رايتك آتية من هناك
والمسافات تطول كلما اقترب ظلم
انتظرت رفرفة
وربيعا افصح
لا الوم الفصول
لا اؤمن بتعويذات الابراج
ربما سحرتنا الرموز
يوم اتخذ السامرائي مهمته للضالين
ويوم شق البحر سبيلا للناجين
كلاهما ائتمنا ارواح الانام
وجاء الدور على الحكائين
٢ _ ولأن رؤياك بشارة
وطلعتك إنارة
ولأنني آت من قلب مهزوم
علني أخطأت في تقربي إليك
علني عاشق فشل في الإشارة
كنت المستشرف لخطو غد
ورحيق الزهور التي تشكل قارورة عطرك
ولوحة رسمك ومناره
آمنت بأن المعول على غيرك ضياع
وتيه خارج العبارة
آمنت بأن كل حكاية رأيتها
أو تسميتها
مجرد غواية
وأن خفقاني ليس بضرب طبول
لست بفاتح ولا غاز
لست بغارز أظافر اشتهائه
لست شمسا ولا بدرا
أنا همس وأنت شرارة
أنا روحه وانت إطاره
لا تصدقوا المنابر
كلما اعتلى لسان درجه
رفعت علامة وسقطت ضراره
لا تصدقوني
أنا عابر
لا أضمن لأبريائكم عصوره
...
لم يجد هذا الهواء النقي دربا يسلكه
لم تعد مدينتي فاتنة
اراهم واتالم لنعيهم
مقابر الاحياء تزينت بالمساحيق
ومقاهي العدم سحقت زهرة الاعمار
في زاوية من الامل محطات انتظار
في انتظار مرور قطيع الذئاب
خبات لطائف الخلق في مروج فؤادي
صنعت لها جنانا في الوجدان
لكن القلب حامل عبء هذا الزمان
طبول كانها للحرب
في خفقان
...
الجميع يعلم أنك هناك
وانني اعلم انك هنا
وان السر صمت وخلق الكينونة بدء
وانني بهواء عبيرك استغيث
و بظلك تستريح هذه الروح
فهل للشوارع ان تدل خطوي
والشرفات تحكي سيرة بوحي
وهذه الكاس فارغة في انتظار نخب
تملئينه صخبا
واملؤه بجرحي
فاسكب للطيور ما تغني به
وللغزال ما تمرح فيه
لقلبينا قربان احمر
ولذي عطر قارورة تفتح بانامل فرحي
...