Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
جـــــــــــــــدار المـــــسافــــات

جـــــــــــــــدار المـــــسافــــات

6936039865_2d4cc0056d.jpg
 
أقف أمام اللوحة بمسافة المتر تقريبا.ىيطالعني الرسم بألوانه الزاهية. فجأة تغترب دواخلي من أشكاله الهندسية.
وحي أو إلهام أو إشارة... لا أدري . جعلتني أبتعد بالمترين أو الثلاثة... أتنفس بهدوء الألوان المُشَكِّلة لعالمٍ بالريشة ِ ... ألاحظ أشكال الأجساد المنبثقة من العدم داخل تجريدٍ ظننتُه خطوطا وتماوجات ، بينما هي تعابير منسية لأبدان عارية ، يطل من خلالها الواقف على منبر الخطابة بلسان يبتلع الدمغة في توزع ٍ أخطبوطيٍّ بين الجماجم المفتوحة من أعلى... بينما جداول لعابٍ تخترق المسافات بين الهيئات و الفضاءات الفارغة خَطِّياً بين الألوان ... تجدها ناصعة البياض تحت الأحمر اليانع ، باهتة ً إلى رماديةِ التعبيرِ في عبورها لدائرة الجماجم ، منعدمة الوجود في مجالات اختراق أخطبوط الكلام ...
أختارُ زاوية في الرواق ابعد عن الجدار. ها هي أشباحٌ تتراقص على امتداد مسرح البصر وخشبة الرؤيا ، وفي كل لحظة رفع ستائر الجفون و الرموش ... يخرج النظر من بؤبؤتيَّ ليصنع الحياة للجدار واللوحة والرواق ...
أتأبط يدايَ الاثنتين كأنهما غريبتين لاجئتين إلى مأمن من معركة في بداياتها ... الحرب مسافة كلام أو حوار صامت بيني وبيني ... و حيث لا أحد في الرواق ، ضممت في وقوفي قدمايَ لدرجة سماع طلعتيْ الحذاء الخشبيتين ... أسمعتا الأرجاء كأنها أُهبة جندي استعد لساحة وغاه ... استطلعَ رادار رؤيايَ صمتَ الفضاء واشكاله ولوحاته ،إن كانت هناك أخرى تريد دخول المعركة ... متى كان الخيال لاشيءَ،وهو فاعلٌ حقيقةً في الذات و المكان و الزمان ، في الشعور والتفكير و السلوك ... هو شيء واقع إذا ... لم تكن طواحين دون كيشوت خيالا إذاً. فكم منا لا يستطيع امتلاك شجاعةٍ لمواجهة الذات ... كم منا لو عرّى ذاته مثلما عرَّت اللوحة بصري ، لانفجر دمعه قنبلة مالحة تحرق المسام وتعتم الذوق وترف بياض الراية المزيحة للألوان ، حتى تصير اللوحات مجرد بياض . وما البياض إلا صورة الموت عند الشعراء ... ما ابياض إلا بديل أو ريشة تنمحي بها صورة النيران والجبال ، تمشط الحمر و الأخضر ، فتعيد السكون و الهدوء في محاربة الفزع والرعب والطمع الذي يسلخ جلد الإنسان من الإنسان ... قد يكون البياض سلاحي الذي سأنتصر به على تباعد مسافتي مع الجدار ،  ومع تشبُّحات اللوحة أمامي ... لكن الحياة لابد لها من ألوان ... أعود ، أُقَرّبُ المسافات بيني وبين اللوحة والجدار . عنصران في مسرحيتي ، أُساكن معهما الرؤيا ، وأتقبل بهما الحكيَََ ، وأتقبل ريشة الفنان ، هدية رسم استفزني ... ربما هو صدمة عيادتي النفسية الأولى ... ربما الرواق سريري العلاجي لأطاوع أشكال تعقداتي الداخلية حتى تنساب إلى تناغم حياة و ألوان ... ربم.
صوت ناعم عبر الميكروفون ينادي : الرجاء ، الانسحاب قبل إغلاق المكان. شكراً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

     أقف أمام اللوحة بمسافة المتر تقريبا. يطالعني الرسم بألوانه الزاهية. فجأة تغترب دواخلي من أشكاله الهندسية.

