Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
خطر الإبداع السردي

خطر الإبداع السردي

خطر الإبداع السردي

خطر الإبداع السردي

 

يروم هذا المقال تناول عملية الكتابة السردية التي تأخذ طابعا تحليليا تفصيليا يفكك أو يجمع بين عناصر شتى. وحيث إن السرد يشتغل على مادة مكتوبة ونصوص منسوجة بحروف، كما أنه ينكب على مادة منقولة من الواقع أو من التاريخ أو مرجعيات سابقة يتفاعل معها، فإنه يستعين بسلاحه التخييلي في معالجة كل موضوع يسعى لطرق أبوابه وتشريح ثناياه.

 وحينما نقول الإبداع فإننا نريد أن نميزه مؤقتا عن الكتابة السردية التحليلية الأكاديمية التي تهتم بالدراسة الموضوعية والواقعية وبالالتزام المنهجي الذي يحققها في حقل من حقول المعرفة والعلم والواقع. فالإبداع سيكون عملية ذهنية راقية تقدم مادة جديدة غير مسبوقة نسبيا في لوحتها الفنية المعروضة. ورغم عمليات التناص والتقاطع والتثاقف، فإن كلمة إبداع تعطي الجِدّة لصاحبها ولمتنه، كما تجعل لهما التألق والتميز في جنس من الأجناس الأدبية ولعشاقه والمهتمين به. كلمة إبداع تصنف الإثنين في خانة نخبة مبدعة ومفكرة ومجددة ومضيفة لجماليات توقع بها اسمها في تاريخ الآداب والفنون عموما.

وحتى لا ينفلت الخيط الرابط الذي دفع للتفكير ومحاولة الاشتغال حول العنوان والموضوع، فإن كلمة خطر تعني عمليات مجازفة ومغامرة وإمكانيات الوقوع في الخطأ أو في التضليل للواقع وتشويه الحقيقة وتوظيفها بما يلائم الذات الكاتبة، وكذا التأثير إن عن قصد أو عن غير قصد في الواقع والتاريخ والظواهر المعيشة ووضعياتها بالسلب أو بالإيجاب.

وهنا سيكون الخطر تهورا ربما، وتعسفا على الشيء وعلى الموضوع وعلى الظاهرة. كما سيكون تهديدا بالفضح والفتق لأسرار مبطنة ومكائد مضمرة وخفايا مقصود تغييبها من طرف جهة أو جهات متعددة. خطر سيجعل السرد في شقه الإيجابي مهمة تنويرية ونضالية تصارع الطواغيت والغيلان التي تخدع التاريخ والحقيقة. أما شقه السلبي فهو تكريسي غير مضيف لعوامل التطور في التاريخ والوعي والوجود البشري ككل. فكيف سيتأتى له ذلك؟

إن العملية ستكون بوجهيها النقيضين في البناء والهدم. فهي معول ينقش الجمال أو يكسر بقبحه جمالية الصورة. هكذا سنحتاج إلى أمثلة تترجم الوجهين، وتكشف دور السرد فيهما وبينهما. بعدها يمكننا أن نتناول درجات القصد وخلفيات الوظيفة التي يؤديها السارد في عمله وإنتاجه.

وبالعودة إلى تاريخ الإنجاز السردي وتراكماته، فقد نسائل المتون في دورها ووظيفتها. كيف أدت كل ذلك؟ وهل بصيغة كاشفة أو خادعة مضمرة؟ كيف استطاعت أن تنفلت من قبضة الرقابة ومقصلتها؟ ألم تعرف عمليات حرق وإتلاف بل تعذيب وسجن وإعدام؟ !

كيف تأتى لهذه النصوص أن تستعمل أسلحتها السردية والكتابية بلغة وبلاغة ورمزية وسخرية ما؟

هكذا ترافقنا الأسئلة مستأنسة بالأجوبة الجاهزة ذهنيا وتاريخا، والتي يمكن الاتفاق على قدرتها في تمثيل الإجابة الكافية نسبيا. هكذا يرافقنا الموضوع المختار الذي تشعب ليتناول جوانب شتى فلم يعد يقتصر على اثنين فقط الكاتب (ة) ومنتوجه(ا) السردي.

ومنهجيا يمكننا أن نضع مداخل للاشتغال، تسعفنا في التحكم في هذا المطلوب وهذا المتفَكَّر فيه.

/ مدخل الكتابة العالِمة والواعية برسالتها ووظيفتها.

/ مدخل الكتابة المتهورة والمتلاعبة بالخيال والساقطة في تشويه حقيقة الواقع والتاريخ وكل ظاهرة من الظواهر المعيشة داخلهما.

/ مدخل الاصطدام بين المتن السردي ورد الفعل الواقعي من طرف مجتمع أو نظام أو فئة ما.

/ سؤال الالتزام ودوره في وضوح الرسالة والوظيفة خلال عملية الكتابة والإنتاج السرديين.

/ الجمال والقبح داخل حرية الاختراق والتخييل الممارَس خلال عمليات الكتابة السدرية.

/ حدود التلاقي والانفصال بين المتخيل الإبداعي والدراسة الأكاديمية الموضوعية والمنتمية لحقل من حقول الدراسة العلمية عموما.

/ درجات التخفي والظهور، الإخفاء والكشف،  والأقنعة المستعملة في عرض المادة السردية.

دون أن ننسى كهنة الحرف الذين يلعبون دور محاكم تفتيش ليست منتصرة الجمال بقدر ما هي منتصرة لأغلال التحكم الإيديولوجي والمذهبي، المصدرة لأحكام الوأد والإعدام.

فهل يا ترى لمسنا أبواب جديدة في المقاربة؟!

/ القيمة المضافة.