Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
التعليم بين قيمتي الثقة والحرية ، ومراقبة فوقية(1) ـ

التعليم بين قيمتي الثقة والحرية ، ومراقبة فوقية(1) ـ

congres

 

 

ثقة خارجية وحرية ذاتية ، تخلقان ثقة داخلية و إبداعا سلوكيا.

هي قيم على اساسها قامت رسالة التدريس و التعليم في ارتباطها بالعلم والفكر والأدب ، في تكوينها للجيال ،  وتطويرها لوسائل التعلم ...

مهمة التعليم حيوية لكونها تشتغل على نواة الخلية الأولى التي تنتج الفرد ـ الإنسان ـ المواطن ، والتي تنتج المنظومة المتداخلة والبرمجة المعقدة لها ، والتي تتضمن القيم والسلوكات ، الخربات واشكال الأداء ، الأدوار و ألوان التدخل التي تقوم بها في مختلف ميادين الحياة المجتمعية الفردية والجماعية .

قد ينسينا الاسترسال في الكلام المنطلق. وكم مرة نتيه في الجدل فاقدين بوصلة الطريق ، ومنطلق السفر و العمل و الكلام ... وغالبا ما وقع بعضنا في هذا التيه ، فلم يدْرِ كيف  ولماذا وبِمَ و متى ...؟؟؟؟ يكون التداخل  والدور والعمل والكلام وسلوك التواصل الخاص والعام ...؟

ثقة وحرية ، تجعل رسالة التعليم حضارية ، وتقربها من قداسة رسالة الأنبياء ...

بالعودة الى السياسات المتبعة والمتراكمة في مجال التعليم ، نجد مدا وجزرا ، وأخذا وردا ، في التعامل مع العملية التعليمية التعلمية ... و حينما فُقِد التوازن المطلوب بين القيم النبيلة و ألوان التسيير و الادارة ، وفلسفات التشريع والسياسة ، حينها بدأ الخلل في التفاقم ، وبدأت السفينة في التصدع ، حتى إنها أصبحت باحثة عن مرفأ تقاعد ، تاركة لغيرها مقود القيادة لو شاء وحمل هذا الثقل الذي لم تعد قادرة على ايصاله ... لكن رحلتها داخل محيط الحياة الذي لا ينتهي ، ومواجهتها لأشكال التيارات و تخطي الصعوبات أمرٌ مفروض عليها و على طاقمها وعلى كل من يركب رحلتها ، أي المجتمع ككل...

بعد هذه الأدبيات التي هي رأسمال الفهم اللبيب والعمل السديد ، يأتي الوقوف على اللحظة السياسية و التدبيرية التي تخوضها العملية التعليمية التعلمية وسياستها بالبلاد . نلاحظ إعلان الفشل ، وخسران الأمل فيما مضى من قيادة . كما نلاحظ غياب تصور مرحلي ، ورؤية شمولية لنموذج إصلاح مبتغى ... ربما هي واقعية صريحة ، لكنها كذلك تبعدنا عن أدوار سياسية وبرامج حزبية ، وتصورات ثقافية وفلسفية ، ومشاريع انتخابية يبني عليها المواطن اقتراحه واقتراعه ، فيصوت على ما يراه مناسبا للمرحلة ويساهم في إنجاحه والالتزام به حقا وواجبا ، استفادة و تضحية ، ميزة وتضامنا...

في غياب قيمتي الثقة والحرية ، مورست اشكال استبداد بالرأي والاقتراح ، وانواع اتهام وتجسس وتربص ... وكذا تحيُّن الأخطاء والإيقاع بصاحبها تخويفا وتهديدا وطردا وإعطاء للعبرة ، وتضييقا للطوق البروقراطي وسيادة الاداري على حساب التربوي حتى أصبحت حنحنة الشاوش اقوى في الوقع من درس الأستاذ ...

يمكن البحث عن عوامل التضييق الممارس ، فنجدها متعددة وكثيرة ... و قد احتل ولا يزال ، العامل السياسي دور الريادة في التفاعل الذي يقع مع حقل التعليم ... والعملة دائما بوجهيها المضادين المتلازمين اللصيقين ... وجه الحكامة والترشيد والتوجيه التربوي والبيداغوجي والمنهجي ـ العلمي ، والعقلنة في التدبير وحصد نتائج العمل ... ووجهٌ للقمع و التشديد ، والتسخير لخدمة خطاب نظام ومصالحه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، طبقية كانت أم إقليمية أم قبلية عشائرية أم غيرها ...

 

في اقرب المراحل وعيا و تذكرا ، وأقربها تأثيرا مرحليا ، كان الشعور بالخوف من الانتقاد لا زال حاضرا . وكان الحدس من الخطاب السياسي و الحكومي يمنع قهرا كل تعليق أو فضح لخللٍ أو استنكار لشطط أو سوء تدبير وكِبَرِ تبذير....

تأتي التقارير مغايرة للواقع ، وتدعوك في دونكيشوطيتها إلى ركوب قطار أحلام وأوهام ، و تجعلك مستخدما منفِّذاً ليس لك خيار ... ليس فيك ثقة ولا أهلية ، وليس عندك حرية في العمل والتعبير والابداع و الابتكار...

لقد أصبح تعليمنا جلبابا مرقعا بأنواع أثواب متنافرة و غير متناسقة . من يطيل له كُما ، ومن يقصر له تلابيب على حساب أخرى ، ومن يجعل له مكان تدلي لحية يرعاها من فوق سترة ... جلباب غريب لم يلبسه جحا بعدُ ... لكن جحا تنطوي أطرافه وسواعده على بطنه وأمعائه من شدة استغرابه وضحكه ، ويفهم معه لماذا احتل الجلباب آخر الرّتب في عرض الأزياء العالمي ... سينضاف في مقرراتنا إلى سروال علي ، والكفن الاسطوري ، وغرائب التاريخ العلني...