موج الأنام

يعانقني كلما فتحت

كلما بسّمت باب البحر
تلفني شوقا أجنحة الموج الوفية
كلما مدّت ذراعيها
صفحة حلم هي
يسافر بعيدا جهة الروح
تأخذ بين سطورها توقيع الفؤاد
و هذه السماء تتهاوى سديما هادئا
تفترش البياض الأخير
و تنام
لا أنام صبحا
أشهد على نداء العصافير
لا أوقظ الوجع الفائت
حليب هو مذاق الحبّ
قد أضمّ الكون في شهقة
و قد أرتمي ذراتٍ مخاطبةً سكونَه
أنا لغة صمته الإرادي
ربما أنا موسى بن عمران
لم يحالفني الحظ في النهر
ركبتْ على جروح بني قومي
هذه التماسيح تراقب خروجي من المهد
بطونها خاوية
و عقولها أثّثْتها نساء بلدي.
الصورة مشوّهة يا هذا.
عرق الجبين أهرام قائمة
عبقرية أبنيها سؤالا للقدر:
أيهما أبهى؟
يشق الاستفهام باب البحر
الصحراء سفر هذه الرحلة إلى اللا معلوم
لن تكون ذاتي دونه في نهاية الطريق
الخبر المعلوم اختبرتُه في إرادة الغرور
ما تبقى لي حتى لا أسقط من لائحة التاريخ الطويل
أنا العالم
أنا نهاية الحكاية
ما سبق
و ما سيأتي بعدي
أناه الساردة
لا أصدق غير ذلك الهدير
لا أوافق سوى غدره في الغرق
قد أموت فاتحا عينيّ وسط الماء
ألتقط صورة الحياة الخالدة
أغسلها من الغبش
أنام داخل الرحم الكوني
قد أختار فكرة
أراها فاكهة فوق شجرة
أعلق بجانبها ورقتي الخضراء
دام ربيعها و استدام
اللهيب المتقد في جرحي
أهداني من جديد ذلك البرد و السلام
فاكهة و حليبا
نام القلب فيهما

و استكان
صرتُ إلى الطبيعة أقبل خدودها
أراقص فراشاتها و طلّها
و الرحيق الخفي لحبٍّ يجمعنا
أيتها الحورية الواعدة بالمجيء
جئتك و ما أنا براغب في غيرك
أنت الحلْم
أنت البحر
أنت الموج
أنت المهد
وأنا الهَرَمُ المدوّن لعرق كدحك
أنا موسى حيث تتوق للنجاة ذائقة الأنام
أنا النجاة داخل سفينة القصيد
احْلُمي و غنّي
راقصي و عانقي
و اسْبَحي داخل مجازات الصوت الآتي
قبل غد
و بعد هذا اليوم
دعينا نلتقي
لا انتظار تبقى لنا
لا أنام