Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
أقفاص 25

أقفاص 25

أقفاص 25

في صباح  مضبب عم لونه سماء باريس، كان الطقس باردا نهاية شهر نونبر. فصل شتاء يعد بمرحلة تشرنق لجميع عناصر الطبيعة، و باريس محصنة ببناياتها و تدفئتها و حركتها اليومية.

كان يوم ثلاثاء من سنة 2010. تحرك الهاتف الخلوي بدبدبته الكاتمة للصوت. لم يكن هناك موعد مبرمج للعمل هذا الصباح. طقس قهوة و جرائد و متبعة لأحداث العالم. لكن المكالمة التي أتت من الملحقة الثقافية للقنصلية أثارت فضول عمران بن يوسف. ربما هناك اجتماع أو ضيف أو أمر مستعجل لكي يخبروه به. كانت وفاء قد عادت بعد عطلة نصف الدورة الأولى إلى مدينة تطوان لكي تواصل تدريسها لهذه السنة.

ـ ألو، صباح النور.

ـ صباح النور سيد عمران. أعتذر على الإزعاج، لكن رسالة وصلتك هذا الصباح تثير بحجمها السميك. أردت أن أخبرك بها. إذا كنت تنتظرها فهي فوق مكتبي الآن.

ـ شكرا لك سيدة مليكة. سأمر في فترة بعد الظهر لاستلامها.

داخل بدلة النوم القطنية قام متثاقلا في حركته. بتلقائية اعتيادية جعل قدميه داخل البابوش و شغل جهاز القهوة الأوتوماتيكي. جولات بصرية طفولية داخل الغرفة ثم عودة إلى المطبخ حيث الرائحة السحرية للبن بدأت توقظ حواسه و ذهنه. جلس مسترخيا فوق الأريكة الفستقية التي ألِفَها يوميا ففي الاسترخاء و القراءة و مشاهدة التلفاز بعض الأحيان.

مع الرشفة الثانية بدأت التخمينات حول الرسالة أو الطرد، هل هو كتاب جديد مهدى له من طرف صديق أو صديقة... تعددت إلى درجت أنها فتحت احتمالات متنوعة لم يكن على استعداد لمجاراتها حتى لا تعتم صفاء ذهنه لهذا الصباح. ما تزال هناك شخصيات تطارد ذهنه من أجل أن تستقر في متن و سرد قصة بدأ في تأليفها أمس. ربما سيحوّلها إلى مشروع رواية إذا أسعفته مفاجآتها.

 

خلال المساء، فتح الطرد الذي حمله معه و هو في سرعة من أمره كما من انشغالاته بحيث لم يستطع اكتشاف فحواه إلا حين رجوعه إلى شقته. كان التوقيع للرسالة باسم عبداللطيف باهوش.

بوقع المفاجأة بوقع الصدمة. لم يدر عمران بن يوسف كيف مرت أفكار كثيرة و مدد زمنية طويلة و تحاليل جدلية معقدة في ثوان قليلة جدا. كلها عناصر وقعت دفعة واحدة و كان الذهن يخزن الآتي الذي سيقع و وقع. كأن عمران يعيش المستقبل في الحاضر و الحاضر ففي الماضي، و هو الذي يعتبر نفسه يعيش داخل الزمان بدل المكان. ها هو و كأنه أصيب بصعقة كهربائية. تعرقت مسامه بمجرد قراءة الاسم: عبداللطييف باهوش.

بماذا سيبدأ؟ هل بقراءة و تفحص محتويات الطرد أم بالاتصال بحيكم و رفاق المجموعة بالمغرب؟ بمن بقي منهم على قيد الحياة.

 

(رفيق الدرب الذي كان مضيئا بدماء الشهداء.

الصديق عمران بن يوسف.

من عبداللطيف باهوش

ضاحية باريس الشمالية

إلى من شاركت معه درب النضال و الاعتقال

لم أنوِ في يومٍ من الأيام أن أراسلك بهذه الطريقة. كان اختياري للمنفى انتظارا  لمواقف سياسية ستكون في المستقبل لمجموعتنا. ربما لم نتقاطع الطريق، لكن العهد المأخوذ على مرجعيتنا المشتركة يلزمنا بالتذكير بما صرنا عليه و بما صارت عليه البلاد. و لعلك تدرك اليوم و منذ خروجنا لاستنشاق هواء الحرية، و قد مرت أزيد من تسعة عشر سنة الآن، أننا نعيش مرحلة جديدة تحتاج منا إلى مراجعة الذات و القيام بنقد ذاتي في نفس الوقت.

