Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
حول الاهتزاز المفاهيمي 1

حول الاهتزاز المفاهيمي 1

حول الاهتزاز المفاهيمي 1

الحديث عن الاهتزاز المفاهيمي ، يبدو اشتغالا على مجال زئبقي...يختزن مطويات متكدسة .. رواسب حياة مجتمعية متفاعلة مع التاريخ و الثقافة والفكر والذهن في اشتغالاته التفاعلية...

قد يشير الاهتزاز الى ارتباك و زعزعة و تغيرات و ترددات ... كلها تترجم عدم استقرار القناعات و المواقف ، و البقاء على التزامات ...ربما هي طبيعة الانسان فوق هذه البسيطة ، في صراعه للبقاء و الحفاظ على النوع ، وفي طبيعة الانانية التي تشكل الذات ورغباتها و وتفاعلها المتجادل و المتنافس من اجل تحقيق المبتغيات الضرورية و الاشتهائية الغرائزية ... هذه التي لا تنحصر والتي تنفلت من قبضة العقل ولجام الضمير احيانا كثيرة ...

لكن الحياة المجتمعية المتحضرة والمتمدنة ، تقلص من هذه الصورة الطبيعية البدائية الحقيقية في كوامننا... ذلك ان تراكم الوعي و الثقافة والالتزامات ، واشكال الفكر الجديدة التي تجعل التعاقد المعنوي بين الافراد والجماعات ، كلها وغيرها ، تطالب الانسان الفرد ان يبدي عن قناعات متوافقة ويستعد لالتزامات محددة مع عناصر بيئته التي يعيش فيها و مع محيطه السوسيو ثقافي وسياسي...

يأتي الفرد شفافا بصفته الانسانية الى موقع التساؤل الذي بدأنا به حديثنا ... ما الذي يجعل الاهتزاز المفاهيمي عنده في عقله و ذهنه الذي يخزن حقيقة مواقفه و مصالحه .

هل هي الطروحات الفكرية و الفلسفية و الاديولوجية ؟ في حد ذاتها ، هي تجاوزها الزمن الموضوعي التاريخي ، وبرهن على تساقطها كأوراق الخريف ؟

هل هي المصالح المادية والطبقية والشخصية ، هي التي تفرض على الفرد هذه التغيرات ؟ و بالتبع ، مدى شرعية محاكمتنا لمواقفه ... هل هي شرعية تصريحه بكونه المثقف و المفكر والانسان الملتزم الواعي تجاه جماعته التي ينتمي اليه ؟هكذا تجده يتكلم بشبه قسم و التزام فردي تجاه الجماعة ... بشبه قناعات فلسفية وسياسية ، يستطيع بها و من خلالها التأثير على مواقف الآخرين و تغييرها ... حتى ما إذا اتبعوا الطريق الذي رسمه ، أو انتظروا افق نتائجه و ريحه و سحبه ، اسدل هو ستار اللوحة و ذهب ليشتغل على لوحة أخرى أفضل له بألوانها و توافقها مع ذاته و اختياراته الفردية ...

ما الذي سيجعلنا نشتغل على هذا الاهتزاز المفاهيمي ، و المسألة بحر بدون شطآن ، قد نتيه دون وصول الى بر أمان ؟

اذا كان الاهتزاز عدمَ ثبات ، فهذا يعني أن صاحبنا غير مستوعب للعناصر التي يشكل بها وعيه و ثقافته وفكره ومصباح ممارساته ... و بحكم القيمة نقول هو ضعيف التكوين و الفهم ، يمارس سلوكات ليس أهلا لها في الخطاب و الممارسة وكذلك في قدرته على ادعاء الالتزام تجاه الجماعة و كسب المصداقية فيما يدعيه...

هل سيكون الاهتزاز المفاهيمي لعبة يراوغ بها الوصولي لكي يحقق مبتغياته الذاتية بخداع الجماعة السامعة والمصدقة له ... و هكذا ستكون اللعبة ماكرة وخادعة ...؟ وهل هذا المكر هو تاريخي تمارسه فئات و طبقات مجتمعة على الغدر بالآخر من أجل الحفاظ على مصالحها واستمرارها ؟حتى إنه يصبح قانونها في التلاعب بكل شيء ، حتى بالمعرفة والعلم ؟أسئلة متفرعة قد تتعب من يريد التحليل المرتبط بمعنى و وظيفة المفهوم و دوره في تشكيل الوعي و تحديد نوع السلوك و الممارسة المطلوبين ...