Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
الإنسان كقيمة ثقافية :أ ـ الصياغة الأولى

الإنسان كقيمة ثقافية :أ ـ الصياغة الأولى

الإنسان كقيمة ثقافية :أ ـ الصياغة الأولى

الإنسان كقيمة ثقافية : الصياغة العليا

نستوحي العبارة من العملية الدستورية التي تجتهد لوضع قوانين عليا بعبارات مركزة و متضمنة لشتى دلالات و تأويلات. عملية تتم بوعي بأهمية الضمني و المطوي الذي يوجد في كل بند و فصل. و حينما يتم تنزيل الدستور طبعا، نجد المسطرات و الأبواب و القوانين الفرعية و التنظيمية التي تدخل في كل بند. و طبعا يمتلك القانون الدستوري مصطلحاته في هذا المجال، و نحن إنما نقترب من خلاله إلى تبيان موضوع اشتغالنا و الغرض منه.

دائما مع حقل الثقافة، و البحث عن جعلها في مستوى تطلعات الإنسان المستقبلية، من خلال مداخل الحفر المتنوعة، نريد وضع طريق مشترك و سكة رئيسية حتى تكون الثقافة هي منطلق التحضر و التمدن للعيش البشري، إن محليا أو إقليميا أو وطنيا أو عالميا.

فحينما نتحدث عن الوعي التنظيمي و التنزيل السياسي للمسألة الثقافية، سنتحدث عن بنود الدستور التي توجه العمل الثقافي و تؤطره بالقانون و التطبيق و المؤسسة و التمويل و التدبير... و حينما نتحدث عن الثقافة كمشروع للإنسان تجعل منه القيمة المقدسة في اجتهاد و سياسة و تدبير، فإننا سنتحدث عنها كحمالة قيم و مبادئ عليا وأسلوب تعامل مع عناصر الحياة و الوجود بتناغم و جمالية راقية.

ستكون الثقافة هي تلك المرآة البلورية التي تترجم النيات و الخلفيات الذهنية المتحكمة في السلوك البشري. لذلك فهي تهيء إلى تبني و ممارسة المألوف و المقبول و الراقي إنسانيا، بدل انفلات غير المرغوب فيه أو غير اللائق  حضاريا و مدنيا.

قبل هذا العنوان شبّهنا المشروع بالرحم الثقافي، و أردنا من ذلك تصور الولادة و إعادة الولادة المتطهرة و المتجددة للثقافة كفكر و ممارسة. بحثنا عبر مداخل التحرر و التعليم و التربية و الإعلام و السياسة و غيرها في الآت، عن كل ما يمكنه أن يخدم الثقافة و الإنسان في الرقي بفكره و ذوقه و سلوكه. و داخل هذا الرحم الثقافي هناك بحث عن الإرادة التي يجب أن تتوفر عند الأفراد  المؤسسات من أجل النهوض بالشأن الثقافي و تحقيق حلم الإنسان كقيمة ثقافية تجعل منه المنطلق و الهدف و تقدس قيمته في الوجود و الحياة. ذلك أن ورطة التاريخ جعلت الإنسان أداة لخدمة نماذج فكرية و تصورات فلسفية إيديولوجيات لممارسة السلم و الحرب و تحقيق المصالح، فكان هذا الإنسان الضحية و المستغَل في هذه العمليات. و كانت الآثار سلبية على العنصر البشري بدرجات الاستغلال و الهيمنة و التهميش و الإقصاء.

بمعنى آخر ستكون الثقافة هي الولاّدة للجنين الطاهر و البريء من كل تعفنات الواقع و التاريخ و الممارسات. ستكون تلك الصياغات العليا كمحطات لأداء قسم ملتزم بخدمة القيم العليا في السلام و المحبة و الإيخاء و التعاون و التعايش بين أفراد البشرية.

الصياغة العليا مدرسة تربوية و سلوكية للكبار و الصغار يحتاجها كل واحد منا. سنتحدث بأمثلة تقربنا من المنشود، و نتكلم عن عقود من الممارسة السياسية و الثقافية ببلادنا. نلاحظ توظيف الإعلام و الثقافة و التعليم، و نقول هناك فرص تاريخية فوّتناها في تربية الأجيال. كان من الممكن أن يكون الفرد المغربي أكثر رقيا لو كانت عدالة استفادة من خيرات البلاد و توزيع متساو للنعم و الفرص، لو كان هناك توظيف نوعي للبرامج التعليمية و الإعلامية على الخصوص.