف للحياة خارجها. و ما دامت أقفال المسجد توصد بعد انتهاء كل صلاة، و ترمي بنا إلى استقبال عيش اليومي و العلاقات، لم أقدِرْ على تركه هناك:

ـ  أأعرج معه في رحلته في الفضاء و اللامكان ؟ حملته معي خارج المسجد ... كطفل صغير ، لم افهم نوعية شغبه الوديع. و لا حكمة لعبه الجميل. يرقص لوردة مثل فراشة تهيم. وما الهيام سوى رقصة الكائنات داخل أحضان الطبيعة، و معانقة ألوان تزركش فساتين بديعة ...ـ

يعود بعد رحلات و جولات إلى حضن كفي، كي يستريح من نبض زيادة، و من حياة مسرعة في الوتيرة.. يختار الارتماء في إيقاع بيان و موسيقى. ذاك فصل ربيعه الذي يتنزه بين جنانه ... يغامر بين منعرجات الحروف، فتراه يتلحف بتشكيلاتها. ويحمل معه من زادها ما لم تره عين صفحة بيضاء جديدة. يوقظني في عز الليل لأجل عز الكتابة. مصباحك الذي تحتاجه لحياة جديدة. يوحي، و لما يجدني أحيانا متكاسلا، يسافر عروجا بوحيه إلى أعلى، يسجل في زوايا الأكوان حلمه و قصيده و بيانه و إيقاعه، و يعود ليجدني الفاقد لحريته و نبضه.ـ

يشفق لحالي الذي لا يغيب، بينما هو في حيويته في حضرة الغياب يكون حاضرا، و غياب الحضور يكون غائبا. علمني أن الغياب مني و ليس منه. أمرني أن أنقل درسه العجيب إلى أمم الخلائق. حذرني من تشعبات دروب المدينة، و من أدغالها التي لا ترحم بقانون غابها. لم أشعر بدرجات خوفه إلا مع استحضار ذكرها. احتج لتسابق عيشها، و تنافس أنامها على تحقيق أنانياتها. سابق احتجاجي و تعليلي، بين ذكر الطبيعة و الثقافة و وقع عيش الخلائق ، أسرَع في رسم لوحة تشكيلية عذرى لم تلتقطها ريشة رسام و لا حافرة نقّاش...ـ

أدركتُ الحطام الذي تتركه المدينة من ضحايا القلوب، و شظايا بلوريات العبرات، و تشريد لدواخل النفس في غربة عميقة القعر. استسلم بعد اكتمال لوحته ليوقع أسفل إطارها و ينام على ختم ألوانها. تركني أمام مشاهد المدينة البارقة بمصابيحها. أمضيت بحديث شريف توقيعي المشارك في التشكيل : ((كفى بِبَارِقَةِ السيوف على رأسه فتنة )) .ـ

سلّمني القلب النابض صفحة جديدة ، ووعدني برحلة عروج عجيبة فريدة

نبضات
نبضات