Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
فطرة مغتالة/4

فطرة مغتالة/4

     ا

 

 

أي حكي ساتابعه لك... لاحظت أمورا غريبة في هذه الليلة... عيون محمرة بفاعل المخدرات أو الشراب،وعيون جاحظة منتفخة العروق كأنها تريد ان تنفلت من مكانها... المرأة التي رافقتنا وهي الكبيرة في السن معنا وصاحبة السيارة ، ارتدت فوق عبايتها السوداء ثوبا اخضر و آخر أحمر ... وأسدلت خصلات من شعرها على خدَّيْها ونزعت شربيلها وبقيت حافية القدمين... بنتها التي كانت لصيقة بها تكفلت بأخذ الشربيل ووضعه بجانبها، كانها تعلم الحال الذي ستكون عليه أمها... ويبدو أن الليلة كانت لامرأة ومخصصة لها ، جالسة أمام جوق كناوة ، واضعة إزارا أسود على راسها ، كأنها غير واعية بالناس ولا بالضجيج الذي يحدث في ارجاء هذا المجلس العجيب... بدأت القرقبة ومع كل قرقبة لمرتين أو ثلاثة كلمات ترحاب ودعوات : مرحبا بالشرفاء اولاد النبي ...مرحبا بطيييور الجنة واهل المكان اللي ساكنين بين الجبال... شايلاه آسيدي علي بن حمدوش ولالاعيشة خديمة المقام والحافظاه من الانس والانام...جات من السودان من قوم الجن تخدم اولياء الحبيب العدنان... صليوا عليه وزيدوا فصلاتوا : صلللللللللللللللللللى علللللللللليييييييييييييييييك آآآآآآآآآآآآآآآآ رسول الله .... ثلاثة ديال المرات....ـ

شويا  ( بعد دقائق) ، دخل واحد الراجل غريب في ملامحه ... مكحل عينيه وهاز تسابيح في يديه وآخر في عنقه ،لابس دراعة خضراء وبلغة صفراء ، حامل كتاب بين ايديه : السلام عليكم .. وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته ... المراة التي قلنا انها غائبة عن المجلس وما فيه ، ترامت على رجليه تبوسهم وتلحفت بفخذيه وهي تبكي وتنوح : أنا في حماك آ سيد الفقيه ..اعتقني وحررني ونجيني من اللي ساكنين فيَّ ما خلاوني نعيش ما خلاوني ننعس ، بغيت السلامة معهم ، وفرقنا بلا ذنوب بلا عيب ... واهاهاها....واهاهاها... ـ صراخ وعويل وبكاء ... جل النساء بدأن في البكاء .. : لا اله الا الله ... لا اله الا الله... بدأ مول القرقبة في تعدادها وهو يقرقب بين يديه ...تبعه مول الهجهوج.. ملأ صوت الطبل معهما الارجاء ...

ـ قمت ِ للحضرة طبعا ؟

ـ أنا ؟ لا أعوذ بالله .. عندما شفت على أنهم ذبحوا واحد الفروج اكحل قدام رجلين تلك المرأة ولطخوا الدم ديالو احمر بزاف لا زال يفرفط برجليها ويديها وخديها ... قمتُ معتذرة ، وهبطت الدرج قاصدة الغرفة لأنام ... لم اقدر على متابعة هذه الغرائب ... احكِ لي ما الذي يقومون به...

ـ وما لي أنا هل كنت معكم... أنت احكِ لي ما جرى.. ـ

ـ قصدت أنك عارف لماذا يقومون بكل هذه الأمور ... حتى أنت خطير عندك ذوك العينين تيخلعوا اللي شفت فيه دوخوا... عقلتِ يوم جات العين في العين .. لا أعرف ماذا وقع لي .. لم اقدر على نزع النظر منك.. وكملتِها عندما طلبت قنينة الماء للشرب مني ...

ـ آآآآه .. أنت التي بدأتِ بالنظر وقنينة المشروب الغازي بين شفتيك.. عيونك تكلموا قبلك ... ـ

ـ كانت الحرارة قوية في مراكش تلك اللية .. جهنم الكحلة ماشي الصهد ...