كلنا جرّب رهانات و اختيارات توافقت مع قناعاته، فمن منا كان على صواب أو أقرب لتحقيق مبتغى النهج الذي رسمناه في مشيم المعتقل و الزنزانة؟ من منا أضاف لرصيد الشهداء فورة دم حمراء يوقع بها على حرية حقيقية و مساواة مملموسة؟

و ان أتباع تألقك الثقافي و إصداراتك الأدبية، أغبطك على هذا  الحلم النورسي الذي حققته. لكنني في نفس الآن أعاتبك و أحاسبك على تراجعاتك المبدئية و مهادناتك التوافقية مع من كان سببا في محنة شعوبنا و ليس ذواتنا.

أسألك حول نوع الإيجابيات التي تحققت مع المرحلة الجديدة و التعايش الجديد. ألم تكن لعبة شطرنج اقتيدت لها عقولنا و مواقفنا فتنازلنا عن قواعد نضالنا الداعية إلى الكرامة و الحرية و المساواة؟ كل التقارير الدولية و المحلية تشير إلى تراجعات خطيرة على جميع المستويات، إلى مرحلة الملهاة و الخديعة و الضحك على الذقون بديماغوجيات متطورة وذكية جدا.

لم أشأ إزعاج هنائك الجديد. هي غيرة على كليتنا الواحدة و ذاتنا المعنوية المشتركة. أرفق هذه الرسالة بصور و بسيرة لمناضل جعلتَه قدوتك في مرحلة و سيرتك التي تتمناها:

 

(( من هو الشهيد جبيهة رحال؟

ولد جبيهة رحال سنة 1948 بقلعة السراغنة، وبها تلقى تعليمه الابتدائي، ثم انتقل إلى سيدي رحال ليتابع دراسته بالإعدادي، وفي مدينة الدار البيضاء التحق بشعبة “الميكانيك العام” بثانوية “جابر إبن حيان.

اعتقل رحال لأول مرة لمدة 15 يوما إثر أحداث انتفاضة 23 مارس 1965، وكانت المرة الثانية سنة 1968 إثر إضرابات التلاميذ.

و بعد حصوله على دبلوم تقني، التحق سنة 1970 بمعمل “كارنو”، ( معمل لصنع المعلبات بالدار البيضاء) حيث انخرط في النضال العمالي في إطار نقابة “الإتحاد المغربي للشغل”،انخرط رحال مباشرة بعد ذلك في النضال العمالي حيث نسج علاقات واسعة مع العمال,وفي سنة 1973 سيتعرض لمحاولة اعتقال بمعمل “كارنو” في إطار حملة من الاعتقالات مست مناضلي الحركة الماركسية- اللينينية بالمغرب و خاصة مناضلي النقابة الوطنية للتلاميذ، و قد تعرض العديد من مسؤولي النقابة الوطنية للتلاميذ للاعتقال و استطاعت الأجهزة القمعية أن تقتحم المقر المركزي السري للنقابة الوطني، و كان هذا المقر مكترى باسم الرفيق جبيهة رحال.

وفي سنة 1972 التحق اجبيهة بمنظمة “23 مارس ” و من داخلها سيتحمل العديد من المسؤوليات التنظيمية و النضالية, جسد من خلالها ارتباطه الوثيق بالطبقة العاملة و استماتته في الدفاع عن مصالحها، فاستطاع أن ينسج روابط متينة مع رفاقه العمال.

سيتعرض لاعتقال جديد في بداية نونبر 1974 إثر الحملة القمعية الكبيرة التي شنها النظام ضد الحركة الماركسية – اللينينية المغربية حيث زج به إلى جانب رفاقه في درب مولاي الشريف وهو معتقل سري للنظام بالدار البيضاء, ويعد من بقايا الإرث الاستعماري بالمغرب حيث سبق للسلطات الاستعمارية أن عذبت فيه مناضلي الحركة الوطنية و خاصة مناضلي المقاومة المسلحة. و قضى الشهيد بهذا المعتقل فترة طوية تمتد من بداية نونبر 1974 إلى 16 يناير 1976 ( أزيد من سنة ) حيث تعرض لشتى أنواع التعذيب الجسدي و النفسي مكبل اليدين معصب العينين.

