Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
التنمية البشرية ، بين حاجيات الإنسان و معيقات المحيط و المجال

التنمية البشرية ، بين حاجيات الإنسان و معيقات المحيط و المجال

التنمية البشرية ، بين حاجيات الإنسان و معيقات المحيط و المجال

التنمية البشرية

بين حاجيات الإنسان و معيقات المحيط و المجال

(الأستاذ حسن إمامي)

 

يعرف المغرب كما غيره من الدول حركة كبيرة مرتبطة بمشروع أممي يتوخى تحقيق تنمية بشرية مؤهلة و تهتم بالإنسان أولا في عملية النهوض و التطور و التقدم.

و كيفية تنزيل هذا المشروع كما فلسفته و سياسته تختلف من منطقة إلى أخرى، كما ثقافة إلى أخرى كذلك. و بين المشاريع التي تأخذ طابعا وطنيا والأخرى التي تنحصر حول ما هو محلي أو إقليمي نجد أشكال تدخلات و ظروف البحث عن التحقيق.

لعل مدخل الثقافة و الأنشطة المرتبطة بها هو خير مدخل لتأسيس الوعي و تحقيق القناعة و الإقناع بأهمية ما يصبو إليه كل مشروع. لذلك كانت المناسبة شرط للكلام و الحديث عن تظاهرة ثقافية بامتياز شهدتها مدينة المولاى إدريس الأكبر. فقد كانت المناظرة الثانية التي نظمتها جمعية جذور، و التي جعلت محورها حول التصوف و تحديات التنمية المحلية، و التي تأتي بعد الأولى  فيما ناقشته حول موضوع التراث و أهمية النهوض به و الاستفادة من  كنوزه المادية و المعنوية و الرمزية.

كلا المناظرتين تناولتا   بالأساس فكرة التراث اللامادي و أهميته. و إذ يبدو للمتتبع مواكبة السياق لما تم من توجهيات ملكية في هذا السياق، فإنه يدل على بحث المهتمين عما يجلب الاهتمام الرسمي الوطني و المحلي بمنطقة الاشتغال و مجال  التحقيق لنهضة  و مشاريع تنمية حقيقية تخرج المدينة و المحيطها من وضعية الانهيار و التلاشي المادي و المعنوي و الثقافي.

سيسأل أحدنا و يتساءل حول درجة خطورة الأمر و وصوله إلى صورة التلاشي و الاستنزاف و النزيف و التدمير المتدرج، و فعلا سنكون أمام صورة درامية و تراجيدية للأمور حين رؤيتنا لضياع تراث عمراني و ثقافي كبير لمدينة مولاي إدريس زرهون. حين رؤيتنا لانفجار ديمغرافي و هجرة إلى المدينة اختنقت معها مجالات العيش و اضطربت فلم تعد منتظمة و لا متحكم فيها بشكل لائق و تربوي متحضر و جميل.  حين رؤيتنا لغياب مشاريع اقتصادية و تجارية و سياحية مواكبة لهذا التطور الديمغرافي و مناخ الحياة السياحية و الاقتصادية و الثقافية للمنطقة.

كل هذا يجعلنا أمام يقظة ضمير جماعية تتحملها الأجيال التي أنجبتها المدينة و المنطقة، وجعلتها متعلمة و مثقفة و تمتلك وعيا ملائما للتفكير في الوضع و البحث لتغييره إلى أفضل. و لذلك كان العمل الجمعوي و حركية المجتمع المدني من أجل تحقيق هذا المبتغى العاشق والمحب للوطن و لموطن الازدياد و النشوء.

لقد تعددت القضايا المطروحة و تنوعت المداخلات التي كانت أكاديمية و متخصصة ومنطلقة من بحوث جادة و تجارب رائدة في مجال تنمية دروب الحياة و ربطها بالثقافة الصوفية و التربية الأخلاقية و الأنشطة الدينية و الموسمية الاحتفالية عموما. و من بين المواضيع التي أثارها النقاش نجد ضرورة توفر المدينة على رواق و متحف، يحتفلان ويحافظان على المنتوج التراثي و الفني و الجمالي للمدينة. فضاء سيحافظ على ذاكرة المدينة و ينعش اقتصادها و سياحتها و يحافظ لها على هويتها الموضوعية المكتملة و ليست المبتورة و المعتلة. هكذا كانت توصية من بين توصيات عديدة خلصت إليها المناظرة الثانية و جعلتها من أولوياتها التي يجب أن يبادر الجميع من أجل تحقيقها. هكذا التزمت أطراف متعددة كذلك بالمساهمة المادية و التدبيرية و الخبراتية و المعنوية من أجل جعل تربية جديدة للمدينة و ثقافة العيش داخل المدينة.

لعل توفير مبنى مستقل لرواق و متحف، و لعل جعل تسيير مستقل إداريا و ماليا ولوجيستيكيا خاصا بهما داخل بناية واحدة، لعل كل هذا هو أملنا جميعا. علما أن الحياة الفنية و الثقافية المرتبطة بالمشروع تعبّر عن جمالية و ذوق و اختيار حضاري بامتياز. علما أن تربية الأجيال الناشئة تكون بمثل هذه المشاريع و الفضاءات.

حلْم يراود الجميع، و ينتظر تحقيقه و تنسيقه مع باقي متاحف العالم من أجل تبادل الخبرات و العروض، حيث تنتقل المدينة عروسة للاحتفاء في باري كما في لشبونة أو القاهرة أو مدريد و هلم حضورا جميلا.