Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
حرية تعبير أم حرية اختناق؟

حرية تعبير أم حرية اختناق؟

حرية تعبير أم حرية اختناق؟

بين حرية التعبير و حرية الاختناق:

المفارقة واضحة بين الكلمتين ـ المصطلحين. التعبير صرخة حياة و تنفيس عن ضغط و بعده. بينما الاختناق هو تشديد على التنفس و تضييق على حق. لكن الخدعة في قولنا حرية الاختناق. فمن منا يقبل اختيار الاختناق ما لم يكن استثناء يريد وضع حد كما يبتغيه. و ما ابتغاه إلا اضطرارا أو تموقفا.

إنما توظيف هذه المعادلة هنا له سياقه الزمني و الاجتماعي و الثقافي ـ الإعلامي. أتحدث هنا عما يقع من توظيف و خلق لوسائل إعلام و منابر استقبال مكتوبة و مسموعة و مرئية. فكما أن هذه تريد خلق مجالات بوح و تعبير و ممارسة حق فيهما، كذلك هي تريد لجم النقيض الذي يعاكسها و يخالفها. معادلة موضوعية و ملموسة في الواقع. تكون مقبولة إذا كانت واضحة في تصريحها و صدق ادعائها و شجاعة موقفها. فجدلية الواقع تتطور مع هذه المتناقضات المتقابلات. لكن الخطير الذي لا يخدمها طبيعيا هو ذلك الدس المخفي سمًّا في عبير الكلام. تظنه ترياقا بينما هو سمّ يسحق الأحشاء.

سيكون هذا النوع من الإعلام أكثر خطرا و تدميرا لعقل الإنسان و حملا له على اتخاذ مواقف يجهل مصادرها و مصيرها. ربما نقول هي عمليات التدجين التي تقوم بها كم من أشكال خطاب مورست و قادت الجماعات نحو نهايات فاتكة بلُحمتها و عروتها. و لعل البناء الإديولوجي داخل كل توجه سياسي أو فلسفي فكري، خير مثال يمكننا عرضُه لأشكال الاختناق. لذلك سنجد مجموعة كبيرة من المثقفين و المفكرين تنفر كل عمليات الأدلجة القائمة أو التي قامت. و يمكننا نحن رصد عملياتها القاتلة التي قامت بها اغتيالا للعقل  أو للمصالح العليا للبشرية. و بما أن العملية تبدو كبيرة و شاقة في ترصدها، يمكننا الإشارة إلى أمثلة منها فقط إسهاما ديمقراطيا في نشر مناقشة و عرض فكرة بذرة تنبت جديدا و تولّدا زرعا و تساهم في حديقة فكر جميلة  و زاهية الألوان.

داخل بلدي المغرب، و الذي أجترح بغياباته، كانت لعبة السياسة و التحزب و الأدلجة سيفا يبتر حرية التفكير و تطورها بشكل سليم. صحيح أنه ساهم في نمو معين و خلق وعي و تشكيله مع لعب أدوار جدلية في تنظيم او تدبير صراع الأفكار و المصالح. لكنه بالمقابل كان نقمة على العقل الذي يريد تطورا سليما في بناء هذه الأفكار و في تحقيق هذه المصالح. بمعنى أنه اغتال الفرض التاريخية بناء مستقبل أفضل للإنسانية. فكم من مشروع أجهِض رغم أنه في غاية الصلاحية و النفع و الموضوعية العلمية لمجرد كونه يخالف أجندة أو برمجة سياسات حزبية أو فئوية.

و هنا سنتكلم عن تعثرات و ضيق نظر إلى جانب كلامنا عن شوفينية مصالح و سادية حصار و ممارسة خنق للحريات و حرمان  من حقوق. سيكون لمفهوم الهيمنة و الإقصاء حضور كمعادلة تفسر ما وقع و يقع.