و في يوم 16 يناير 1976 نقل اجبيهة إلى السجن المدني بالدار البيضاء المعروف بسجن غبيلة ضمن مجموعة 26 ليقدم إلى محاكمة الدار البيضاء الشهيرة في 3 يناير1977 بتهمة”محاولة قلب النظام .

و قد صدر الحكم في حقه ب 30 سنة مع إضافة سنتين و ذلك على الساعة الثالثة صباحا من يوم 14 فبراير 1977.

 جبيهة رحال المعتقل في سجون النظام خلال فترة اعتقاله بالمعتقل السري السيئ الذكر ” درب مولاي الشريف” بالدار البيضاء ورغم ظروف الاعتقال القاسية والوحشية الحاطة بالكرامة الإنسانية, ظل المناضل جبيهة رحال كعادته شامخا, متقد الفكر، ثاقب النظر و هي صفات الصقر الأساسية. كان جريئا في طرح كل الأسئلة التي يجب طرحها، و بطبيعة الحال كان أهم سؤال لديه في تلك الفترة، هو لماذا سقطت منظمة 23 مارس و بتلك السرعة؟ ولماذا لم تتحمل قيادتها مسؤولية الحفاظ عليها؟.

كان همه الأساسي الوصول إلى الحقيقة , فالحقيقة كما كان يقول آنذاك دائما ثورية. و من خلال النقاشات الثنائية داخل الدرب ( و هذه شهادة للكاتب الذي قاسمه نفس الغرفة بالدرب), بدأت تتبلور لدى اجبيهة نواة فكرية و سياسية تعيد النظر في الخط السياسي الذي ساد داخل منظمة 23 مارس. كان اجبيهة متميزا في علاقته بمحمد الكرفاتي( الملقب ب الشريف و حميد، عن طريق محمد الكرفاتي توصل البوليس إلى معرفة كل أعضاء قيادة 23 مارس ) أحد قيادات 23 مارس بحيث لم يكن يترك أية فرصة تمر دون فضحه و تعرية حقيقته أمام المعتقلين. كان يومها يحمل سخطا كبيرا على الرجل الذي دشنت به الاعتقالات. (اعتقل محمد الكرفاتي في بداية نونبر 1974 على إثر حاجز أمني كان منصوبا ضمن حواجز كثيرة بمناسبة انعقاد أحد المؤتمرات الدولية بالدار البيضاء.

) خلال فترة المعتقل السري اطلع المناضل جبيهة على جوانب من خط و تجربة منظمة ” إلى الأمام”، و بحدسه أدرك جيدا أن لا مستقبل للحركة الماركسية – اللينينية بدون وحدة المنظمتين ضمن خط ماركسي – لينيني ثوري. و في سجن غبيلة بالدار البيضاء، الذي حل به في يوم 16 يناير 1976، ستتبلور لديه رؤية وحدوية تنبذ كل شكل من أشكال الحلقية و تتحلى بروح وحدوية عملية و حماسية.

هكذا، وفي سجن غبيلة، جسد الشهيد تلك القناعات بروح العامل الثوري التواق إلى الممارسة، و الابتعاد عن السفسطائية، و القول بكل ما يجب قوله بدون مواربة و بروح نضالية عالية.
عندما وصل المعتقلون إلى سجن غبيلة في يناير 76، و في إطار إيجاد صيغ للتواصل بينهم (وزعت إدارة السجن المعتقلين على شكل مجموعات صغيرة، وضعت كل واحدة منها في زنزانة وحرست على أن تظل معزولة عن بعضها ) أطلقوا اسما على كل زنزانة ( زنزانة إفريقيا , زنزانة أمريكا , الشمال,آسيا…).

