Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
الإدماج فلسفة مجني عليها سياسيا

الإدماج فلسفة مجني عليها سياسيا

           lecture

 

الادماج فلسفة مجني عليها سياسيا

للحديث عن الادماج ، نتحدث عن فلسفة قائمة ومبرمجة ومبنية على دراسات تربوية ونفسية وسلوكية ، وكذا سوسيولوجية ... انبنت على ما تراكم خلال عقود من الدراسات تجاوزت القرن من الزمن ...
في البداية لابد من الابتعاد عن حساسية خلقها التعامل مع فلسفة الادماج... وهي حساسية مردها الى عوامل داخلية ذاتية عند بعضنا ، تتجلى في مدى استعدادنا للتأقلم مع الجديد الذي يكون حضوره كبديل أو كمشارك في بدائل ومكون من مكوناته ... ذلك أن طبيعة الانسان منذ فجر التاريخ المعلوم ، ارتبطت بما ألِفته من عادات وتقاليد ونمط عيش ، ساعدها على الشعور بالاستقرار والثقة في النفس والابتعاد عن محيرات الوجود والخوف من المستقبل... ذلك الشعور والألفة زاوجته بقوانين ضابطة ومتحكمة في سيرورة الزمن المتعدد الاوجه وتحولاته...حتى إننا وجدنا الأديان الكبرى لما أرادت تغيير العقليات والمعتقدات وأشكال العبادة والممارسات الثقافية والاجتماعية وغيرها ، واجهت أشد المعارضات إلى حد المحاربة بالعنف والرفض المطلق في بعض الاحيان ... وهذا لاعطاء المثال فقط بما يواجهه كل جديد على مستوى سيكو سلوكي وسوسيو ثقافي...
وبالعودة الى موضوع فلسفة الادماج ، نقول إن جانبا من معارضتها ارتبط بهذا العامل السالف الذكر . أضف عاملا آخر تجلى في كون العقليات التي ألفت السكون والعمل بأقل جهد ، والاعتماد على ما سبق من مكتوب وخبرة دون التفكير في تطويره لاجل مواكبة التحولات الكبرى التاريخية التي تشهدها مجتمعات البشرية المعاصرة، يجعل تفكيرا اورتودوكسيا يريد السكون لحركة التاريخ ما دامت الامتيازات مع هذا السكون ... وخصوصا وأن حقل التعليم الحقيقي هو حقل الاشتغال الفكري والعلمي والتربوي والثقافي بامتياز ... يحتاج الى جهذ أكبر دماغي وتخطيطي وسلوكي لا يظهر للانسان العادي الذي يرتبط عمله باليدوي والمجهود البدني أكثر... فكان أن رأينا رفضا مسبقا للجديد قبل أن تعرف على محتواه ومضامينه... فالجديد يتطلب قراءة ومراجعة ودراسة جديدة وتفحص ذهني وبذل جهد تدبيري جديد .. وكل هذا إخراج من سبات ودخول الى حيوية حركة جديدة... ولعل الأمم المتطورة مرتبطة بهذه الدينامية التي تنزل الفلسفة الى عمل تطبيقي فتكون الثمار دائمة في منتوجها ومحصولها المطلوب ...
يمكن اعتبار هذا العامل الذاتي نفسيا أكثر ، لأنه تراكم في بواطن النفسية والعقلية وأصبح مضمرا موجها للمواقف دون أن يحتاج الى مبررات موضوعية ظاهرة ...
أما باقي العوامل المرتبطة بالوضع الذي ستكون عليه فلسفة الادماج في انزالها على أرض الواقع وفي سياسة تدبيرها ، فهو مركب نسبيا ، لأننا لم نستوعب بعد معنى استعمال كلمة ومفهوم ومصطلح فلسفة... فهي تركيب نسقي متماسك الجوانب و الاركان بشكل منطقي يجعل توظيفه في التفكير والصيرورة والنتيجة والادوات والوسائل متكاملا ... ونحن إذا لم نعِ هذه الاوصاف في استعمال كلمة فلسفة ، لم نستطع جعل التطابق بين النظرية والممارسة ، بين الفكر و الواقع ... فإذا انتصرنا الى الواقع ضيعنا جوانب ايجابية فيما أتت به هذه الفلسفة ، وإذ انتصرنا لهذه الفلسفة على حساب معطيات الواقع الموضوعية كنا مثاليين نشرع ونعمل بالاحلام التي تتبخر مثل السحاب في السماء بعد هنيهة تأمل ونظر ... ضروري إذا مراعاة البيئة والخصوصيات الثقافية واللغوية والاوضاع الاجتماعية والاقتصادية لكل أمة وشعب نريده أن يتعامل مع نظرية وفلسفة جديدين...
