Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
هي : الأجندة الجديدة 1

هي : الأجندة الجديدة 1

هي : الأجندة الجديدة 1

الصفحة البيضاء ، و إن كانت هذه شبه صفراء ، توحي لِخط الكتابة بالجسد العذري الذي يخترقه فعل العشق و اللمس و التفاعل المرتبط بحركة المشاعر و الرغبة و الآهات المختلجة للوجود كعواصف رياح و نسيم عليل ..

طبعا سيكون لهذا التشبيه إيحاء جنسي و تعبير شهواني يجعل الصفحة جسدا ، والقلم الحبري أداة تخترقه أو وشما يرسمه ... على العموم ، ما دام الكاتب ذكرا ، حضر هنا تصور الجسد الأنثوي ... ربما لو كانت الكاتبة أنثى لتحول التصور إلى الجسد الذكوري .. لو كانت الذات النرجسية لتحول إلى أناني ، ذاتي ، عاكس لمرآة تصوره لنسفه و تمجيده لها ...

كان الإهداء لهذه الأجندة أنثويا ... و كان الطلب و الطمع متعبا و مركبا ... و كان الانتظار صعبا في النتيجة ، و كان أخذ القلم المهدى معها محيرا ، إلى فحوى الطلب ، و نوع الكتابة المرغوبة ...

هذا الأزرق الماسي فاتني ، عمق عالمي السحري و الخيالي ...، ساعدني في رؤيته يتراقص بين اصابعي قلما ، على استحضار تصورات عدة ... هذا الفضول الأنثوي الذي يطرق كل الأبواب ، و يلامس كل الاشياء ، كل حين ... ما سره ؟ صار اللون الأزرق صوتا موجها خطابه إلى فؤادي : أكتُبْ ! أكتب عني ... ! تمجيدٌ للأنثى تتفرد به هي الأولى ... مثلما تدعو المرآة إلى تماوجها كما تشاء العاكسة لجسدها عليها ... مثلما تدعو الرسام بطرق باب لوحته ، بظفر سبابتها المصبوغ بالأحمر المناسب لماسة خاتمها ، الطويل في استدارته ، مَخْلباً تفترس به وحشتها ... مثلما تلامس أثواب الدكاكين المتعددة و الألبسة المتنوعة ... مثلما تعانق الواجهات الزجاجية لها ، أو للسيارات الواقفة كل حين . هو طيفها تريده متجدد الخلق ، مخترق التحليق في سماوات الوعي الذي لا ينصفها و لا يشبعها ... تريد الأنثى أن تكون هي الحياة . و تريد الحياة أن تأخذ حق الطلب في الخلود ، في الجمال ، في الصبا و الشباب الدائم ، في الازدهار الفائح و الفائز بالبسمات كل لحظة و كل انعكاس و كل تقابل و ارتسام ... كان طفلها صوتها الذي إذا ما غلبه الوجود استعمل أسلحة نرجسيته حتى لا يستسلم لفشل الامتلاك و التحقيق و الالتماس ...

و هذه الرغبة المتجددة كل حين في جديد ، من يفسرها ؟ لو ساعفتْها الثقافة لأَمَرَتْ كل الخياطين بتفصيل جلابة أو قفطان أو كسوة جديدة ، فريدة لها وحدها ... إذاً ، كلّ يوم سيكون عرض أزياء أمام أعينها ... ستتراقص الأثواب و تتناوب على جسدها ... ستكون الماسكة له رغبة و شوقا ، والخالعة له بعد تلبية ... و تلك أنانية أمواج البحر التي لا ترضى إلا بتجديد حركتها و ملامستها لشواطىء الرمال و صهر الصخور الجدارية العاتية .... أنانية النهر الذي لا يركد ماؤه حتى يسمى بِركة .. فالتجديد عطر و فيح و إعادة خلق صغير ، وتشبيب كل حين هو الآخر ...

و هذه الكتابة ، سحرها الذي سيصبح قربانا مقدما لها ، كما أرادته هي في رغبتها ، تُشبع به لذتها و ذوقها ، وتغوص به في بحار وجدانها و دواخلها ، وتعكس به أنوار و لمعان دُررها الراقدة المدفونة مع الزمن و الطبيعة و الثقافة ، في أعماق أعماق عوالمها ...

عطشٌ ، جعلتْه لعبة تسافر بها بين صحاري النسبي و الفراغ ، بحثا عن واحاتٍ و آبار ارتوائها ... و أي ارتواء ... من ضل الاهتداء للآخر : البئر أم الهائم الظمآن ؟؟؟؟ من ظل في الانتظار : هذا أم ذاك ؟؟؟ تلك لعبة داخلية ينفلت منطقها عن تحكمنا وقدرة تفسيرنا و إجابتنا حوله ...

و في لعبة الألوان ، لماذا اختارت هذا الأزرق الماسي ؟ هي تعلم و تحكم على الرجل بأنه عمق محيط كبير ، مليء بالأسرار و الحقائق ... لا ينطق إلا بما هبَّت به لحظة الوجود و حركة الطبيعة و قانون الكلام ... إنما رمت بهذا اللون بدل أن ترمي بجسدها سباحة للغوص في دواخل المحيط ... كأنها تفرش بحرها الأزرق عبرها ، لكي تجعل سباحته على امتداد تموجاته التي تمسكها بأناملها وتحركها برياحها وباتساماتها و صرخات لعبها الطفولي ... فضفاضة في كل فعلها ...و لو كان سلاح حواسها هو الذي سيساعدها على سبر أغوار و كشف اسرار .. ولكن ، هل غاصت ؟ هل خاضت مغامرات الملاحم الكبار؟

أتكون هذه الأجندة ، وهذا القلم ، وذاك الصوت، و ذاك التمنع و الغ ـ ن ـ جُ ... عناصر طاقمها ، وأسلحتها ، وجيشها ، وفريقها الذي تستعين به في مهمات استكشافها ...؟

أدرك أنها تبحث عن جذور القلب ، شجرة الخلد هاته التي تعانق بها الطبيعة و التملك ، وتعوضها عن فقدان الخلد المنشود ... سلاحها هو تلك المادة التي تعمل على تحلل كل شيء ليصير منصهرا منسابا مخترقا و ممتلكا بين أناملها كملامستها لثيابها و استنشاقها لعطره ، إنما داخل دولاب أو في جوف زجاجة أو قنينة ...

أدرك أنها ترتوي بطاقة التجربة والمغامرة ، وتسايرها حتى تستطيع التحكم فيها ، ويكون لها في نهاية المطاف قرارها هي ، لا قرار الآخر ... الامتلاك و التخلي ... وما التخلي إلا حنين و إعادة اللعبة في التشكيل ...

لحد هذه السطور ، حركات احتجاجية كبيرة و كثيرة ، تستشعرها بأنها في قفص أو أمام منبر مرافعة ، مجرد مدافعة ، مستفسرة ... و ما كان الاستفزاز إلا قولا : هل من مزيد ...؟ !!!!

هي : الأجندة الجديدة 1