ثلاث كلمات يمكن تفكيك ما تبطنه في تركيبها و اعتمادها ... يمكن من خلالها القيام بتحليل نفسي لموضغة العنوان ... فكيف تستطيع الذات أن تذيب أناها أو تزيل اقنعتها ، و تزيح و تصهر عقدها الصخرية التي تجعلها حاجزا أمام كل ارتطامات أمواج الواقع و المجتمع ، وعواصف البيئة و المحيط ؟
هذا الحضور لضمير الغائب : هي ، المؤنث . هذا التغييب للذات المحاورة في الكتابة ، وجعل الانابة عنها في التحليل و الترافع و إصدار الأحكام : هي .
هذا الاجترار التاريخي لثقافة الانسانية التي قولبت الصورة و أطرتها بمواصفات دونية لها : هي.
ذلك التركيب النفسي و التربوي و السوسيو ـ ثقافي الذي ينتج عملية التفكير و الكتابة لحامل القلم و كاتب هذه السطور ، هو كذلك لا يسلَم من نقد تفكيكي دقيق في معالجة موضوع : هي ، قبل معالجة و تحليل العنوان.
ضمير المؤنث ينوب عن غائب إذا ، عن مجموعة من القضايا غائبة . و محنة ثقافتنا أنها تحمل مجموعة من القضايا الغائبة التي تركت جروحا غائرة في الضمير و الذاكرة ، كما تركت وعيا شقيا يئن الذهن كل جزء من الثانية به ...
هل تكون هي قضية الوطن أو فلسطين أو حرية أو حقوق ؟؟؟ هل تكون هي قضية الحب الاول المفقود وام راكمه من حرمان ارتبط وجوديا بالشعور بنسبية الاشياء والحياة ... و انقشاع حلم الكمال والامنيات التي بنتها الطفولة في لوحات بصرها المبتسم للآتي ؟؟؟
الأجندة ، هذه المفكرة بلغة موليير أو شكسبير، برمجة للوقت و الحياة اليومية ن وتخطيط للآتي ...هي كذلك تدبير سياسي و اقتصادي ورسم للمستقبل..
الأجندة الجديدة ؟ هل يعني هذا وجود أجندة قديمة ؟ و ماذا لو كانت سلسلة أجندات متتابعة ؟ أسيكون فعل الكتابة لعبة حياة مع تجاربها و غرائبها ؟
لن تكون مجرد يومية لتدوين محطات الالقتاء و التزامات الحياة ن وتذكير باهم المواعيد ... هي هنا صفحات حياة تكتب بحبر القعل الذي يتفاعل في تشكيله مع شخوص و اماكن و ازمنة و تفاعلات و افكار و مغامرات حياة ...لن تكون مجرد إهداء م وسوم بمحبة فقط و تقرب و مودة ...و إلا ستبقى ديكورا م نسيا بين الرفوف ، و هي قد أخذت تمتلىء بصدر الحكاية بعد مقدماتها ...
يا كاتب هذه السطور ، هل تقدر على الاعتراف و البوح بصراحة ، بدل هذه المراوغات ؟ هل ستكون الاجندة امرأة جديدة ؟ مغامرة اضافية ؟لعبة ابداعية ؟
ربما فعل الكتابة شقاوة و محنة و ادمان لا يريدك مغلولا بقيود... انجازه صهر لكل الحدود و قضبان كل قفص يسيج دائرة بوحك و خطوك و سلوكك ... طائر محلق يرفض ضيق المؤسسات و الاقفاص و الاطارات ... لوحته الجميلة هي تلك التي تتجدد مع كل شروق و كل غروب ، لا متناهية في حياته ن ولا محددة في زواياها و الوانها ... كل يوم هي في لحن و لون و قياس منساب نحو ضياء و افول ... لوحة ناموس هذا الكون في مدار أقماره و نجومه و سمفونية اسراره...
هل ستكون هذه الاجندة مزيدا من الاكتشاف و البوح و الوصف ؟ هل ستكون مثل ريشة رسام يحتاج وتحتاج هي لكل الشخصيات لكي ترسمها و تشكلها و وتجعلها في اطار منجز بخيال و ذوق ومفاجآت الحلم و الابداع ؟ ربما . فما الآتي ؟؟؟ !!!
à propos du blog
blog des essais poétiques, littéraires et culturels.يروم هذا المنبر الى تحفيز الارادة على الكتابة والابداع.الى جعل ثقافة الكتابة اختراقا للواقع وبحثا عن الحقيقة...نور العقل يسطع في سماء الكون وأعماق الوجدان...نور على نور