Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
الاهتزاز المفاهيمي : بين شخصية اللغة و سياستها5 ـ ب

الاهتزاز المفاهيمي : بين شخصية اللغة و سياستها5 ـ ب

الاهتزاز المفاهيمي : بين شخصية اللغة و سياستها5 ـ ب

يحتار الواحد منا حينما يرى دراسات تقوم بعمليات توليف بين مواد مفاهيمية للفظ أو المصطلح الواحد . فتجدها تنهل من تعاريف متعددة لكي تنتج لنا تركيبا جديدا تعتبره مادة جاهزة للاستعمال ... في حين أن عمليا الاجتتاث التي قامت بها ، اقتلعت الأجزاء من حقلها فلمَّعت بها باقة إنتاجها دون أن تحافظ على روحها و وظيفتها و خصائصها ...

قد نتطلق تلك المواد المفاهيمية من دراسات فلسفية أو فكرية موجهة و منتقاة ، و أحيانا أخرى ، من استعمالات لغوية لثقافات وبيئات مجتمعية أخرى ... هكذا يطرح التساؤل حين عمليات النهل منها حول صحة الفعل و جدواه ...

تُطرح من هذه التساؤلات و االملاحظات ، حقيقة الانفتاح و التثاقف الجارية على أرض الواقع و داخل الحياة البشرية ... فالتاريخ لا يؤمن بالانغلاق أو التعصب للذات و الرفض للآخر و منتوج الآخر المادي و المعنوي .. ولكن ، حينما نجد عملية التثاقف تتم بمعادلة غير متوازنة ، غير مهيئة للتوافق داخل عملية التأثير و التأثر ، ماذا سننتظر من نتائج في حصيلة التثاقف و التكوين الجديد ـ المولود الجديد ؟

لقد امتلك الغرب مشروعا حضاريا و فلسفيا و سياسيا كبيرا ، ساعده على تبلوره م آلت إليه تفاعلات أحداث العالم البشري بحضاراته و ثقافاته خلال مرحلة الصور الوسطى ، والشروط الموضوعية التي تجاورت و تراكمت خلال عميات التحول التاريخي بين العهد القروسطي و مراحل النهضة الفكرية و التنوير و الثورة الصناعية ، كذا ذلك الاكتساح للاكتشافات و الابتكارات و التكسير للطابوهات المكبلة باسم المقدس للعقل البشري و خيالاته اللامحدودة التي هندست فيما بعد للتطور العلمي و الفلسفي و التقني والتنظيمي السلوكي و المبرمج مع الحياة و الطبيعة و المجتمع و النفسية الجديدة ...

امتدت مشاريع العالم الغربي لقرون عديدة الآن ، دخلنا في القرن الخامس منها اليوم . تتابعت المدارس و الاتجاهات و المشاريع الأكاديمية و الفلسفية التي أولجت كل شيء داخل مختبر العقل و التجريب ... و كان كل منتوج مرتبط بسياق مدرسة و فلسفة ووعي ومسلمات و فرضيات و انتقادات متجاوزة لما سبق ، دون أن يعني ذلك امتلاكها الشرعية الأحادية ، بل فعل الإضافة المتراكمة و المنيرة لزاوية من الزوايا المتشابكة في المنطلق و التأثير والتأثر ...

إلى جانب هذه الحقائق العالمية التي أقحمنا فيها التاريخ ، والتي أحدث لنا معها رجات و اهتزازات ذهنية وسلوكية و موقفية لا زالت لم تهدم بعد ، انفتح العالم بفعل التطور التكنولوجي الذي توج التطور في التواصل و الموصلات ، انفتح على عولمة جعلت العالم قرية صغيرة ، وجعلت الفرد ينتمي إلى الكون أكثر من انتمائه للمحيط الجغرافي الضيق و الصغير ...

أصبح العقل الممتلك للغة و التكنولوجيا متفاعلا مع ثقافات الشعوب و منتوجاتها المصدَّرة في عمليات التواصل ...

هذا التلاحم و التطور الجديدين جعلا المصطلح و المفهوم يتمددان لكي يحتويا و يستوعبا الدلالات الجديدة حتى يكون التوظيف مناسبا للجديد و مناسبا للتركيب ، ومناسبا للانتماء الجديد ...

فهل تناسب كل ذلك مع محاولات التبييء للمصطلح و المفهوم ؟

قد يكون الفعل الممارس حقا ثقافيا في التفكير و التعبير و التحميل و التطوير للقناعات و المواقف و أساليب العمل و السلوك ن ولكن هذا الحق المبرمج للفرد ، هل يتناسب مع المحيط و البيئة المصغرة التي يتفاعل معها الفرد ؟ هل يخلق بها عناصر التطور لها أم عوامل التوتر و الاصطدام و التعثر ؟

طبعا الوعي الجدلي و النسبي يعطي الشرعية التاريخية والموضوعية لكل تجربة و كل فعل تاريخي فردي ـو جماعي ، إنما التساؤل هنا حول التفاعل الجدلي التقدي الذي يحقق فعلا شروط التطور إلى الأمام ، وليس شرط الانكماش أو التعصب أو التراجع إلى الوراء بعمى بصيرة ترفض كل افق مستقبلي ، حنينا مشيميا إلى بدايات غابرة خالية ...

تنتظر منا اللغة داخل هذا المقال تناول شخصيتها و سياستها ، ودور المفهوم في خدمتها و تطويرها ...

كما تنتظر تحقيق استقلاليتها بمشروع مندمج في المشروع العولمي ، غير فاقدٍ لخصوصيته و شخصيته ...

فهل ستكون سياستها هي تدبير هذا المشروع ؟ في جزء من الجواب سنقول نعم . ما دام تدبير مشاريع ٍ عبارة عن سياسات متبعة و مختارة ... إنما كيف يتم ذلك داخل حقل اللغة ؟ و ما دور الحقل المفاهيمي في خدمته و تدبيره و تحقيقه ؟