مائيات ربيع آت

مائيات ربيع آت:ـ

كنتُ بحرا لهواكِ
أستقي من جداول الفرح أزهار الربيع الاتي
وألوّن فتحتيك بعطر أزرق
تسبحين حلما وتحلقين قدما
وموجي بساط جنونك الفتي
لا أعماق لي في هذا الصدر
لا أنفاس تراودك غير أنفاسي
حينما أطل عليّ
أنا يم الخلاص
حينما أغازل الرمل
استراحة هي
بين وصل وغزل وبلل وحماس
كونيَ صيرورة
في عجلتها خلاصي
وقدري شريط سينمائي
أخرجتُه بقياسِ
....

ــــــــــــــــــ

مائيات ربيع آت:ـ

عادت السفن بدون أشرعة
لم تكن محملة بجديد
الرياح التي خططنا لمسيرتها
استقالت
والشمس التي عهدنا لها يومنا
مالت جهة الغروب
كنتُ أروي لك حكاية الجنات المنتظرات
تستلقين فوق سرير خيالها
وكنتُ أُقسمُ أننا سويًّا داخلها
وها كبدي وهبته قربانا لرسالتها
وها قلبي مهر لقائنا هناك
عدتُ من السباحة
الأفق خان موعدنا
لكنني في حقيبتك أموت وردة خالدة
كلما فتحتِ جنان الذكرى
كانت شاهدة
وكلّما احتاج العالم لعُملةٍ صالحة
صرّفتِ الأفعال بمدلول آهاتي المنتهّدة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مائيات ربيع آت:ـ
بأمّ عينيَّ
سبَّ في هندامه فتاةً
تحملُ ورقةً شهادةً
تحلمُ برغيف كرامة

بأمّ عينيَّ
وأنا الشاهد الوحيد على قلبي
تمزق علم وطني
اجترح دما ونزفت شراييني

بأم عينيَّ
ركل الفتاة
فجّر جسدها وبكارتها
بكلمة قح...ـ
لكن الأمّ صلّتْ ركعتيْن
وتبعتها الفتاة في صلاتين
وخرجت تحلم بجنتين
الأولى شفاء للواقفة فوق خضرة جنة
والثانية أرادتْها قصيدة لوجنتين

بأم عينيَّ الشارع أصبح مقبرة للأحياء
ذاكرة النسيان ودولاب النكران
تمّ تطويق الحمى
و ازداد زناد الجلاد حين نوى ورمى
فوق سطح المدينة عَبَر لصوص من هنا
ألقوا تحيتهم بالوسطى
ومائدة شتم ولعن لأمة ثكلى
البحر استقال
ولم يعد للغروب أمنية ترتجى
الفتاة صارت شهيدة
ربما دمها سيسقي جذور زهرات ربيع لم يأت بعد
ربما الماء وعدنا بالنجاة أو بغرق أفضل

ـــــــــــــــــــــــــــــ

مائيات ربيع آت:ـ

مَن منا لا يحب السقاء
منعش نسيم الربيع وشعرك المخضب
مَن منا لم يمارس غواية الحب
يسير إليها فراشة نحو االشمس
أجترح بهذه الحروف لكي أنبت زهرة
وأبرعم الورد الذي يزيّن حديقة بهوِك
ولأنني أعلم أن أسرار الشوق شقية
فتحتُ لسيرة الدمع جداول خفية
سقيتُ بها شرايين في لهفٍ
لارتماءة من النبع في شلالات الحوض
لسباحة في بحر فجرنا الجديد
كمْ أجلتُ تفتُّحك أيها الربيع
كمْ جعلتُه أمنيات مؤجلة
لا أريده تساقطات أوراق خريف
ولا ليانصيب هي فُرِض علينا جبايةً
موّلْنا حفلات التيس
وكنا قطيع النحْرِ في موائده
لا أريده عبثياتِ منابرٍ
إنّ تجرُّع الوهم جناية
وإنّ بيعه جريمة
وأن تسويقه سفَهٌ في صكوك عدامة
ما كنتُ مجنونا إلا بحبّك
ما كنتُ بدونك سأعيش كفاية

...