أقام اجبيهة في زنزانة افريقيا و كانت تضم كلا من فؤاد الهيلالي و محمد حسان و ادريس ولد القابلة و الراحل عبد السلام المودن و عبد العالي بن شقرون و محمد الزكريتي .
خلال فترة العزلة تميز اجبيهة بروح عالية من الإقدام و الشجاعة والمبادرة. و من أمثلة ذلك، أنه حينما اتخذ أعضاء الزنزانة قرار إدخال راديو ترانزيستور لمتابعة الأخبار على المستوى الوطني و على مستوى المنطقة، كان جبيهة رحال هو من تحمل مسؤولية إدخاله إلى السجن(استعمل علاقاته العمالية). أدخل المذياع مساء ونجحت العملية لكن مسؤول الحي المدعو بوشامة ( رئيس حراس الحي وكان معروفا بأساليبه الفاشية) راوده شك في الأمر فقرر صبيحة الغد استطلاع الأمر وهاجم على حين غرة زنزانة إفريقيا وقام بتفتيشها لكنه لم يجد شيئا وبدأ محاولاته الترهيبية والاستفزازية للمعتقلين. وإذا كان البعض قد ارتبك إلا أن اجبيهة ظل صامدا لا يتزحزح. وسيشهد يوم 17 يناير 1976 هجوما عنيفا على زنزانة افريقيا قاده بوشامة بمعية مجموعة من الحراس .

خلال هذا الهجوم تم اختطاف المناضل جبيهة رحال من زنزانته وتم نقله في جو ترهيبي إلى مكان يجلد فيه المعتقلون حيث تعرض ل”ا لفلقة”(إحدى الوسائل المستعملة في التعذيب داخل السجون المغربية) وظل اجبيهة صامدا رغم أن تعذيبه كان يتم خطئا على اعتبار أنه فؤاد الهيلالي. ( لعل ذلك يعود إلى توجيه من جلادي الدرب الذين كانوا في تلك الأيام يزورون السجن باستمرار )تحمل اجبيهة حالة التعذيب التي تعرض لها في صمت وصمود لكن الرائع في الأمر هو أنه طيلة الفترة الممتدة إلى حدود استشهاده لم يسمع الكاتب منه أدنى عتب على اعتبار أنه عذب مكانه. و هنا تتبدى لنا في أجلى صورها شيمة الكبرياء وصفة الشموخ لدى صقر القلعة الأحمر الشهيد جبيهة رحال.

كان الشهيد جبيهة رحال من المناضلين الذين لعبوا دورا أساسيا في معركة الشهيد عبد اللطيف زروال التي انطلقت في 14 نونبر 1976 تحت شعار “المحاكمة أو إطلاق السراح”و التي دامت 17 يوما و شاركت فيها ثلاث مجموعات من المعتقلين الموزعين على سجن غبيلة وسجن عين برجة و هم مجموعة 26 و مجموعة 79 و مجموعة 66 . رضخ النظام لمطلب المعتقلين بتحديد موعد للمحاكمة كما اضطر إلى إطلاق سراح 105 معتقل و ذلك يوم 7 – 12- 76.

بعد هاته المعركة فكت العزلة عن المعتقلين و أصبح بالإمكان التواصل فيما بينهم. و في أجواء نضالية حماسية انطلقت نقاشات سياسية و فكرية هامة بين مناضلي منظمة ” إلى الأمام” ومناضلي منظمة 23 مارس. وسيحتل جبيهة رحال- وسط مجموعة 26- موقعا متميزا في ذلك النقاش، حيث وضع على المحك روحه الوحدوية البعيدة عن الحلقية. وكرس كل جهوده في خدمة بناء علاقة وحدوية مشتركة بين التنظيمين اللذان أصبحا يسيران نحو الوحدة بعدما تم الاتفاق على العديد من النقاط ذات الطابع الإيديولوجي و السياسي.

