قول مشرق

قول مشرق

في تجربة الكتابة يحضر الواقعي كما المتخيل. تنصهر العناصر مثل مواد سائلة في الصباغة والتشكيل فتتعدد الألوان وتتجدد. وكم من شخصية هي مجرد خيال، وكم من شخصية هي مركبة من مواصفات شخصيات متعددة، يتغير مكان وزمان وفضاء حضورها ودورها وفعلها.

والأهم داخل كل هذا هو الاستفادة من الشخصيات ومن احداث الواقع وتشكلاته من أجل إعادة القراءة والسؤال للوجود والثقافة و توازنات الحياة.

لأجل كل هذا فسوف نتوقع الشعور بذواتنا حاضرة في الحكي. لكن، لا ننسى أننا حتى إذا ما قرانا رواية يابانية او مكسيكية او المانية، فإننا نشعر بأننا معنيين بكم خطاب وكم حكي وهلم تقاطعات.

وكيف اذا كان الاشتغال على فضاء شبه مغلق، وذاكرة مشتركة ساهم الجميع في صياغتها واستحضارها؟ تلك هواجس عرض رواية مقامات سيدي امحمد بن قاسم في صفحات الفضاء الأزرق. لكن الأجمل هو أننا جميعا ننطلق من حب واحترام وتقدير لكرامة الإنسان. المنطلق جعل الاعتبار والقيمة للجميع، تخليد شريف لافراد المجتمع وثقافاته وعاداته. نضج جمالي في الاعتزاز بالهوية الجمعية وتاريخ الفرد داخل مجتمعه.

هذه إشراقات حب في هذا الصباح ترافق حكي سيرة مدينة، ملحمة من أربعة أجزاء واضحة ومسطرة. تبدأ مع سنة 1929 وتستمر مع الزمن الحاضر والآتي. ربما تصبح أجزاء أخرى منضافة. ربما نضيف لها مساهمات إبداعية لإخوة واخوات.

ولكم ولكن في قلوبنا حدائق فيح وعطر وورود. 

ابتسامتكم هواء تنفسنا وسعادتكم تطلع الرؤية والرؤيا.

               حسن إمامي