  من العوامل التي جعلت الامتناع عن هضم فلسفة الادماج و التي لا يستطيع البعض التصريح بها ، هي كونها ارتبطت واعتمدت على قيم ديمقراطية منبنية على الحرية والمبادرة والمشاركة والتعبير عن الرأي ، والايمان بالنسبي وأن الانجاز يكون عن طريق اعطاء الفرصة لكل واحد منا وانتظار وتتبع تجربته وتأقلمه ونتيجة موقفه وعمله ، لأجل استثماره جماعيا بعد تقويمه فرديا ذاتيا ... فغياب هذه القيم يعني أن العائق هنا سياسي كذلك ... والسياسي لا يرتبط بالحاكم الآمر بقدر ارتباطه بعقليات المساهمين في السياسة تدبيرا واستفادة ... وهم كثرٌ ، ومكونات ومؤسسات وأصحاب مسؤوليات ... فهل من ألف الاستبداد بالراي والاستفراد بالقرار في التسيير الاداري الهرمي السُّلَّمِي ، قادر على التحول من حربة جارحة الى ريشة ناعمة في التعامل والتواصل ـ هكذا هو شعوره وتمنعه ـ .
سنجد خلال مرحلة العمل بالادماج تناقضا وازدواجية شيزوفرينية عند الفرد الواحد الذي يعمل بها مع رفضه لها دون امتلاك بديل عنها أو امتلاك مبررات منطقية لعدم صلاحيتها .. ما العمل ؟ نتربص أخطاءها ... ما العمل ؟ ننتظر حتى تستنفذ وقتها ... وإلى ذلك الحين كيف سيكون عملي وأدائي لها ؟ طبعا سيتسم بالخذلان والتقصير والنفاق والتصنع وكل القيم المرجو استبعادها عن حقل التربية والتعليم....
ننتقل الى البرمجة السياسية والتدبير التنزيلي للعمل بفلسفة الادماج لنرى مدى وعي وقيام المسؤولين الذين اختاروا العمل بفلسلفة الادماج إن كانوا مدركين لما يحتاجه واقع التربية والتعليم ، قادرين على جعل التأقلم بين النظرية والممارسة فيما هم مقبلون عليه ... مستطيعون التمييز بين الثابت و المتحول في كل سياسة لتدارك اصلاح الاعطاب ما أمكن حتى لا تتوقف السفينة وحتى لا تغرق ؟؟؟
تبقى نقطة أخيرة و خطيرة ، والتي تتعلق بعقليات ترى في كل مشروعٍ فرصة غنيمة كسماسرة الحرب الذين يستمتعون بالاستفادة من غنائمها داخل سقوطها الدموي وأشلاء ضحيايها ... هناك لوبيات لا هم لها سوى النهب واقتطاع جزء من الكعكة المنزلة في طبق شهي لأطماعها... لإاي مشروع سيعرفهحقل التعليم ، ستجدها مستعدة معه لأجل نخره ونهبه وهشه ، حتى تغتني على حسابه ... فآليات التدبير المالي المواكبة والتي تتجسد مثلا في صفقات بناء أو ترميم أو تجهيز أو تموين ...كلها حقل اغتنائها المنظم بشكل تواطئي خارج القانون بأوراق شطليا سليمة ، لكنها ملفقةالأرقام والمعطيات... فكما رفت المرحلة السابقة تنزيل فلسفة الادماج بهفوات من هذا القبيل والتي بالاكيد سنجد نسبة مائوية مهمة معها نهبت بهذه الطرق الغير القانونية ، كذلك سنجد هذه اللوبيات مستعدة مع موسم العطاء الجديد... قد ينهار سد مأرب ، لكنها تقرضه حتى تخمتها المالئة لبطونها ...أكيد لو كنا قد رأينا نجاحا بدون نهب لقنا لنستمر في البناء الجديد ولو كان مكلفا ما يدام يحقق تطورا ... لكن ، هل يعني الاعراض عن طريق النجاح نجاح ما دام لا ياتي ببديل .. فقط تحكم في المقود بدون دليل ولا هدف سبيل ؟ هل يعني الاعراض عن طريق النجاح قضاء على فساد ونهب وتبذير و إسراف لملايير الدراهم ، مادام لوبي الفساد المنظم مافيوزيا ـ و هنا سنقول ونتهمه مباشرة في شخص الرشوة في الصفقات مثلا و التي تحتاج إلى محاكمة رمزية ـ لا زال قائما منتظرا كل ميزانية ومشاريع ؟للحديث بقية. ـ