ـ الحرارة ! واش الحرارة ديال الجو او الحرارة ديالك في داخلك؟ ههه

ـ هل تعلمين ما الذي يقع في هذه المواسم ؟ ليس فقط في سيدي علي ، بل كذلك في أماكن اخرى .. إنما الناس بدؤوا يخصصون مجموعة سلوكات وطقوس خاصة بكل ضريح يزورونه...

ـ احكي لي .. يمكن حتى انت فقيه عارف آش يعملوا في هذه الاشياء .. وكيف يخرجون الجن من بني آدم.. يوم كتبت لي حجابا وقلت لي اجعليه في وعاء هاتفك ... أتتذكر

ـ تلك اسمها النية التي يجب ان تكون عندك .. اذا اردت البركة فلا بد من النية ...هه

ـ النية ؟؟ معك أنت ؟ وما تنفعني النية معك؟ ها هي أكثر من عشر سنوات ونحن نتعارف .. ماذا كسبت منها ؟ بمجرد نزاع جاءت امرأة أخرة وخطفتك ، لكنها لم تحمد الله على عشها فطارت منه ... النية ! 

 ـ اعملي النية والحاجة مقضية

ـ أنا نيتي مع الله .. لا أطلب أحدا سواه .. وتعلم انني لا أحب لا سحر ولا شعوذة ... التي جاءت من عند الله مرحبا بها ... احكي لي أنت أو اتركني انهض للمطبخ

ـ دعينا من المطبخ الآن .. كل مرة الأكل ... ما هذا ؟ اسمعي لماذا لم أرد أن آخذك الى هذه الزيارات :أولا تلك الطقوس اذا كنت مؤمنة ، فهي شرك بالله ، ورغم أننا نذهب للسياحة فإننا نساهم في الظاهرة .. حينما يرى الناس الجماعات مترادفة على زيارة الجبل بسيارات فخمة ولباس انيق وشيك ، واموال كثيرة تصرف بذخا هناك .. ماذا سيقولون :؟ هذا ما يقع ، الجاهل يقول انظر العالم يؤمن بهذه الامور فكيف لا اؤمن انا بها.. وهكذا يستشهد كل منا للآخر بمن رآهم في الزيارة فتصبح الظاهرة مشروعة بطقوسها الخرافية... ـ

 أصبح ذلك المكان مشهورا بزيارة اصحاب الشذوذ الجنسي .. ولهم طقوس كبيرة به.. وربما تلك الليلة كان بعضهم حاضرا...  يؤمونه من كل الانحاء ... ربما ارادوا اعطاء الشرعية الدينية لحياتهم الخاصة .. يتوسطون بالاولياء ، وبالخصوص سيدي علي الذي اشتهر بكراماته التي يحكونها ، لكي يقبل تصرفهم وشذوذهم في السماء .. أما لالا عيشا ، فيمكن أن تحفظهم من شر الانس والجن ...  بالخصوص وانهم مساكين مرهفين في الاحساس ، ولو أنهم يمتلكون بنية جسدية قوية  ...  سأحكي لكِ نكتة في السياق .. هل تتابعين؟ : هذا جندي كلما أخذ البرمسيون ( رخصة الراحة) اتجه عند صاحبة منزل هوى" ، توفر له تلك المرأة كل ما يحتاجه من جنس وشراب وسهر وسمر .. ولا يخرج حتى يوم نهاية رخصة الراحة ، فيعود الى الثكنة العسكرية ... مرة أتى عندها بغتة لم يخبرها من قبل ذلك ، فلم يجد من ستؤنسه في سمره ... كلهن ذهبن لمهمة خاصة.. قالت له المرأة العجوز : اسمع ، سيأخذك (نبيل) فوق دراجته الى بيته وستجد معه ما تحب وترغب فيه .. ركب الدراجة مع (نبيل) ..اعترض طريقهما في منتصف الليل ثلاثة افراد بعصي واسلحة ... أوقف نبيل الدراجة النارية ونزل منها ، وتغلب على افراد العصابة حتى ضربهم جميعا وهربوا بجلدهم مفزعين .. لما رأى الجندي ما وقع ، هاتف المرأة العجوز : آلو ، هل قلت ل(نبيل) لِمَ هو ذاهب اليه؟

  ـ لم افهم النكتة ...

ـ لا يهم ساشرحها لك بعد أن أتمم لك ما يقع في زيارة الاضرحة ومواسمها...ـ