Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
قرية ابن السيد (المراسلات)2 سر حياة

قرية ابن السيد (المراسلات)2 سر حياة

5840084014_e8c2b1a188.jpg
 
ينادي سي محمد سارته : عصير الليمون جاهز...
ـ شكرا ... لذيذ جدا.
ـ بالصحة والعافية... يرد سي محمد.
ـ هل نتابع حوار الباخرة ـ الرسالة ، أم نؤجله؟
ـ  كما تشائين ...
ـ تدعوني سماح دائما إلى أن أكتب لها رسالة أسبوعيا ، وهي بمدينة بون ... رغم أنني  أهاتفها كل حين ... لا أدري إن كانت عدواك الجميلة أم هي مسألة نفسية تحتاج إلى تحليل ...
ـ الاثنان معا ... ما يخص المسألة النفسية ن كيف تفسرينها؟
ـ  ها أنت تطرح سؤالا على سؤالي ... لكن ما دامت حلوتنا الصغيرة سماح فالامر يحتاج فعلا الى تعمق جديد ... ربما هو فراغ عاطفي في مرحلتها  العمرية ...  فهي في بداية العشرينيات ، منشغلة مع الدراسة والتكوين والعمل ... اراها منهمكة في كل هذا وتؤجل مسالة حياتها العاطفية.... في الحقيقة يعصب عيلنا التفكير مع العجز عن ايجاد حلول ... بين ثقافتنا الاسلامية وثقافة الحياة الغربية ، أجدني مثلها في مرحلتها العمرية ... لكنني أميا الى هامش من الحرية عند هذا الجيل ، عليه أن يعيشه ...استنتج ذلك من مراسلاتي مع سماح .. هناك قوة كبيرة تحتاج الى تنفيس ضغط عنده ، لابد له أن يعيش ببساطة تفكير يميل اليها... نحن كجيل ربما تحملنا أكثر من اللازم من مسؤوليات ... مسؤولية تاريخ حضارة و أمة ... مسؤولية البلد الأصلي ... مسؤولية نبات إنسانية و منها فلسطين ... اقرأ لتاريخ الاسلام في عهد الخلافة بعد وفاة النبي وأجدني أتحسر واقلق ، كأنني أنا المسؤولة عن عدم ذهاب الأمور بطريقة ليس فيها سنة شيعة ، حروبا بين المسلمين ... واقعا انتجته  نعيشه في القرن العشرين والواحد و العشرين ... جيل سماح يريد بساطة عيش ... يحن الى ابتسامة يريدها خالدة ... صراعات السياسة و الايديولوجيا كبيرة ، لا يؤمن بها .. ربما استقرار الحياة في المجتمعات الغربية والمانيا اليوم يبرر لهم عدم الخوض في امور مثل ما عشناها و تفاعلنا معها ...شباب اليوم ليس مسؤولا ,,, هناك سبب في جهة ما ، من طرف ما ... علينا البحث و المحاسبة والمحاكمة ... هذا ما يدعو اليه ...
أما سماح ، فأراها فراشة قد تشرنقت ، لابد لها من حبيب ، زوج ، يلتقيان في كل ميولهما تقريبا ... طموحات كبيرة تريد هي ان تجربها ، سواء رسبت فيها او نجحت ... ولا تريد ان تندم على عدم تجربتها ... فالحياة كما ترسمها في مراسلاتها و التي لا تعبر عنها في حوارات الهاتف ، تجربة تعاش ... فقط . ربما المسؤولية لم تنغرس بعد عندها ... حينما ستصبح في عمل رسمي وفي مسؤولية ربة أسرة و أم ، حينها ، ربما ستتغير فلسفتها ... لكن ، الآن ، هي مع افكار تناسب مرحلتها ....
ـ ألمس ذلك معك ... اراه من زاوية تعلقنا بزيارة المغرب و تركيا ... في حنيننا لقرى نائية ، بالنسبة لهما سليم و سماح ، مجرد سياحة وتواصل اجتماعي انساني ظريف ... إنما ذلك الارتباط بالجذور الموجود في قلبينا أنا و سارتي ، لا نجده قويا عندهما ... ارى المسالة من جانب هوية ... فما وقع لدول من تمزقات بسبب صراع الهوية ، يفسر لماذا شباب اليوم يبتعد عن هذه الامور .. ربما المسألة معقدة أكثر اليوم ...أظنني لم أشرح الفكرة كما يجب ، لكن ، ساعديني على بيانها  وربطها بموضوعنا ...
ـ المراسلات ... هي قائمة بيني وبين سماحي ... لكن هذا لا ينسيني  التساؤل عن محمدي ...لكن قبل ذلك ، اعذنري أغير فوطاتي بملابس جافة ... شعرت بارتعاش داخلها باردة ...
تأمل سيمحمد اللوحة المعلقة في الجدار ... خلفية وردية مكثفة ببتلات قرمزية وصفراء ... تتوزع بينها أوراق شجرية رقيقة خضراء فاتحة ،كأنها اوراق صفصاف مطرزة لهذه الاحتفالية بالالوان ...ابتسم لتغذية بصره التي قام بها مع اللوحة ... لا يدري كيف اوحت له بعالم سارة المليء بالافكار المتجاورة والجميلة والمرتبة كأنها مواد مطبخية ستخضع بالتناوب لعمليات منظمة تنتج وصفة أو أكلة أو عصيرا أو حلوة ...داعب خياله بما مر كلمح البصر من تداعيات التفاعل بين الالوان والخيال ...و في نفس الآن كاان هناك تركيز داخلي ذاتي يمتد تاريخيا حول سؤال ما المراسلات؟ ما أهميتها الأديبةو التاريخية والثقافية ؟ ما رمزيتها التي وظفها في الباخرة الكهربائية التي أطلق لها حرية الانطلاق عبر نهر الماين ؟ ما رمزية توظيفها في روايته الصغيرة قرية ابن السيد ؟هذه الرواية التي قام بها استحضارا لروح جده الذي أبهره تاريخه الروحي والتعبدي في لحظات كان سي محمد محتجا فيها لتغذية هوته الدينية والثقافية ،وتجديد روابطه مع تعاليم الدين ،وكذا تفكيك أسرار ارتباط مجتمعه المغربي بمجموعة من العادات وسكوته عن أخرى دون التخلي عنها ... هو يعلم أنه حنين أو نوستالجيا تدعانه الى هذا الاشتغال ... لكن اكتشافه بأن المراسلة لعبت دوار في مد الجسور وحركة المقاومة ، كذا احتواؤها على معلومات تاريخية واساليب تعبير أدبية راقية ... كل هذا جعله يهتم بتوظيف اكتشافه الجديد في لعبة حياة ، مثلما ألِفه مع أفراد أسرته في اللعب بالألوان ، أو اللعب مع سليم في مراحل طفولته كرة القدم و إشراكه لسارة وسماح فيها بشكل عفوي يختلط فيه استعمال اليد والرجل ، الصراخ والضحك ،الاحكام و الانفلات في حركات ضرب الكرة ... حرية لمس معها أن العفوية تعلم تجاوز أخطائنا الصغيرة في الحياة ، وعدم تنكيد مناخ الحياة الاسرية بكثرة اللوم او الملل ... هي ثروة و تغذية وجدانية رآها في اشراك الآخرين الاحلام والتمتع معهم بتجريبها وتوظيفها ....