Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
لماذا هذا النكوص؟؟؟

لماذا هذا النكوص؟؟؟

 
4751747442_1e767f171d.jpg
حينما تكون الثقافة حالة سيكولوجية مفرزة للسلوك الداخلي والخارجي ، حينها تتشكل عقلية معينة تشتغل بآليات موجهة في كل وضعية و موقف ...فالبناء السيكولوجي لكل فرد يرتبط بشخصيته وتكوينها العام المركب ،  وبمؤثرات المحيط المرافقة يوميا وبيئيا لدائرة أو مدار عيش هذه الشخصية ... و مع استمرار أهم العناصر المشكلة لهذا التركيب ، تستمر ضمانات بقاء العقلية مرهونة بمنطق اشتغاله وتوجيهه و تفاعلاته ...
 
    هذا الجانب السيكو ثقافي ، هو الذي نستحضره في تناول منحنى تطور المجتمع و ترقبه المستقبل في الحاضر ، وربطه للمسافات مع الماضي ... و إذا كان الحديث عن الماضي والحاضر و المستقبل هو حديث عن سيرورة و صيرورة تفاعل جوانب حياتية متداخلة ، فيها النفسي ـ الشخصي ، والاجتماعي و الاسري والاقتصادي والمناخي والثقافي و السياسي ... وغيرها من الجوانب ، فإننا نقول إنها حركية تاريخ عام ثقافي وحضاري قائمة في كل حين ، متجددة تجدد النهر بمجرى مياهه .... ذلك أنه من منطلق الحياة نجد الفرد يذهب في مراحل تكوينية ونتاجية للخلايا والهرمونات والتفاعلات العصبية والعضلية المرتبطة بها ، فيمر من طور الى طور ، ويعيش كل مرحلة متيمزة نسبيا عن أخرى ، لكنه سرعان ما ينتقل الى التي بعدها ...
 
التطور قانون الطبيعة والتاريخ الواقعي والموضوعي لكل الأشياء و المخلوقات ، وبالتبع تخضع له كل الكائنات بما فيها الإنسان ...
 
لم يكن هذا الحديث مستحضرا فقط لملاحظة ما يجري في واقع الحياة العامة  ... لكنه يريد ان يواكب قراءة السلوك الاجتماعي و الثقافي داخل وسطنا المغربي ... ويتساءل ، كيف نجد توافقا على رفض لعملية تطورية وحنينا للنكوص الى مرحلة ماضية  دون الوعي باختلاف الشروط الموضوعية المنتجة لكل مرحلة وحمولتها الفكرية والثقافية ...
 
       في كل ميدان تجد حنينا الى مرحلة ماضية ، رغم أنها قد تكون بسلبيات كبيرة وكثيرة .. وعملية الهروب هاته تعتبر حالة مرضية تسائل الفرد والجماعة عن عوائقها الحاضرة وكيفية تجاوزها ...  هل هي عدم القدرة على التأقلم؟ على إدماج عناصر الحياة الجديدة داخل تركيب البناء الشخصي و السلوك المطلوب وسط بيئة ومحيط معينين ؟ ستتعدد الأسئلة وتتشعب.
 
        و إذا كان الحنين والنكوص مرتبطا بمشاعر وعواطف ورغبة دفينة لم تتحقق أو فقدت مع الزمن والسيرورة ، فإن التفريق بين الجانب السيكولوجي لملاحظته والجانب الموضوعي لتحققه ، يعتبر مجال وقوف على مدى نجاعته و فاعليته الايجابية في حياة الانسان فرادا و جماعة ...
 
في تاريخ نفسية الفرد ، نعلم أن النكوص هو عودة تكون مَرَضية الى مرحلة عمرية سابقة في الغالب ... نتحدث هنا عن المراهقة المتأخرة ، وعن السلوكات الطفولية التي يعود الكبار لإنتاجها مثلا ... وحتى بمنحى حس ـ حركي فإعادة انتاج مراحل سابقة تكون فيه صعوبات ، فما بالنا بما سيواكبها نفسيا وعقليا وسلوكيا خارجيا ...
 
   المجتمع كذلك تكون له سلوكات نكوصية ، فيها حنين الى الماضي ... هل ستكون هي عملية تصحيح لخطوات خاطئة وبناء مختل وجب تفكيك مكوناته حتى يعاد من جديد بشكل مناسب للعصر ؟ التجارب عديدة، بينت جدية و فعالية هذه المحاولات ... بشكل نسبي يأخذ  بعين الاعتبار التجديد الضروري والمنطقي والموضوعي الذي يجب ان يكون مع عمليات التصحيح التي تقوم ... لكن أن نجد طرحا يريد هدم الحاضر بمكوناته وجعل البديل ب 'الماضي' بكل عناصر تركيبه وعيش نسخة طبق الأصل كما في مرحلة ماضية ، فهنا الاستغراب من مدى صحية المحاولة وصلاحيتها ...