Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
تأملات في الحركات الاحتجاجية(3) ـ

تأملات في الحركات الاحتجاجية(3) ـ

Mercredi 28 décembre 2011 3 28 /12 /Déc /2011 14:18

 

2614977764_75319533ee.jpg5828800894_536a6a8c91.jpg

 

 

 

    حركة عشرين فبراير بين الفرسان والقراصنة

 

2614977764_75319533ee.jpg5828800894_536a6a8c91.jpg

 

 

 

 

الفرسان والقراصنة:

ترمز الكلمتان إلى حمولتين تاريخيتين وثقافيتين.فالفارس حمل لقبه الايجابي مع ركوبه صهوة فرسه،وقيامه بمهام شجاعة وسريعة وقوية،هيأت له منصبا اعلى في الجيش والغنيمة والانتصار. وغالبا ما كان القائد فارسا،هو من يقود العسكر ويرأسه.وهو من يدخل قوس النصر مع التهليل والتصفيق والزغاريد.تتطلع له الأعين فرحا بالانتصار وصناعة للزعامة وما ينتظره من مكافأة وامتياز. صغارا وكبارا، يهتفون للفارس بالنصر ويهنئون.

أما القرصان،فهو البطل خارج الشرعية،خارج دائرة الحكام الرسمية.هو المتمرد الذي ينتهز الفرص للسطو والقتل والغنيمة. وبدرجة شرعية الدولة داخل مجالها وميدانها، بدرجة إقصاء أعمال القراصنة،حتى إن تسميتهم ارتبطت بالمجال المنفلت عن النفوذ الذي يسوده الجيش المنظم ، وذلك داخل مياه البحر والمحيط....

ورغم نسبية احكام القيمة التي ترافق الحمولتين، استطاع رمزاهما لعب وظيفة ثقافية وأدبية معاصرة. ذلك أن العدل والجور قد يكونان عند هذا بدل ذاك، والعكس صحيح...

الوظيفة الرمزية الجديدة،حافظت على القيم الايجابية للفارس بشجاعته وبطولته وانتصاره ، وبفتاة أحلامه التي تنتظر فارس أحلامها والذي سيفر بها من رتابة الوجود إلى سعادة الآتي المنشود....

وبقي القرصان مع غموض نفسيته ونواياهه، وعدم تعميم فوائد سياسته على الجميع، صاحب دور سلبي، انتهازي، مقتنص للفرص، أناني الرؤية، مصلحته أولا، رحمته غائبة، حسرته على نعيم الجمع دائمة....

استعارة اللفظين ـ الحمولتين ـ تأتي لوصف ما يجري داخل حركة عشرين فبراير.وإن كان التاريخ الواعي بحقيقتها لم يدرك بعد من طرف عموم الناس،ومن طرف المؤرخين  ـ إن كانوا لا يريدون استصغار إنجازات الشعوب على حساب خوارق الأنظمة ـ ...

كرونولوجياَ متتبعة لمسار الحركة التي ستطفىء شمعتها الأولى قريبا،والتي دام حملها وتفاعل داخل رحمها لعقود ـ باعتبارها تضم ضحايا البطالة،مهضومي الحقوق من جميع الفئات، رافضي اللعبة السياسية بمشهدها الرمادي، مستنكري التفاوت الطبقي والفساد السياسي والاقتصادي ... كلهم كانوا قبل الولادة العشرينية الفبرايرية ،كلهم ناضلوا لأجل مطالب متقاسمة،كلهم كانوا نفس الحركة، كلهم ناضلوا لأجل المهمة الشاقة التي كتبت على جبينها،ولإزاحة العتمة التي لونت لافتتها....

لتمييز الفرسان الحقيقيين عن المزيفين القراصنة،المناضلين عن الانتهازيين، لابد لنا من رصد مناخ ظهورها ومؤسسيها، وطريقة خروجها للشارع احتجاجا، وظهورها في الاعلام بيانا... ذلك أنه بين التأسيس والمسار نجد تلونات وتشكلات،جعلت الغموض وعدم التمييز بين المناضل والانتهازي، الفارس والقرصان..

الفارس كان فئة الشباب، ذوي المرحلة العمرية الفتية التي تتراوح بين الاثنينن والعشرين والسادس والعشرين سنة في المتوسط نسبيا. ورغم حضور الداعم السيكولوجي والسوسيو ثقافي والسياسي، فإن هذه الفئة من الشباب تبقى هي البطلة التي دخلت شارع التحرير الجديد، وخطت طريقا جديدا للعمل السياسي والنضال الجماهيري، وأنقذت الجيش القديم بسياسييه ومثقفيه من قرب موته السريري المتشايخ...

لولا الشباب، ما استطاع المجتمع أن يرسم آفاقه الحياتية حتى تواكب تطورات العصر السريعة الوتيرة...فالشباب هم المنتصرون الجدد على أورتودوكسيات كلَّسَت العقول قبل الحركة والعمل... وكان فصل بزوغها وازدهارها هو فصل ربيع الشعوب العربية التي فجأة قلبت الطاولة على موائد الحكام المرمرية الفخمة،ليعاد ترتيب الكراسي والمواقع فيها من جديد... فصل ربيع الشعوب، يعتبر نقطة الضعف البصرية ، وحتمية قانون النسبية الحياتية والسلطوية ، التي تجاهلها الحكام غرورا واستسلمت لفقدان بوصلتها الاجيال السابقة القديمة معها.....

ربيع الشعوب مجتمعي جماهيري،رغم ندائه الشبابي.الكل معني به ،لأنه مشروع أمة بمؤسساتها ومكوناتها.نادى فيه الاشبالُ الاسودَ لساحة الشجاعة،لزئير العدالة.تثاقلوا في النزول،تريثوا... ولما رأوا سقوط الديناصورات الشطرنجية،خافوا من الآتي أن يفقدهم القبضة على مجريات السياسة، فنزلوا وقلوبهم  تبتسم حرجا مع الشباب، لكن  سيوفهم لا زالت مغمدة تنتظر اين ستميل الكفة..ابتسموا ورفعوا الشعارات،طبعا واقعيتهم ليست هي أحلام الشباب،وإن كانت واقعية مصلحية طبقية فئوية شوفينية.. وفي قرارة أنفس بعضهم، عرض ُاشخاصهم/ذواتهم هم، لمناصب الزعامة ،إن أراد الشباب زعماء تحت الطلب،أو عرضُ وارثيهم من صلبهم كخلفاء في الزعامات الآتية ، إن كانت هي التي ستميل لها الكفة. ولذلك بقيت السيوف مغمدة بحسب ميل موازين القوى الى اية موازين....لقد صنعوا حصان طروادة مغربي،ودخلوه،واقتحموا به المسيرات،حتى إذا تخطت الخطوات المخاطر،وبان لها موقع القرار من الفرار،خلعوا جلد وثوب الحصان الذي لم يعتلوا متنه بل اختبؤوا في أحشائه،كأنهم ثعابين متجددة أو حرباء متلونة،وخرجوا وامتطوا البّوني بدل الجواد،وحادوا عن شارع الحركة ،الى الأبواب المألوفة،التي تهب الانتصار بالمقاس والخدمة..

والعجيب في سوريالية القراصنة،أنهم يتكلمون باسم الحركة،ولم يختاروا تاريخا خاصا لميلاد انتهازيتهم وسطوهم التي تتزامن مع تاريخ التنازلات،وليس مع تاريخ عشرين فبراير.. فلماذا لا نفكر في جعل :يوم عالمي للانتهازية يحتفل فيه اصحابها بعيدهم؟   !

إمامي حسن