Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
باب القصبة 33

باب القصبة 33

باب القصبة 33

31 ـ

موسيو جيرار، تلميذ لفلسفة الجنرال ليوطي ( 1854 ـ 1934 )، في سياسته التي نهجها بالمغرب، متشبّع بالدراسات التي تمت حول الإسلام و بلاد المغرب. يباشر مهامه بالادارة العامة التابعة للحماية بمدينة مكناس، و في نفس الآن يدون ملاحظاته الخاصة حول تحولات اللباس عند المغاربة بين العصري و التقليدي. تحولات الحلاقة و شكل القبعات و الطرابيش. يعاين الممر الرابط بين المدينة القديمة و المدينة الجديدة، باب بوعماير. يأخذ صورا فوتوغرافية متكررة للأشخاص المرتبطين بالمصالح الإدارية و التجارية. جلساته مع السيد عبدالجواد و اوساط الأسر المكناسية تتخللها مناقشات مرتبطة بالتاريخ و الدين و الامتداد الإثنولوجي للأسر بإقليم مكناس. تلك الموجات من الهجرة التي سببتها المجاعات و انتشار الأوبئة في مجموعة من المناطق المغربية. و بين دائرة المدن العتيقة و المدينة الجديدة، كانت توازنات العمران و العمل و النشاط الاقتصادي من اختصاص مكتبه في تسجيل الملاحظات و رفع التقارير. و قد كان مقتنعا بأن انتشار الوعي الجديد عند الساكنة سيعني انتشار مطالب متكافئة مع المستوطن الأجنبي، سواء في الاقتصاد أو في الحقوق. تلك سياسة ليوطي في جعل تدرج الاحتلال الناعم الذي يقلص من أشكال العنف في انتشاره و امتداده.

كان  السيد عبدالجواد متابعا لمناقشاته و مواكبا لجديده. لكنه في حيرة من أمره بين انتماء مجتمعي و ثقافي و ترابط مصالح سياسية و اقتصادية مع تمثيلية و حماية الدائرة المريكية في المغرب. كعكة الاقتصاد بين العرض و الطلب، بين الموارد و السوق. هكذا يتذكر تفسير انتشار النفوذ الأجنبي حين حضوره للقاء فرنسي أمريكي احتدم فيه النقاش رسميا بين ممثليه الديبلوماسيين. عشقه لبلاده و ثقافته المغربية جعله يداوم الحضور و التنظيم لشهرات و حفلات الطرب الأندلسي. و علاقته بالحاج إبراهيم تتسع للالتقاء في موسم مولاي إدريس زرهون و فاس و وزان في بعض الأحيان. إلى جانب السلع الجديدة التي يجلبها من خزائن السيدعبدالجواد من مكناس، فإن الحاج إبراهيم يزوده بما يحتاجه من زيت الزيتون و العسل و التين المجفف، دون نسيان هبات الثواب المتبادلة و التي يجعلها الحاج إبراهيم جلابية محربلة من الصوف أحيانا او ماء الورد و الزهر المقطرين و الحرين أحيانا أخرى...

كانت عودة الحاج إبراهيم إلى مولاي إدريس زرهون امتطاء لحافلة الأمراني للنقل العمومي. بينما تكلفت إدارة تجارة السيد عبدالجواد ببعث بضاعته له لاحقا في شاحنة خاصة، لها مهام توزيع أخرى.