Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
الحنين إلى الأم،الحنين الى الاله

الحنين إلى الأم،الحنين الى الاله

 

arton4795-1-.jpg

 

الحنين الى الأم ،الحنين إلى الإله:

كلاهما حنين. رغم أن بينهما بين و بون. الحنين الى الام حالة نفسية سلوكية إنسانية ووجودية، نكوصية تحن الى الماضي، إلى ما قبل حالة التوتر والانتكاس أو التهديد والخوف أو النقص...

هي حالة نكوص الى مرحلة مشيمية طبيعية وبيولوجية، يخدعها الوجود كما تخدعها الطبيعة بإغراء التفتق والخروج الى اطلالة وانتشار حياة، بينما هي مراحل غالبا ما تمر فتجدك قد فقدت شيئا ما في دواخلك كما في زمانك ومحيطك...

نتغلب على هذا الفقدان بتطلع للآت وبناء المستقبل، وهو ما يجعلنا لا نسقط في حالة مرضية ورجعية تتوقف معها رغبتنا في النمو والحياة والتطور الفردي الاتساتي و الحضاري الاجتماعي...

حالة النكوص، تصبح مجتمعية حينما تنكسر الطموحات المشتركة أمام اعيننا، فنقول لو أننا لم نفرط فيما مضى؟

وهل إن ما مضى افضل مما هو آت بسؤال العقل؟

لكن النفس المنكسرة تترجم عجزها وضعفها بحنينها ونكوصها هذا.

ولكن، هل نستطيع الرجوع الى حالة السعادة المطلقة الكاملة الاولى؟ حياة الرحم الذي يوفر الكمال، والذي لا نشعر فيه بنقص؟

قد يكون التساؤل الاخير نسبيا. وهو كذلك. كما قد يكون خاطئا، من زاوية ما. فحياة الرحم، نمو هي كذلك. وقد يعترضها من العراقل البيولوجية والوراثية وغيرها ما يعرقلها،ما يشوهها،ما يوقفها... فهل تكون فيها افكار ومشاعر وآلام وسعادة؟ هل فيها شعور وإحساس؟ هل فيها وعي وتفكير؟ هل فيها حياة نفسية وفكرية؟

إذا كانت، فاين هي في وعينا البعد ولادي؟في شخصيتنا وسلوكنا؟

وإذا لم تكن، فما حاجتنا لهذا الحنين النكوصي الامومي؟

لكن، هناك فرق بين الحنين المشيمي والحنين الامومي. فالامومة نعيشها ونتفاعل فيها مع شخص نفسيا وعقليا وماديا واجتماعيا وعاطفيا وجدانيا... نبني فيها تواصلا مركبا في شخصية الطرفين: الام ونحن. نعي هذه الامومة وندخلها في تطلعاتنا للمستقبل. نحتاج لها كحاجة المحارب الى الاستراحة، استراحته...

إنما، في لحظات الشعور بالعجز والتعب والنقص والاحباط بدرجاته، يختلط الحنين ليصبح واحدا مشيميا وأموميا، لولا اننا لم نكن جسدا مستقلا في الحياة عن الرحم وعن جسد الأم...

فهل يشفع لنا هذا الحنين حينما يصبح التهديد وجوديا متعلقا بالكائن الانساني؟ ذلك اننا لا نعيش الوعي الأمومي بمفرده. هناك اشكال وعي متعددة ومتناقضة...

هنا، ينتقل بنا الكلام إلى وعي الفرد في انتمائه للوجود والجماعة، في مواجهة تهديدات الطبيعة و الحياة، في تفاعله مع مختلف التساؤلات، ومحاولات الإجابات والحلول، في اشكال الطقوس والديانات والوان العبادات...

في علاقة الانسان باله، تصورات متعددة ومتناقضة، بين التجربة والتجسيد تنتقل من الاثبات الى الشك، الى اليقين...

وداخل حيرة شك الانسان، كلما اقترب من أحد الطرفين الحدين، جذبه الطرف الآخر،داخل نسبية جدلية هي سر حياته وتفاعلاته وسر نجاحه في البقاء والوعي بالتاريخ والوجود والحياة والطبيعة والنفس البشرية...

ارتباطا بالعنوان، بين حنين الامومة وحنين الالوهة، يبدو أن هذا الحنين ينقل القداسة والوجل من شخص نمتن له بالولادة والحياة والحضانة والحب الفطري والاجتماعي... إلى قداسة ووجل لقوة أكبر، نشترك مع كائن الأمومة في وقوفنا أمامها تبجلا وتوسلا وطلبا لرحمة وشفاء ومساعدة... تقف الأمومة بدموعها وضعفها لتساند ضعفنا ودموعنا وعجزنا، فنتوسل عموديا كاننا كلنا الطبيعة ما دمنا في مشيميتها، نتوسل العلا، الآفاق، الغائب، الغير مرئي، اللامحدود، المحتمل باقداره الآتية أن يرحمنا في جدلية تتقاذفنا إلى أطراف مستعصية كالأمواج الهائجة التي تعصف بزورق صغير يكاد يغرق ويغور، ولا سبيل في النجاة سوى السماء فوقنا، أما بحر هذه العاصفة فهو الحياة و ما استعصى فيها...

 

حينما تسمع صراخا بكل اللغات: واااااممممممييي.....\O  MAMIA..... تستشعر احتجاجا عاطفيا مستجديا الواقع والحالة، راغبا في دفع الم أو ما شابه، وقد كان احساسا بالجوع في الصغر وغياب جسد الام الحاضن المشعر بالحرمان.

وحينما تسمع نداء وصراخا:وا ببببببببببااااا... تستشعر ان دور الابوة قد دخل في اداء مهامه مع الشخصية المعنوية لما تجد الاب يقوم بدور الحامي والمدافع والراد لكل تهديد مثلا...

وحينما تسمع نداء: يااا ربببييييي... ماذا تقول؟يكون الألم قد تمكن منك، والخوف قد امتلكك، والعجز عن الحل قد افشلك... فتستنجد بالقوة العظمى التي تفوق قوة الامومة و الابوة، ذلك أنهما مثلك لا يملكان قدرة على اخراجك مما انت حاصل فيه، فيلتقي الجميع في الاستجداء والتسول الى الاله الاكبر القادر على كل شيء.

احتجنا الى مثل هذه الامثلة التعبيرية لأنها تجسد عمليا حالات نفسية وحياتية مرتبطة بشخصية الانسان، وحتى نعمق المناقشة والمقارنة بين أشكال الحنين هاته الاساسية في حياتنا... فإلى اي مسار يمكنه ان يقودنا اليه هذا الحنين المتداخل؟