      وحي أو إلهام أو إشارة... لا أدري . جعلتني أبتعد بالمترين أو الثلاثة... أتنفس بهدوء الألوان المُشَكِّلة لعالمٍ بالريشة ِ ... ألاحظ أشكال الأجساد المنبثقة من العدم داخل تجريدٍ ظننتُه خطوطا وتماوجات ، بينما هي تعابير منسية لأبدان عارية ، يطل من خلالها الواقف على منبر الخطابة بلسان يبتلع الدمغة في توزع ٍ أخطبوطيٍّ بين الجماجم المفتوحة من أعلى... بينما جداول لعابٍ تخترق المسافات بين الهيئات و الفضاءات الفارغة خَطِّياً بين الألوان ... تجدها ناصعة البياض تحت الأحمر اليانع ، باهتة ً إلى رماديةِ التعبيرِ في عبورها لدائرة الجماجم ، منعدمة الوجود في مجالات اختراق أخطبوط الكلام ...

أختارُ زاوية في الرواق ابعد عن الجدار. ها هي أشباحٌ تتراقص على امتداد مسرح البصر وخشبة الرؤيا ، وفي كل لحظة رفع ستائر الجفون و الرموش ... يخرج النظر من بؤبؤتيَّ ليصنع الحياة للجدار واللوحة والرواق ...

أتأبط يدايَ الاثنتين كأنهما غريبتين لاجئتين إلى مأمن من معركة في بداياتها ... الحرب مسافة كلام أو حوار صامت بيني وبيني ... و حيث لا أحد في الرواق ، ضممت في وقوفي قدمايَ لدرجة سماع طلعتيْ الحذاء الخشبيتين ... أسمعتا الأرجاء كأنها أُهبة جندي استعد لساحة وغاه ... استطلعَ رادار رؤيايَ صمتَ الفضاء واشكاله ولوحاته ،إن كانت هناك أخرى تريد دخول المعركة ... متى كان الخيال لاشيءَ،وهو فاعلٌ حقيقةً في الذات و المكان و الزمان ، في الشعور والتفكير و السلوك ... هو شيء واقع إذا ... لم تكن طواحين دون كيشوت خيالا إذاً. فكم منا لا يستطيع امتلاك شجاعةٍ لمواجهة الذات ... كم منا لو عرّى ذاته مثلما عرَّت اللوحة بصري ، لانفجر دمعه قنبلة مالحة تحرق المسام وتعتم الذوق وترف بياض الراية المزيحة للألوان ، حتى تصير اللوحات مجرد بياض . وما البياض إلا صورة الموت عند الشعراء ... ما ابياض إلا بديل أو ريشة تنمحي بها صورة النيران والجبال ، تمشط الحمر و الأخضر ، فتعيد السكون و الهدوء في محاربة الفزع والرعب والطمع الذي يسلخ جلد الإنسان من الإنسان ... قد يكون البياض سلاحي الذي سأنتصر به على تباعد مسافتي مع الجدار ،  ومع تشبُّحات اللوحة أمامي ... لكن الحياة لابد لها من ألوان ... أعود ، أُقَرّبُ المسافات بيني وبين اللوحة والجدار . عنصران في مسرحيتي ، أُساكن معهما الرؤيا ، وأتقبل بهما الحكيَََ ، وأتقبل ريشة الفنان ، هدية رسم استفزني ... ربما هو صدمة عيادتي النفسية الأولى ... ربما الرواق سريري العلاجي لأطاوع أشكال تعقداتي الداخلية حتى تنساب إلى تناغم حياة و ألوان ... ربم.

صوت ناعم عبر الميكروفون ينادي : الرجاء ، الانسحاب قبل إغلاق المكان. شكراً.