Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
متاهات 8 بين الحاضر و المستقبل أي سبيل؟

متاهات 8 بين الحاضر و المستقبل أي سبيل؟

متاهات 8 بين الحاضر و المستقبل أي سبيل؟

في تحليل الخطاب :

{ ولكن ما أسعى نحوه هو أن نوسع القاعدة الاجتماعية للشعائر حتى نعيد لها إنسانيتها. هل يعقل أن تُعتقل المرأة في أبعاد الجسد بينما يتربع الرجل على عرش العقل والروح وهو الذي يمشي أيضًا بجسد على الأرض}. ـ عفراء بنت خالص جلبي ـ.

بالعودة لما قالته عفراء، نلاحظ هذا التصور الجديد الذي يريد أن يصحح وضعية المرأة بالمقارنة مع الرجل داخل الثقافة الإسلامية. الانتقاد الصريح لتقزيم المرأة و تصورها جسدا بعقل ناقص و روح ضليلة. بينما الرجل هو قائد الطهارة و السمو الروحي. بينما الواقع يشهد بأن الرجل مثله مثل المرأة بمكونات إنسانية واحدة و أبعاد شخصية واحدة : جسد و روح و عقل. لم يعد لعفراء من مبرر لهذه الدونية و هذا التنقيص داخل مجتمع سوّى بينهما في المبادىء و الحقوق و هو المجتمع الأمريكي. و داخل دين انطلق من مبدإ المساواة و لكرامة الإنسانية المشتركة للرجال و النساء. و بالنيابة عن عفراء سنستحضر بعض النصوص القرآنية التي أسّست لهذه الكرامة، و نترك التأويل و التفسير لما بعد هذه الفقرات :

ـ النص الأول : في سورة التكوير، الآية الثامنة، قسَم بأغلظ الظواهر المستنكَرة من طرف القرآن الكريم :  وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ .

ـ النص الثاني : قوله تعالى : ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى. الآية من سورة النجم. و قوله تعالى :في سورة الطور السالفة الذكر الآية 39 :أم له البنات و لكم البنون.

لعل الآيات القرآنية حين نزولها أرادت تغيير واقع غير عادل و غير إنساني ينقص من قيمة المرأة إلى درجة أنانية تجعلها خارج معادلة الأدوار المجتمعية. و لعل البناء الأخلاقي و القيمي الذكوري جعلها ضمن ممتلكات الرجل و أموره الخاضعة له و التي هي في خدمته فقط و لمتعته فقط.

ذلك غالب تصرفات العرب قبل الإسلام و معهم  مجتمعات أبيسية مستبدة و قاهرة أخرى.

في الآيتين داخل السورتين، نجد الرفض الإلهي السماوي لمثل هذه المعادلات. فالمنطلق واحد و العبادة واحدة و الحقوق واحدة للذكور و الإناث. و لعل الحكم في الآية : تلك إذا قسمة ضيزى، واضح في غظهار الظلم الممارس من طرف الرجل الذي يفكر و يرة بعين واحدة، كما قالت عفراء بنت خالص جبلي. نعيد قولها من جديد :{ علينا أن نعرف أن تحويل المرأة لعورة حوّل ثقافتنا إلى مخلوق أعور لا يرى إلا بعين ذكورية واحدة. ولكن لسنا بدعة في الأمم، وكل الأمم كانت ذكورية وما زالت تحبو للخروج منها. لكن من المخزي أن نكون خلفهم جميعًا}.

هل يمكن أن نتصور إسلاما جديدا غير مرتبط بفلسفة المكان؟

 ذلك أن جل الديانات العالمية تمتلك تصورها الوجودي و الفلسفي في ارتباط بمكان ما. و ربما لم تحظ الظاهرة بدراسات مميزة لحد الآن. إنما، كيف نبدؤها في معالجتنا للدين الإسلامي؟ و قبل هذا السؤال نتساءل : لماذا طرح مثل هذا الافتراض داخل سياق دراستنا لظاهرة إمامة امرأة و خطبتها و مساواتها في مكان العبادة و أدوارها؟

إن مبرّر السؤال و ما استدعى طرحه و افتراضه هنا هو ظاهرة الإسلام الغربي الجديدة، و بالخصوص في الولايات المتحدة الأمريكية، و بالخصوص ذاك الإسلام الذي اعتنقه فلاسفة غربيون كبار، و الذين جعلوه مصاغا كفلسفة توفق بين ثقافتهم الغربية و حبهم لمبادئ هذا الدين و طريقة العلاقة الرابطة في العشق و الحب بين الخالق و المخلوق.

و لكن، لماذا المكان؟

إنا المكان يبرر الثقافة البيئية الموجودة فيه. و المكان امتداد زمني يجتر التاريخ الماضي و نظام العلاقات المجتمعية المختلفة بقوانينها و أعرافها و أدوارها، بما فيها علاقة الذكر بالأنثى و وضعية المرأة داخل المجتمع المعني بالتحليل.

أما تجريد الدين من المكان، فيجعله قابلا لارتداء لبوس كل بيئة جديدة، و هو ما سيجعله وصفةَ فلسفة إنسانية عالمية و كونية بشكل يتماشى مع متغيرات الزمان و المكان.

إن العيش داخل القارة الأمريكية يجعل بونا واقعيا و موضوعيا بين وضعية مجتمعات تتخبط في تخلف فكري و علمي و مدني، و بين وضعية أفراد ناجحين في الرقي داخل مجتمع متسام في العلاقة بين الرجل و المرأة بالمفهوم التحرري و ليس الإمبريالي الاستغلالي.

فحينما تكون المرأة في مركز قرار و تسير شركة أو إدارة، و تتفاعل في العمل كما في الدراسة و الحياة الفنية و المدنية و الثقافية، مع الرجل، بشكل متساوٍ و دون تنقيص أو تصور إفرازي كبتي، حينئذ، سنقول إن هذا المستوى من العلاقة راقٍ بألف مرة عما تتخبط فيه وضعيتها داخل المجتمعات المسماة إسلامية و المرتبطة بمكان ظهور الدعوة الإسلامية، و وجود امكان قداستها و عبادتها.

سيكون المكان قيدا ثقافيا و ماديا إضافيا، يعيق تحرر الدين من المضي الذي يجب تطويره و تغييره إلى ما هو أرقى ثقافيا و حضاريا.

و يبقى القوس مفتوحا لاستنتاجات أخرى أفضل و أقوى في هذا السياق.