Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
جدار الكمال و الانفصامات

جدار الكمال و الانفصامات

5792976956_8f9b645711.jpgــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جدار   الكمال الانفصامات :
 
عُدتُ لغدي من أمسي ، لأجدني واقفا في رواق اللوحات المعروضة .
 
كان ما أثارني ، شعاع الضوء الموجه على فضاء كل لوحة . جمالية موزعة بين الإطارات و انطلاقة النور المنعكس على الألوان الزيتية كما على الجدار ...
 
فاجأني غياب ظلي في حضوري بين الممرات و المسافات ... شعرت بخصاص و نقصان .. لم أكن أهتم به بين امتداده وتقلصه ، فهو الذي كان يراقصني كل حين تحت أشعة الشمس أو تحت اضواء ليلية كهربائية أو قمرية ... حتى لحظة الكتابة هذه ... ها هو يداعب حروفي بتموجاته الأفقية والراقنة على الصفحات كما على الحاسوب ... لكنه الآن يغيب ، أو هو مغيب ، لا أدري ؟ ... سحر توزيع الأضواء في اشكال اقواس مفتوحة في حدين متباعدين إلى حين معانقة الأرضية التي تعتليها اللوحات ، و الجدار الذي تحلى بها كصدريات وسامية مشرفة ... الآن ، انتصر الضوء على الظل ، و كانت الحياة للوحات ، والعبادة لي في اختراق عالم الرسومات و التشكيلات ...
 
أعاود لعبتي التي ألفتها مداعَبة بيني و بين جمال الإبداع ... أقف بالباب . أدور ببصري مرة بابتسامات ، ومرة بسهام المنقب عن الجواهر ، و أخرى بعيون التحري في ساحة الآثار والدلائل والأدلة ... أختار بين قضايايَ اللوحة الأولى . أتقدم بالخطوات تلو الخطوات ... ها أنذا في محراب النور و الإطار و الرسم المختار ... أعلم . لا أخترق بظليَّ المسافات ... فالطقس يحتاج إلى حدود في العناق و الاختراق ...
 
خطوةٌ أمام . ثلاثة وراء . اثنتان ابعد . واحدة إلى جهة اليمين ، أخرى على جهة الشمال ... ها هو رقصي يتأثت داخل بهو الفنون ... ها هو يصاحب نوتات البيانو الموزعة بخفوت و هدوء على ارجاء " باليهْ" الألوان ...  فجأة أخرج من جنوني إلى جنون آخر ... أعلمُ . فشقاء وعيي ، يصاحبني في كل حين ، حتى في طريقي إلى جناتي ، ينزل بعتاد علامات استفهاماته ، التي تخترق الأضواء و الألوان ، فيوقف المشهد في عزه ، داعيا إيايَ إلى التفكير و التأمل الذي أراده هو ... أنا الذي علمته لعبة السؤال ، ها هو يعلمني لعبة الحال ... رياضة فكرٍ أم شقاء وعيٍ ؟ كلاهما سيان . كلاهما علامات صحة و توازن واستواء ... نسبية الزمان ، و الكمال ، والمتعة ، والأمان .. تُحارب غرور الشعور بالاكتمال عند الانسان ...
 
أنا لست أنا ، كما قال اشاعر ، ما دمت أفكر بك و لك و معك و بسببك و منك وإليك ... أنا ... لست انا. أنا : ... أفكر بك ولك .
 
تحولت لوحة التناغم و الجمل و رشاقة الجسم الناعم بالألوان ، إلى لوحة انفصام .
 
يا ترى : هل هي اشباح تسكنها ؟ هل هي اقنعة تعرت من زيفها ؟ هل كذِب و غشَّ الفنان ؟؟؟
 
تعلمت من فم جميلة أن كثرة النظر في المرآة تبين العيوب حتى و لو لم تكن موجودة ... تلك لعبة أخرى بين الإنسان و المرآة ... هذه لوحة مرسومة ، فكيف تكشف عيوبها ؟ ام هي عيوب الثقافة و الواقع ؟ كلها اسئلة لها جواب ... استدرجتني أسئلتي حول وقوفنا أمام اللوحات ... : كيف نستمتع بجمال الرسم ورشاقة العري للجسم ، و أنت تُكبِّله في الواقع ، تحجبه عن الشمس ، عن التعبير ، عن الحركة ، عن الحرية... ؟تجعله خاضعا لقوانين رقابة وعقوبة ؟ تُقَوْلِبُه داخل قوالب الأخلاق ، باسم الشرف ، باسم الطهارة ، باسم القداسة ؟ أنت ، فيك الذكر و الأنثى ... أنت كل المجتمع و رمز المجتمع ... تتعرق رغبة وتجحظ غضبا ... تتعذب شوقا و تسخر وتستنكر خطابا ... تغطي كل هذا و ذاك ، داخل عبارة : و ما خفي أعظم . فتبعد التهمة و التناقضات عن ذاتك ... تلعن في الصباح نار الفتنة التي تستعر في ثوبك الأحمر اليانع اللامع الساتاني ليلا ...
 
تتمايل اشعة الضوء و المصابيح المسلطة على بهاء اللوحات ، داقَّةًً ناقوس الانتباه لشروذ ذهنك ، وتباعد انسجامك مع روعة و تناسق إبداع اللوحة ... يسخر الجدار في ثباته من تقباتم الطقسية ... لآ زال التوازن في الفضاء و المجال . ما دمت عاشقه ومحبه ، فأنت منه ، و هو قاعدتك التي تؤثت حياتك و يومك ... مهما ارتطمت الانفصامات التي لوثت بها مجيئك على الجدار ، تتلاشى ، ما دمت ولهانا بحرية الابداع و انتصار الألوان ... لك المتعة إذاً ، حدّ ثمالة الذوق و ذوق الثمالة ، حدّ الهذيان . و ما ارتاح إلا من هو في هذيان . وما ارتوى ...
 
ـــــ