Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
العذرية : حلم و وردة

العذرية : حلم و وردة

~~العذرية عمق شعوري يستبطن الحقيقة و الكمال ، يبحث عن الصفاء و الهدوء و عن ذلك الصمت الداخلي في قاع المحيطات و أدغال الغابات و الأصوات الساحرة النعامة الهادئة ... فبين الحلم و الرغبة مسافات أفكار و تطلعات ، ابتسامات بعرض اشعة النور المخترقة للنهار ... العذرية ، تلك الجوهرة المفقودة في عقد الروح ... عطش لا تسقيه كل المياه الحلوة التي تجري بها الأنهار ... لابد من البحث عن المنبع الصافي الذي ينفلت من اتجاهات بوصلة الوجدان ، فيترك صاحبه تائها بين سراب و سراب ، ومع ذلك يتعلق بالأمل و الحلم ، يراقص الألم و يمس جراحه كأنها قانون لعبة ضروري في رحلته و استكشافه ... فجأة ، يجد نفسه داخل دوائر لا متناهية ، لا تفصل الثقافة عن الطبيعة ، لا تميزها ... فجأة ، هو جهازه العصبي الذي تشكل ، و تقولب بتفاعلات ناموس عظيم اسمه الحياة ـ النفس ـ العقل ـ اللغة ـ الكلام ـ التاريخ ـ الاجتماع ـ الثقافة ـ اللعب ـ الحب ـ الشعور ... دوائر لا متناهية ، و آفاق متباعدة بدرجة القرب الكبير ... العذرية رحم سكون و مطلق هناء ، و سعادة أمان ، و نبض أول طبيعي عميق الهدوء ... صمت بعد بكاء و رضاع بعد سغب و طهارة بعد تعفن ... و حضن بعد حرمان ... تلك الأمومة الأولى التي لا لغة و لا وصف لها ... من منا يستطيع أن يستعيدها كعالم أول لا ثاني له ، لا حكم عليه ، لا لغة له ، لا قانون سواه ، لا يسمى بقانون اصلا ...؟ و بعد فقدانها نعود للبحث عنها ، كسمك سلمون في رحلته بين أعماق المحيطات و المنابع الصفية ... لن تكون مجرد حنين و نوستالجيا ... ليست مجرد شوق يليه الإمتاع و الإشباع ، إنما هي كل هذا و ذاك ... توق لسقاية عطش الروح بكل جهود التحديات و خوارق الحكايات و الأساطير ، و بضدها كذلك ... ربما هي مرآة توضع أمام ذهننا للحد من هذيانه و تيهه و تحديه و مروقه و شروده و تمرده ... تضع حدا له و تقوم بتعجيزه ، فينبهر لنماذج تجارب و يستسلم للقدر و الأقدار ، و يسلم بالنصيب الذي استطابته حياته ، ويتصالح مع الجروح و الانكسارات كضروريات جدليات معارك ـ العاب ، لرقصة الحياة ... و فجأة يتمرد الطفل في دواخلنا كلما شعر بغياب الحضن و رائحة العذرية و ثوب البراءة الحريري من بريق عينيه و من ضوء اشعة الشمس التي تحتال على نهارنا لتصبح حامية ،حارقة ، ساحقة ... كانت إشراقة فجر بحلم وردي واعد بدفء و تفتحات أزهار ... اكتسحت الحلم وأحرقت بتلاته و أردته إلى عصر بدرجات الجنون الحكيم و معركة الانتصار المفقود ... هذا الطفل تغرورق عيناه و تعدان بالانفجار و الانهمار كل حين ... ليت الدموع اسعفت الإنسان خلال كل مراحل عمره ، لكان قد حافظ على طفولته المتجددة ... لكان قد نجا من احتراق أوراق شجرته الوجدانية و النفسية ... فالتحسر الذي يتنهد له بزفير محموم داخلي يابس يتوعد الذات باليباب الخَلَوي ، هو أكبر جحيم اهداه له الفقد و الحرمان و التيه و الضجر ... و من يبحث عن حل فاصل بوضع حدٍّ للحياة ، لا يحتاج إلى الكلام ، بل هو في حاجة إلى صمت يلج صمتا فصمتا ، تدرجٌ في ولوج أعماق العذرية المبتغاة ، حضن المهد الأول المطلق لكل هذه الحياة ... متى تستطيع أن تجلس في وضعيتك كطفل ، أن ترخي العنان للنفس لكي تبوح بلغة الدمع ، جداول البراءة المغتصبة بين العدم و الوجود و الحياة؟ ستضحك من هذا الكلام أكيد ، تمنعا و غرورا ، و تذرعا بواقعية تحتاج إلى صلابة و شدة ، و صبر و جلد يواجهان عواصف الرياح ، تصمد معهما الذات و النفس كجذع شجرة يقاوم التصحر ، رقصة الهيولى المفقودة .... فهي كذلك تبحث عن عودتها لوضعها الخام .... أنت الآن ، داخل أداء أدوار كبيرة ، أتقنت المشاهد و انخرطت في شخصيات الحكي ، اندماجا و انصهارا و تجاوبا و تماثلا ... و الدمع خُلْعٌ غير مرغوب فيه داخل المشاهد ... اغتسال من صباغة ألوان طالما زينت الحياة بها لوحاتها ... لكنك في قرار نفسك تحِن لأنك تئن ، تزفر لأنك تحترق ، تأمل لأنك تتألم ، تتوق لأنك تتكدر ... أشجار العمر تحترق داخل غاباتك في انتظار مطر الدموع الذي يخمد نيرانها ... ربما الأنثى أكثر طبيعة من الذكر ، ما دام هو المتحكم في الثقافة ، و ما دامت هي الأكثر ميلا للطبيعة ، و ما دامت المعادلة بين الطبيعة و الثقافة غير مكتملة و لا متحققة ، فيبحث كل جنس عن الكفة التي تنصره ، و ما الضائع سوى ميزان المساواة الذي لا تستوي و تصح المعادلة إلا به ... فأين هي حقيقة القوة و الضعف في كل هذا ؟ يعود الغرور لمشهد الحكاية ، ذاك البرنس الذي يكلسك بنمطيات العيش ، و حكامة المسك و قبضة الفلت ... و لم تتحدث بعد عن العذرية بالشكل الواضح ...

العذرية : حلم و وردة