Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
لوحة مشتعلة

لوحة مشتعلة

لوحة مشتعلة

أقف حائرا أمام صور متعددة تقلق بالي. تراني موزّّعا بين الواقع و المفترض الذهني و المتخيل السردي الذي أيقظني من رغبة في النوم و الاستراحة.

أمامي لوحة مرسومة بعناية و دقة. كل الملامح تميل إلى رقة متناسبة مع الوجه و مع نظرتها التي ترسلها موجات حديث خفي أستشعر مضمونه.

ليَ رغبة في اختراق هذه اللوحة. هكذا عبّرت عن ذلك لمخاطبي بداخلي. لكنني اخاف أن أتجلمد بجانبها. لا أريد ان أكون ثابتا هكذا، جامدا بدون حيوية أحاسيس.

هكذا أرغب في أن أجعل المرسومة داخلها تخرج للحياة الخارجية. تلتحق بي في دروب العيش ومغامرات الشوق و الفرح المنفلت بين حقول الزهور وباقات الورود.

الألوان تيجان تتزوبع جماليا، لكي تشكل غيمتها التي تمطر عليّ بنظرتها المستفزة. صواريخ ابتساماتها، تلميحات تحياتها، شيفرات مراسلاتها، كلّها توخز تمنعاتي المعقدة.

في أحيان داخل لحظة الآن، أجدني أنا اللوحة المتجلمدة، و هي الواقفة المتأملة لرسمي، المنتظرة لانطلاقتي بخطوي خارج الإطار. في هذ المعادلة أستنتج بان المطلوب مبادرة.

ـ ليتني أستطيع. تسائلني دواخلي: و لمَ لا؟

ـ تعرفين أنني مرتبط و ملتزم برابط. أخاف أن أمزقه حتى أبقى في تمزق الالتحاق بك داخل اللوحة. لا أريد أن أفقد هذا الرابط.

ـ و من قال لك تخلّ عنه؟

ـ قلبي يستشعر تهديد جاذبية بوحك و رسمك. لا أملك لجنوني إمكانية كبح و لا تقييد عن حمق يرتكبه.

ـ جلست على عرش كرسي، و تحلّيتُ بأبهى الألوان، وشخّصتُ لك كوني الذي بحتُ لك برغبته في انضمامك إليه. عساه يحدس رغبتي و طلبي.

ـ عساك تترجمينها جملة أو كلمة واحدة. كنت أفهم وأختصر المسافات. كنت أعترف بالجرم الذي سأقبل عليه. أحوّره فلسفة حياة جديدة. درجة صدقي درجة محنتي. وفائي القائم صادق، و وفائي لك نار تلهب أحشائي. قد أفكر في ارتباط آخر. لكن خبرتي علّمتني وبينّت لي أنني كل لحظات الاختلاء للذات و الغياب عن حضور الآخر بجانبي، كان الحاضر فيها ذلك الضمير الذي يمنعني من كل انزياح. ينوب عنها في مهمة تريدها. تطمئن هي لحضوره النسبي حين رؤيتها لعينيّ.

تنظرين أنت إلى كلامي بصمت و سرٍّ لا تبوحين به. تُراك ترغبين فيما لا أستطيع الفكاك منه؟ تُرى أنانيتك الممجدة ترغب في انتزاعي مما صرّحتُ به صدقا و وفاء و أمانة؟ أم تُراك تؤمنين بالنسبي و تجعلين ضمان تحققه باقتسامه مع الآخر و رؤية برهان وجوده من خلال احترامي للآخر؟

تُرى، هل أنا في مرافعة تقنعك و تقنعي؟

ما العمل؟

تبتسم ليَ اللوحة. تعطيني تفسيرا للجوكندا. تتقاسم معها لحظة السحر و الجذب و الوقع. تشترك معها في مرافعة الوجدِ. أكون الرسام الذي ما رسم و لكن قلبه رسم. الواقف الذي ما تعبّد في انتظار أن يفتح محراب خلوته و تنسكه و زهده. و ما الزهد إلا اكتفاء الموجود وعدم طمع في غير الموجود. حمدٌ مطلق بالكفاية والعفاف.

بين اللوحة و المحراب، أسافر بجمر ينبض به قلب في عذاب. و ما أحلاه عذاب !