Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
أشكال و ألوان سرمدية

أشكال و ألوان سرمدية

أشكال و ألوان سرمدية
أشكال و ألوان سرمدية

 

ترى في عينيها إشراقة الحياة، إطلالة من شرفة الكون على ألوان الطبيعة. لقد جعلت الإرادة وردة و الطموح عينا بصيرة، وزّعتهما على تلابيب الصفحات.

فعلا، تنطلق الفنانة سلمى بومجان من تصور جميل و بريء للحياة و الطبيعة و الوجود. تفتح فاهَ كل كائن داخل تساؤلاتها و بين لوحاتها.

توقع باللغة التي تطرب فؤادها، و هي المنطلقة من بدايات لم تبدأ بعد، و الذاهبة إلى نهايات لن تنتهي أبدا. الرحلة نقش على بياض، على قماش، على لوح... لو انطلقت الأشياء لاحتضنت أناملها تقديسا و تقبيلا، في حنين إلى أسرار الكهوف الأولى و اللوحات القديمة و اللغات الغابرة... و لن تكون هذه سوى ذلك المتحف الفطري و الطبيعي و المشيمي الذي تستقي منه أفكارها و تأملاتها...

تُرى، هل ستلتقط الفنانة هذه العناصر لكي تخلق لنا الدهشة  الفجاءة المتجددة في متحف أو رواق، تعرض في أحدهما هذه أو تلك من جمالياتها، بين الكهف و اللوح و اللغة، تفاعل الأسرار المتكتمة على سر البداية و مكامنها الأولى... سنترك للعصفور و الطائر حرية الرفرفة بجناحيه، و في كل ذلك تناثر و تشكيل و تغريد...

و يأتي السؤال:

كيف يكون الصوت داخل اللوحة ناطقا؟

ستجيبنا بلألأة عينيها و ابتسامتها الحية... ربما تصمت، فيكون صمتها نطقا، صوتا... ربما تشير، فتكون الإشارة عبارة... ربما تتكلم، فيكون الحرف تعبيرا و تغريدا... هكذا الغزل  العشق... هكذا التسامي ارتماء و سباحة و عناق لعالم اللوحة...

سألتها تلصصا عن علاقتها بعالم القصص، أكدتْ التخمين، و سارت اللحظة مع الذكرى... فكانت كفنانة تعيش اللحظة السرمدية...

سألتها استراقا بين خطوات العروج عن أيهما أفضل و أكثر وقعا، في لحظة سرعة قصوى لا تترك للذهن وقت تحقيق للعدالة أو لعدالة، الأزرق أم الأحمر، نزعت قرطها المهذب بلون السماء، اعترفت بالميل للأزرق... و كانت نقطة الضعف عند الفنانة التي فتحت لي إحدى بوابات قلاعها... و كنت المقتحم بعتادٍ لازوردِيٍّ لكي أوقعها في شباك السحر و لحظة الوحي و ثانية الإلهام و انفتاح بوابة السماء. كان اللازوردي هو الاتفاق و التوافق السديمي الذي يجمع الكتابة و الرسم، الليل و النهار، الصمت و النطق...

ستسألني الفنانة عن مكانه فوق صفحات لوحاتها، كنت قد سجّلت الانتصار مسبقا بمعرفة الاختيار، كان اللاوزرد عبق النظر و إشراقة البصر و سحر الفكر التي تراقص أنامل الفنانة...

داخل أعماال الفنانة سلمى بومجان نجد مساءلة الكبار بابتسامة الصغار. حضورا للطبيعة الأم و أم الطبيعة، تلك الساحرة بغرائبية جميلة، تطل منها عيون كائنات محلقة خرافية من عالم خيال الطفولة البكر. أجنحة تنوب عن الخيال في حضور تحليق و رفرفة ملونة فوق أجمة غاب و في امتداد سماء رحبة تتناثر الحروف منها حكمة...

هي سلمى بومجان، الآتية إلى أفق الشفق لتعانق سحر السماء و المساء و لتصنع بهما شروق صباح جديد و غد أفضل و شمس ساطعة عبر لوحاتها.