وطنٌ للرّحيل
و عشتُ اليوم أُرتّب ساعة الرّحيل
يا وطني عيشك اليوم غريب
هجرك عصفور روحي
لم يجد بساتين زَهرٍ ليُغَنّيَ أنشودة الربيع
انسحب من سمائك حلْمُ سحابي
لم يعُدْ يرتوي بريح فطفطة
و لا من غديرِ كتابٍ
و أنا بين لهيب
ملتحفٍ بفستانِ اُلفة
و برنس غربةو حكاية راهب رهيب
انتصبت المقاصل على ابوابك
بين عنقي و استنشاقي
حَطّتْ بظلّّها الرماديّ ساعة من جحيم
بلّطوا الألأحواض مقلاة
كلّما اخترقت أجنحتي أشعة شمس
توعّدتني بمعادلة اختراق
تلت عليّ عناقيد بخور
و نعي عجيب
و فُتِح السجل لموائد القرابين
عشقُك يا وطني حملتُهُ لقاحا
في جنان قلبيَ غرستُه تفاحا
سقيتُه من لبن المجاز
ما لا يقرؤه الزبانية
عُرْسُهُمْ قانٍ
و عرسيَ اليوم فيح من رحيل
أحمل جروحك تذكارا غاليا
أحميه من غدٍ يتكرر فيه ذبحك
بين بحرين انهمر دمعُك
و كان دمعيَ مداداً
أسكبُ به حِبر الرحيل
يا وطني
يا وطن الرحيلْ