Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
السفر الحلم ـ 7 أوربا

السفر الحلم ـ 7 أوربا

Photo011

راودته فكرة السفر من جديد.دائما يحمل في أحلامه أن السفر ملاذه و منقذه ومخرجه من همه ومحققا لآماله...هكذا فكر في الهجرة السرية الى اوربا،واسبانيا بالتحديد.فقد تراكمت ضغوطات النفس والواقع.لم يعد يطيق المحيط و ما يفرضه من تحول في القيم وما يتطلبه من دخل مادي يعطي لصاحبه تقديرا اجتماعيا.وهو مجتمع لا يعطي قيمة إلا لأصحاب السلطة والجاه والنفوذ....

لا مفر من المغامرة.ستكون هروبا من النفس التي اصبحت بوادر الجنون تلمسها بالرغبة في الادمان على كل شيء يجده امامه بالمقهى.ستكون هروبا من تجربيتين عرقلهما الظرف المادي الذي يعيشه حميد.خطوة تقفز على كل جدار يقف حاجزا بينه وبين الحياة. وما الحياة سعادة الا بتحقيق احلامها.فأين هي هذه الاحلام؟ وأين هي هذه السعادة؟السفر؟وكيف سيتحقق كل هذا مع السفر؟انها هجرة سرية،فيها من المخاطرة واحتماال الضياع...ألن تكون المغامرة هاته أفضل من حل الانتحار المحرم من طرف الشرع؟كيف نعيش العذابات بين تحريم ومعاناة واقع؟لم لا يساعدنا القدر على تسيير امور حياتنا؟أم هو اختبار لنا في امتحان حتى ننجح فيه؟ما لهذا الامتحان جحيم انجاز؟حتى في صغره لم يكن حميد يتحمل فكرة الامتحان.كلما وصل وقت امتحان وجدته يفر منه الى لعب او مرض او اي شيء يبعد عنه الانجاز....لذلك لم يتمم دراسته مثل اصحابه...لذلك كانت ظروفه صعبة امام امتحانات الحياة هاته.طيب،ما العمل؟السفر؟

الوجهة طنجة.الطريق غابة مطلة على مشارف الشاطىء.الانتظار لأيام حتى تنطلق رحلة الجحيم أو الموت.لا يسافر سوى الرجال. ولا يقدر على هذا السفر سوى الشجعان.الكبد يجب ان يكون صلبا حتى تستطيع خوض هذا السفر،وحتى تستطيع النجاح في أوربا.قبل يومين من انطلاق الرحلة ـ السفر،جمعه قدر عجيب في حانة رخيصة باحدى أزقة طنجة.تمنى لو انه لم يواجه مثل هذه التوترات...مجرد كلام متبادل،لكنه يمحق دواخل الانسان،بالخصوص المعني بمضمونه...:

تريدون جنة اوربا.مثلكم مثل اليهود يريدون جنة فلسطين.وها هم يبنون قبرهم الجماعي حتى تنفجر قنبلتهم وتأتي ساعتهم.لم تكذب اسطورتهم، فجهنمهم من تحت أرضهم...ما داموا سيغرقون ويدفنون فيها إلا إذا طردوا من جديد...أما أنتم فلستم لا بيهود ولا باصحاب جنة ولا جحيم...الكل يفكر في الهجرة.والبلاد من يعمرها والارض من  يحرثها؟بالحق،اذهبوا ايها الأغبياء،فأنتم تخرجون من هنا وهو يدخلون من هناك لخيرات بلادكم....انتم مجرد طعام للحيتان البشرية...بالحق،من أكلم أنا؟أنتم مجرد أغبياء...

ثارت همة حميد.يكفيه ما يعانيه داخليا.يكفيه انه سمح في عمله بالجماعة والذي أدخله في نظام ديون علقت راتبه الشهري...حتى ما يربحه من سهرات الاعراس لم يعد يكفيه لمستلزمات السنة ومصاريفها...حتى إن ضميره لا زال يوقظه بناقوس نبضات وضغط دم يوجع قلبه...فما لهذا المثرثر بكلام السياسة والجامعة يزعج آذانه،وهو الذي يريد أن ينسى ما فات و ما ينتظره في سفر تلو سفر...

ـ آسكت آ شريف وهنينا من الصداع باراكا علينا الهم الذي نحن فيه...اصبحنا يهود عندك.وما لنا احتلينا الارض ديال ماليها؟

كاد شجار ينشب بين الطرفين.وانتصر في التفرقة بينهما البعض لرأي حيمد.وطلبوا من المتفلسف ان يعطيهم راحة البال ويصمت قليلا...ما كان سببا كذلك في رغبة حميد بالانصراف والذهاب الى الفندق...

قبل خلوده الى النوم،فكر مليا: ماذا لو مِتُّ في هذا السفر؟من سيحكي قصتي ويبرر رحلتي ومماتي؟من سيذكرني في قبري ويترحم عليَّ؟

شقاوة تساؤل أخرى أذهبت تخدير الكحول ونبهت الذهن الذي اصبح مستيقظا من جديد،مفكرا في صعوبة الآتي.......