Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
مزارات ـ صيف /1/2019

مزارات ـ صيف /1/2019

مزارات ـ صيف /1/2019
مزارات ـ صيف /1/2019

في مرآة الوجود والكشف والتعرف على العالم:

سيصعب تناول هذا الجانب وربطه بمسيرة الحياة والطفولة وتجارب الاكتشاف فيها. ربما ستنطلق الصعوبة من كون المرآة ستكون هي أنا في دور الأب، هي في دور الأم، الإعلام في دور سمعي بصري عبر وسائله المتنوعة، المجتمع والمحيط والشارع... كل هذا قد يبدو زخما وزيادة. لكنه حاضر في التأثير، في أن يكون له دور في اكتشافاتك وتعرفاتك، أن يكون مرآة تعكس العالم والوجود، ترى من خلالها معطيات تتعرف عليها، تبرمجها، تسجلها إلى حين التفاعل معها أو تجسيدها في سلوكاتك الحس حركية والنطقية والتعبيرية...

تتجلى الصعوبة في درجات الصراحة والنقد الذاتي الذي ستمارسه الكتابة على الراشدين ما داموا مسؤولين على جل ما تتلقاه وتتأثر به. هناك الجميل والجميل جدا، وهناك السلبي كما النسبي الذي لابد لك أن تتموقع وتتموضع معه لمستقبل أيامك. هي الحياة تسحرنا باشتياق وتقودنا بقدر المشتاق. فهل نصل إلى الكمال والسعادة والهناء فيها؟

لا جواب الآن.

كانت إطلالتك على البحر كبيرة جدا. زرقته التي أبهرت بصرك وعينيك. أجّلت الاندهاش كما التساؤل. ابتسامتك وتوجسك الذي تلقيهما مسؤلية وثقة في الآخر: نحن. نحن العالم وقناة التواصل مع العالم، وجسر التلقي بأمان لما يأتي من هذا العالم. وكم يدهشني تأجيلك للاندهاش في مجموعة من المحطات. تؤجل لأجل ألا يصطدم عقلك وحواسك بالمفاجىء الغريب. وكأنك تقول: لِيَ ما يكفي من السعادة، من الحضن، من الحب... ما يأتيني هو معكم وبشراكة في التقاسم والتجريب.

صحيح. كل هذا جميل. والأجمل تلك النظرة التي ترسلها حينما تلاحظ شيئا جديدا، لعينيّ، تقرؤني فتقرأ ما يجب من اطمئنان مما دونه من حيطة وحذر... تراودنا ككبار برغبة في التحدي لعبا واختبارا ليقيننا وحقا شخصيا في الاكتشاف الذاتي لما هو حرارة من برودة من حجم ومن لمس... تستقبل الكلمات الدالة وتكتفي منها بالحروف المختصرة والتي ترمز بأقل كلفة تعبير لغوية: أوووف ـ آي ـ د يدي ـ بابا ـ ماما ـ ني ني...

وننتظر كبرك وتعلمك وسرعة تلقيك وتعبيرك بلغة مكتملة. إلى ذلك الحين لك اكتشاف العالم والمحيط والمجتمع. وها هو هذا البحر الذي سينضاف للظواهر الوجودية. أكيد أنك تعتبره عنصرا من عناصر. لكن، هل هو طبيعة أم شيئا آخر؟ لا يهمك هذا الجواب الآن. ستجربه وتتعرف على جزء من الأجوبة. ما أسعدك طفلا وحبا وحيوية وحياة !

البحر:

كان صوتا، وكان شيئا ضخما. لم يكن انشغالك سوى بهذا الاكتشاف. حدسك وقد أعلن بأنه مكان جديد. رحلة جديدة. اندفعت مع الماء. بين الرمل والماء كانت خطوات انفتاح واكتشاف. وأنت تثق بمرافقك في الرحلة. تلامس برودتك ومعانقته لجسدك. قد بدأ بأخمص قدميك ثم ركبتيك. وتتتابع أقواس الاستفهام. وهذا الرمل المبلل الذي تنفلت مع الخطوات. وهذا التشكيل بين ماء وسماء، وبر وأنام وأناك. كلها احتفاليات داخل صخب شاطىء القصر الصغير. هي أول مرة تكون لك هذه التجربة الفريدة. تذكرني بتخييمي من أكثر من سبع وثلاثين سنة بفضاء هذا الشاطىء. يومها كان غابة ورملا، جبلا وبحرا، رياضة وعوما، وسباحة نقية ومجاورة للدلافين... وهلم اكتشافا.

ها أنت تثق بخطواتك وبهذه الجاذبية التي تهبك هذه الثقة في المواقع التي تضع فيها الخطوات. ها هي تجربتها بين بر وماء، وهذا الجسد الصغير الذي يغامر. تندفع نحو الماء وفجأة تطفو قدماك دون الأرض. تشعر بعدم امتلاك الحركة ولا التحكم فيها. تحتج وتطلب الانسحاب من هذه المرحلة من التجربة دون الرغبة في التخلي عنها. تتشبث بيدي، تحتج بأصواتك اللغوية ونتراجع عن هذه المرحلة من المغامرة.

سنلعب بجانب الماء وننتظر زحف موجه الصغير على جسدينا. لعبة الأنام عبر العالم في مغازلة سرية بين البر والماء وبين الجسد والماء. أصابع يديك تلامس حركته، موجه يزحزح ثباتنا، نتقدم خطوة وينتصف كل شيء، تلطمك موجة تغملا صفحة وجهك، تخدع تنفسك، تستنشق ماء مالحا، ويحدث تقززك من طعمه الذي تفرزه خياشيم منخريك. لا بأس. عاد التنفس الطبيعي للهواء. لكن هذه الجرعة المالحة والمختلطة بماء البحر، كانت غريبة ولا نريد معاودتها. نفر إلى برماء الأمان، ونواصل اللعب والاكتشاف.

ها هو الجسد عارٍ ومتعرض لهبوب ريح وأشعة شمس، تحاول القبعة المستديرة وقاية مدار رأسك وأذنيك من لفحة شمس وضربة برد، وما تزال تعاني من كحة ومن مقاومتها ذاتيا وبأدوية خفيفة. فجأة تراودك فكرة الخطو فوق الماء، لكن، دون طفو القدمين. واحد، اثنان... إلى أين تذهب بتجربتك. المهم هو الخوض فيها، وفي طرب غنائها الذي تشعله فرحة التجربة لحنا ورقصا فريدا.

لك الماء، ولك الهواء، لك البر، ولك البحر، ولك السماء وهذه الحياة الجديدة. ولنا حب طاهر وصافٍ وعزيز هو: أنت.

وحتى لا ننس، كانت لك تجربة الشاطئ قبل هذه بشاطئ تمارة في شهر يوليوز من نفس هذه السنة 2019، لكنها اقتصرت على الرمل الذي بدا لك مثقِلا لخطوك ومختلفا في درجة حرارتك لأخمص قدميك. طلبت حضن أبيك بدل هذه المغامرة، وكانت حركية اللعب في ساحة المقهى المجاورة.