وعندما تولى الاتجاه اليميني داخل منظمة 23 مارس قيادة المنظمة بعد اعتقالات نونبر 1974( خلال سنة 75 يرى اجبيهة أن هذا الإتجاه أحدث قطيعة مع خط الحركة الماركسية-اللينينية المغربية. وبعد مراسلة بعثت بها القيادة الجديدة لأعضاء المنظمة بسجن غبيلة، أعلن الشهيد جبيهة رحال قطيعته مع ذلك الاتجاه فتبعته أغلبية معتقلي المنظمة بسجن غبيلة، ليتشكل بعد ذلك الاتجاه الثوري الذي انفصل عن القيادة بالخارج, و كان الشهيد أبرز قادته.
ساهم جبيهة رحال في كل النقاشات المهيئة للمحاكمة بحماس كبير و كان وحدويا بامتياز، الشيء الذي أظهره في المحاكمة، حينما انبرى للدفاع عن الخط الثوري للحركة الماركسية – اللينينية المغربية, و داد عن مبادئها بكل شراسة و انخرط في كل المعارك التي خيضت إبانها، مساهما في تهييئها و مشاركا في تنفيذها، محرضا عليها و داعيا لها و كان من الأوائل الذين ساهموا في تعبئة حركة العائلات المساندة للمعتقلين السياسيين, و لا ينسى المعتقلون الدور الذي قام به أخوه الدكتور عمر جبيهة.

عندما نقل المعتقلون إلى السجن المركزي بتاريخ 7 مارس 1977, وضع اجبيهة في حي للعزلة المعروف بحي ” د ” إلى جانب مجموعة من الرفاق المنتمين إلى التنظيمين منهم: محمد حسان، عبد العزيز مريد، حسن السملالي، إدريس بن زكري، محمد السريفي، عبد الفتاح الفاكيهاني و فؤاد الهيلالي. وبعد انقضاء فترة العزلة انتقل إلى حي” أ” إلى جانب من التحقوا به من مجموعة العزلة، و سرعان ما أعيد الاتصال بين منظمة “إلى الأمام” في السجن والجناح الثوري لمنظمة 23 مارس بقيادة جبيهة رحال, لينطلق نقاش من جديد من أجل تطوير العلاقة بين المجموعتين في أفق الوحدة بينهما الشيء الذي استمر إلى حدود 15 أكتوبر 1979 تاريخ استشهاده.

ظل اجبيهة على خطه النضالي الثوري حتى النهاية فساهم في تهيئ كل المعارك من موقع قيادي، كما حرص بكل تفان وإخلاص على تنفيذ كل القرارات و الخلاصات، التي كانت تنبثق عن الإطار المشترك بين منظمة “إلى الأمام” و التيار الذي كان يقوده الشهيد.
خلال هاته الحقبة ساهم في كل المعارك و لعب دورا قياديا فيها مثل معركة يونيو 1977 ومعركة سعيدة لمنبهي التي دامت 45 يوما و معركة القانون الأساسي للمعتقل السياسي في فبراير1978.
وعلى امتداد هذه الفترة تحمل الشهيد أصعب المهمات و أخطرها واندفع إليها بتلقائية العمال، كما خدم المجموعة في تواضع كبير ينم عن احترام راسخ للعمل اليدوي الذي غالبا ما يحتقره المثقفون.
ساهم جبيهة رحال بدور بارز في رفع طوق العزلة الإعلامية عن المعتقلين وقام بدوره الكبير في تنشيط وتنسيق وتعزيز دور حركة العائلات. لقد كان حقا مناضلا حقيقيا , مبدعا و خلاقا ومتفانيا في كل عمل كان يشارك فيه.

 

في يوم 15 أكتوبر من العام 1979 ستفقد الحركة الماركسية – اللينينية المغربية واحدا من خيرة أبناء الطبقة العاملة و الشعب المغربي. كما تكبد الاتجاه الثوري داخل نفس الحركة ضربة قوية كان لها الأثر الكبير.

و  قد استشهد المناضل العمالي الماركسي- اللينيني البارز جبيهة رحال خلال محاولة للهروب من المستشفى(مستشفى ابن سينا بالرباط) بغية استئناف عمله الثوري خارج السجن.
لقد وهب رحال حياته لتستمر شعلة النضال و المقاومة للنظام متقدة، تنير درب اليسار الثوري. هكذا سقط الصقر الأحمر في خندق النضال شامخا في صمود و عزة و كبرياء ليلتحق بقافلة شهداء الحرية بأبطالها وملاحمها الخالدة. لقد أدى مهمته التاريخية مبدعا في العطاء ووهب روحه بكل سخاء، سخاء الثوريين العظام)).

* سيرة جبيهة رحال من الموقع الإلكترونيhttp://sawtechaabe.com/?cat=38