Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
حبل الحب

حبل الحب

      حبل الحب

اخترقت بأصابعها ليدها اليمنى عالم تفكيره الذي شرد به وتاه به عن سماء بصره وقمره الماثل أمامه. تخللت كفَّه اليسرى المثنية، فيما لامست خده الأيسر، موقعة سحرا ألفه في وصفات الإثارة والإشارة والإنارة.

من أعماق بعيدة وغريبة، خرجت تنهيدة عجيبة، تفاجأت هي لوقعها واستغربت لها، وهي التي كانت تظن أن مملكتها نجوم محسوبة بين أناملها وبريق عينيها، تذرها حينا وكيف تشاء على فضاء عوالمها، وتَعقدها حينا أساور، وحينا آخر عقدا أو جداول، ترسم بها وتهندس ما تشاء من الأشياء ومن الحركات لجسدها وجسد خليلها وحبيبها.

هكذا استنفر عرشها هذا المفاجىء الغريب في الأنفاس التي تبحر فيها كيف تشاء بملاحمها وسباحتها المخترقة لأمواجها العاتية. لكن هذه الموجة لم تذق من قبل طعم ملوحتها الفريد.
انثنت في جلسة على ركبتيها فوق الأريكة الزرقاء، واستوت في وضعية الطبيب المعالج، ضامّة ضريرها إلى حضنها.
بطواعية وديعة لا يمتثل لها في مألوف مشاكساته اليومية معها، توسد فخذيها وغرق في نبض قلبها الذي يحرك قطار سفرهما هذا، ورطوبة صدرها التي يسترخي عليها.

كانت تعلم أن تلك الأنفاس الغريبة منزلة جديدة وغيمة داكنة محملة بمزنٍ أثقل السماء في حملها، فانهمرت القطرات الأولى ساخنة، وأجهش المركب بهطولها، واهتزت الأركان والأطراف بزلزلتها.
لم يكن من بد إلا الثبات أمام العاصفة، والتحكم في حبال الأشرعة والصمود بها لحظة مرورها.

غارت عواصفها هي، وأغرقت تنهيداتها، وفُتحت محاراتها بمجرد استشعار درجات الحمى والحرارة التي غزت الأعماق كلفح نيران معركة تطايرت شظاياها فعمّت بسيل بركانها الأنحاء و الأرجاء.

كان اللمس والحضن حبل الوريد الذي أنعش النبض، وحبل الإنقاذ الذي تمسك به الغريق المغمى عليه، وحبل الحب الذي يتمسك به كل حين. تمسكَ الجنين بحبل الرحم الدافىء والغامر بالحياة. كان الصمت هو الوصفة الثانية التي يعالج بها روع النفس وهدير أمواجها التي ترتطم بزوايا تريدها صخورا للتلاعب بزبدها، بينما هي هشة هشاشة الوجدان والفؤاد. 

وكان النوم، ذلك السكون الذي يعيد ترتيب الأوراق. بقيت الورقة المرقونة شبه منفتحة رغم ثنياتها المتدرجة فوق الطاولة. تبدو منها الجملة الأولى في فقرة منها:
نعتذر عن عدم تلبية طلبكم هذا !

                      حسن إمامي