Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
ابتسامة ندى

ابتسامة ندى

الاسم : ندى

السن : خمس سنوات

الصفة : فاعلة في جمعية بيئية

 

   ابتسامتُها لا تفارقها . وقوفها في الساحة بجانب أمها . تمسك بيَدَيْها بضع أوراق صغيرة . تحاكي أمها في نشاطها . تسبقها في مناداة المارة : ـ

ـ سيدي ، تفضل و خذ هذا النداء بين يديك !ـ

تبتسم أمها مشجعة لها ، كلما نجحت في تواصل جديد . تسألها سيدة من المارة : ـ

ـ لماذا هذا النداء ، بنيتي ؟

تجيبها : ـ من أجل حماية الحديقة العمومية و جعل الألعاب فيها .ـ

تسألها من جديد : ـ ما اسمك عزيزتي ؟

ـ اسمي ندى ، و أعمل في جمعية البيئة الخضراء .ـ

جُلُّ المارة يندهشون مبتسمين و معجبين بالطفلة الصغيرة . حذاءٌ رياضي صغير ، و كسوة فستقية أنيقةٌ ، و وردتان حمراوتان تزينان رأسها بقبضة على ضفيرتين إلى أعلى كزهرة أو كفراشة مزهوة بألوانها .ـ

يمر شابٌّ أمامها و في يده برتقالةٌ يقشرها .اندهشتْ و هي ترى القشور منفلتة من يده يرميها فوق الرصيف في غير مبالاة !ـ

صرختْ : أووووه ، ماما ، ماما ، انظري !ـ

وضعت الأوراق المتبقية بين يدي أمها ، احتاجت لبضع خطوات لكي تلتقط القشور من فوق أرضية الرصيف .بينما حركات الحاضرين توقفت مشاهدةً . حتى الشرطي الذي ينظم المرور ، التفت مقتربا منها .ـ

أخذت ندى بين يديها تلك القشور المرمية . نادتْ ذلك الشابَّ و هي متجاوزة لظله بأسرع حرطة تجعلها أمامه و ناظرة لعينيه مباشرة : ـ

ـ أرجوك أخي ، ساعدني على جعل هذه القشور في القمامة هناك في زاوية من الساحة . ـ

تَصَبَّبَ الشاب عرقاً ، رغم برودة شهر دجنبر . أخذ منها القشور و قَبّل رأسها و اعتذر هامسا في أذنها .ـ

رجعت ندى معانقة حضن أمها ، و فَرِحةً بإنجازها . صفق لها الحضور الواقف و المارة في الطريق . امتثل أمامها الشرطي مؤدِّيا التحية الرسمية و شاكرا لها سلوكها .ـ

راقصتْ أشعة الشمس بعض السحب في السماء لامعة ببريق ضوء ، بينما حمامةٌ رفرفت عابرة ابتسامة (ندى) .ـ

ابتسامة ندىابتسامة ندى