Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
سم بن ق 14

سم بن ق 14

 كعادته كل صباح ، يستغرق منه النوم ساعات و ساعات ... لا يستيقظ إلا مع اقتراب آذان صلاة الظهر ... تكون أمه قد انتهت من أشغال المطبخ ، و تهيأـ لتطل على خم الدجاج فوق السطح و نشر الغسيل و الاستحمام باشعة شمس ربيعية تسحر العين في انعاكسها على أجمة اشجار الغابة المنتشرة بين ثنايا الجبال المتمواجة بهضابها و منحدراتها أما مدار شطح المنزل ...

ـ فق من النعاس آ عبده ... ليس من الجيد ان تبقى نائما حتى الآن ... اقترب آذان الظهر ... بالله .. الفطور في السفلي .. بقيت انت وحدك لم تتناوله ..

تناول فطوره و عيناه لا زالتا متأثرتين بسهر الليلة الماضية ... فجأة سمع دقات طبول و غيطة ، و سمع معها استنفار الجيران و الجارات للخروج إلى ابواب المنازل أو الإطلالة من فوق السطوح و النوافذ ... ممسكا كاس قهوته السوداء بيده اليسرى ... أطل من باب المنزل على الزنقة المارة يمينا على درب سكناه ... موكب بشاة و قفة خبز و غياط و طبالين ... شمعة خضراء مزينة بالصقلي الأصفر يمسكها خادم الضريح الأكبر سي البارودي ... و ورائه متابعة خطوه بخطواتها المتأنية امرأة في عقدها الرابع بجلابة سوداء اللون و فولار أسود و نظارات سوداء كذلك ... تتبعها امرأة كبيرة في السن عليها ، يبدو أنها تحت إمرتها و خادمة لها ... فمن لباسها و انحناءة ظهرها و نظرتها و مسكنتها ، تبدو مشفقة على حال المرأة الموسرة التي رغم تلألأ حليها على معصميها م عنقها ، ، عيناها مغرورقتان ، جفناها محفورتين ببكاء أو أرق أو مرض ما ... إنه موكب متجه صوب ضريح  سيدي محمد بن قاسم ... استغرب عبده مثل باقي سكان الحي من هذا الموكب الرسمي المتجه للضريح ... فالمألوف أن وظيفة ضريح سيدي محمد بن قاسم تقتصر على الزيارات الفردية الهادئة له من طرف سكان المدينة غالبا ...

يأتي الناس و خصوصا الأمهات بأولادهم من الذكور أو الإناث لكي يجعلوا لهم زيارة خاصة للضريح ... في سن الطفولة يظهر على الطفل أنه بكّاء أو كثير الصراخ و الذعر أو كثير الحركة و الشيطنة ... يقومون بإدخاله إلى بهو الضريح الذي يبدو جدرانا قديمة تعلوها قبة شاحبة اللون على جوانبها شبكات عنكبوت متفرقة ، دالة على استيحاش المكان ... ظلمة يفرضها انعدام نوافذ تخترقها أشعة الشمس ... يوضع الطفل بمفره هناك و يبقى لمدة ساعات حتى يستأنسوا بسكوته و تخلصه من صراخه و بكائه و عويله ... ثك يفرج عنه .. فتكو ربما أولى فترات و درجات الاعتقال التي يتعلمها الأطفال خلال حياتهم الغريب الآتية ...

فمن خلال مرويات سكان الحي ، ما يعرفه عبده و اصدقاؤه ، أن توقيت صلاة الجمعة يكون الأفضل لهذ العملية ... ربما تبركا بذكر الله و خطبة الجمعة و فضل هذا اليوم ... ربما لاتقاء شرور التجربة حتى لا يدخل فيها سكون جن ف روح الشخص الذي زار الضريح و أُدخل في قبو قبته ... هناك من يجعلها تجربة قاسية ، بأن يأتي بالطفل بين صلاة المغرب و صلاة العشاء ... و تكون الظلمة أكبر عقاب له و أنجع  مسكن لهيجان نفسيته ...  لم يجد لكلمة ( مزعورين ) تفسيرا ... ربما لها علاقة مع كلمة مذعورين ...

من المرويات كذلك ، أن النساء تأتين ليلة الخميس و تضعن ماء في إناء بداخل الضريح ، يستعمل بعد ذلك للشرب أو للاغتسال ، من أجل التبرك و الإنجاب ...

 رواية شاذة و فريدة ، أنه يداوي على الفواقة ...

هذا كل ما يعلمه عبده عن زيارة ضريح سيدي محمد بن قاسم ... إنما طقس هذا اليوم ، و مع اقتراب آذان صلاة الظهر ، يدل على عادة جديدة مبتدعة ... كالتي تجري في زيارة ضريح سيدي علي بن حمدوش ... موكب رسمي ، و احفتالية هدية وقرابين . وشموع و تبرك بطقوس زيارة ...كبف يستطيع الناس تفسير كل هذا ؟ لم يستطع إيجاد جواب من عند أمه التي بقيت مطلة من فوق السطح ... كما لم يستطع إيجاد جواب من عند الجارات اللاتي بقين مندهشات ، منشغلات ، ممتلئات فضولا وفرحة لهذه الفرجة التي ستخلق لهن مادة دسمة للحوارات و تقضي على فراغات الجهل الذي يهمش وعيهن يما يدور في دنيا الرجال و دنيا هذا العالم الذي حصر دورهن بين جدران منازل و وظائف اسرية مقيدة ...سيشتغل عقلهن على مادة جديدة ،  ستكون موضوع جلساتهن ، كل واحدة ستغرف من معين تنقيباتها و خيالها لكي تطعم فضول الأخريات بما استطاعت إليه سبيلا ...

أصبحت الساحة المتدحرجة  بين انبساط و انحدار و تفرق صخور على جنباتها ك كومات للجلوس أو الاتكاء . مملوءة بجمهور خرج للفرجة ..ز أطفال و نساء ، منهن من جعلت إزار يستر هيئتها ، و منهن من اكتفت بفوطة على كتفيها ، فالوقت مستعجل لمتابعة مشاهد احتفالية غرائبية جديدة على الحي ... خروج عبده للساحة كان بكاس قهوته و مشاية امه  الحمراء التي وجدها باب المنزل فجعل قدميه داخلها كبساط أمومة يأخذه الى هذا العالم الخارجي ... لباس حذاء الوالدين ، عادة طفولية منذ الصغر ، تستمر حتى مراحل عمرية معينة ... فيها حنين ما طبعا ... و يبدا المشهد الاحتفالي الذي يديره سي الكبير ..

 

 

سم بن ق 14