Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
غروب فجر تاريخ جديد

غروب فجر تاريخ جديد

 

في الحقيقة، لقد حجبت علينا هيمنة العولمة الليبرالية و الرأسمالية الجديدتين شمس الرؤية و ضوء الأبراج المنفتحة للعقل في شتى أمور و قضايا. أصبحنا نعيش حصارا لاواعيا لتفكيرنا. هو زخم الضغط الثقافي و الإعلامي، و الذي تضمن خطابا ممتدا في العداء لطرق تحليل و أشكال فهم. هو زخم يشكل ملهاة كبرى تمارسها السياسات الصغرى للأنظمة، كما تمارسها سياسة العولمة الجديدة. هذه التي تسيرها الشركات الكبرى و الدول العظمى بتحالفاتها و مؤسساتها الذكية في التنظير و التخطيط. مستعينة في ذلك بعقول ماهرة تصنع لها الإيديولوجيا المتجددة و تضع لها الاستراتيجية المناسبة، و تترك للقادة السياسيين المباشرين للمسؤوليات التطبيقية مهمة التنفيذ و المتابعة اللينة و الخشنة في التحقيق، هي مهمات السلم الملغوم و الألغام الموقوتة التي تضغط بآلة تحكمها لكي تفجرها عن بعد، مثلما يقع اليوم فيي سياسة الشرق الأوسط و آسيا و شمال إفريقيا.

و إذا تتبعنا أشكال الخطاب المناهض للرأسمالية المعولمة، وجدناها فلسفات كما هي سياسات و أشكال نضال متربصة بالخطأ العملي كما بالسياسة الخفية للأنظمة الرأسمالية.

من أكبر الخطابات التاريخية المناهضة للفكر اللبرالي و السياسة الراسمالية، نجد طبعا الخطاب الماركسي و فلسفته الاشتراكية. هما في الحقيقة توأمان لنتاج جدلي قائم في التحليل، بدءا بالمسلمات و مرورا بآليات التتبع للتجسيد في مختلف الميادين. و طبعا فإن الدراسات متراكمة تاريخيا في تناول هذا الموضوع. لكن دورنا الآن هو هذا التحيين لعمليات التفكير، حتى نحافظ على الخيط و الرابط المنطقي التاريخي و الموضوعي القريب من التناول المركب و الشمولي الملم بالموضوع.

لقد قامت الرأسمالية على أسس فلسفتها اللبرالية التي بينت الأمل للشعوب الأوربية أولا في التحرر من أغلال و ظلمات القرون الوسطى الإقطاعية و الكنسية، و المكبلة للعقل كما للفعل و الحركة الاقتصادية و الأخلاقية و الاجتماعية و غيرها.

لكن هذا القيام كان إصلاحيا في جوانبه الثقافية و الثيولوجية بالأساس. ذلك أن حركة الإصلاح الديني مثلا، ظهرت معها البروتستانية التي بدأت صراعها ضد الأورتودوكسية و كذا الكاثوليكة المتشعبة في المؤسسات العتيقة و منابر خطابه و استهلاكها السوسيو ثقافي. لذلك، حينما توغلت الرأسمالية في شعاب الحياة المجتمعية الجديدة، خالقة بذلك ثوراتها و تغييراتها البنيوية في الاقتصاد و في السياسة، كما في الثقافة و الفكر و العلوم، خلقت طبعا تناقضات جديدة. و نتج عنها حيف جديد و استغلال جديد أكثر عقلاني من القديم. حتى إننا هنا لن نفوت فرصة هذه الملاحظة لكي نشير إلى أن العقلانية لا ترتبط بالتحرر و قيم المساواة و العدالة و الكرامة دائما. هي إذا شكل تدبير و تخطيط و مَنطَقَة للأمور بالأساس...

و حينما نقول إنه إصلاح، فإننا نقارنه مع ما جاءت به الفلسفة الاشتراكية التي نبتت عن ملاحظات واقعية و متفشية للاستغلال البشع للرأسمالية في المجتمع الإنجليزي على الخصوص ـ أفضل نموذج متطور آنذاك، أي في القرن التاسع عشر ـ. كما نبتت عن تطور متراكم في التفكير الفلسفي باشره كبار فلاسفة أوربا في ذلك العهد. و هنا تحضر أسماء دون تغييب للباقين. فيورباخ، هيغل، و غيرهما كثير.

فعلا، تميزت الفلسفة الاشتراكية بطرح جدلي نقيض لليبرالية في قضايا و مواضيع عديدة. تقابل سجل دفعة جديدة للفكر الإنساني و تصوراته و أشكاله تعالمه مع الوجود و الظاهر القائمة...

و اليوم، ها نحن نعود إلى نقطة تحكم جديدة للثيولوجيا الراسمالية ـ الإمبرالية، ما دامت قد وضعت كل أشكال التفكير و السياسة و الاقتصاد المناقضة لها في خانة الملعون و المحكوم بالجحيم الدنيوي دونما حاجة إلى بحث مصيره الماورائي.

في الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة القائدة للزعامة العالمية الإمبرالية، لن تجد خطاب ماركسيا بنفحة اشتراكية إلا و وجدت اشكالا ممنهجة لمحاربته و إقصائه، بل و متابعته قضائيا و محاكماتيا. ما دام البناء ينسف البناء، فهو صراع مصالح حيوية كبرى.

و إذا كانت الإمبرالية العالمية قد نسفت بناء العالم الاشتراكي و انظمته مع بعض الاستثناءات، فإنها غدت باحثة عن بدائل للملهاة و لعبة النقيض الحيوية في الحركة و توسيع نفوذ الهيمنة و الاستغلال.

ذلك ما نلاحظه في هدمها لأنظمة لمجموعة من دول إفريقيا و آسيا و اوربا الشرقية بالأساس. ذلك ما نلاحظه في خلقها فوبيا ترعب بها الشعوب، من خلال صناعة عدو مفترض و تهويل كيانه الخرافي، و تحريك سيرك مجابهته. إنها عمليات مواجهة ما يسمى بالإسلام  السياسي. ما صبغته باللون الأحمر و أدخلته داخل إخراجها السينمائي الهوليوودي، حتى أصبح العالم مجال تصوير محكم للأحداث بسيناريوهات مُعدة و مفبركة و قابلة لجدولة و تعديل المونتاج في كل لحظة و حين. هي إذن كلمة الإرهاب. و خير ممشل بطل شرير سينجز دوره هو الإسلام السياسي المستنبت في الشرق برعاة غربية امريكية. أليست تصريحات هيلاري كلينتون المتبجحة خير دليل على سياسة راعية و مقرصنة و مسيرة بآلة تحكم في الشرق بلمسات الغرب؟ أليست تصريحات تعيدنا إلى عهد صناعة منطقة الشرق الأوسط و تاجيج خطابات و كيانات في وقت سابق ضد الأنظمة التي مالت للسياسة الاشتراكية في الخطاب؟ فكان تمويل الإسلام السياسي آنذاك، و ترجمه في وقت أوج الصراع الأفغاني الذي تعارك فوق سماه حلفان عسكريان هما الناتو و وارسو؟

كان فأر الميدان الذي حرق الحصاد بتِبنه و بُره هو الخطاب السياسي الإسلامي الذي جندوا له كل الطالبان من عقول الشباب التي دجنتها كل من (الرجعية الإسلامية العربية ) و ( الإمبرالية)  و بينهما ((مرتزقات)).

غروب فجر تاريخ جديدغروب فجر تاريخ جديد
غروب فجر تاريخ جديد
غروب فجر تاريخ جديدغروب فجر تاريخ جديد