Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Le blog de mondevenir/imami hassanإمامي حسن
Menu
حق في الحب لا الخلود

حق في الحب لا الخلود

أغراني العنوان حتى صرت به أهوى وأتنفس

                    "حق في الحب لا الخلود"

مع إشراق شمس الصباح، لاتجد على شفتيها سوى ابتسامة منفتحة بورد قرمزي شفاف. تتمدد  فوق سرير يرافقها كل قيلولة وكل مساء. يمتزج بأريجها كبستان يحتضن أنواع العطور الزكية التي تفوح بها أزهار الأشجار والتربة، اختمرت هذا الجسد الأنثوي فكانت تبعث له الحياة كل صباح.

تلتحف بالوسادة، حيث تتناوبان على العناق والحراك والتوسد لخدين مستلقيين لقدر النوم على نعومتهما الموهوبة لصاحبة التشرف داخل كون هذا السرير الذي يهدأ بهدوء أنثاه، ويهتز باهتزاز رقصاتها كل صباح وكل مساء. 

وها هي مع إشراقة هذا الصباح، تستثمر راسمال سعادتها في النوم الهنيء والصحة المستقرة. احلامها كطبيعة بتلات الأزهار، لا تتوعدها ولا تسهدها ولا تؤرقها.

هي لا تنسى قربان سريرها. استحمام وعطر واستقبال أشعة شمس تحارب كسل النعاس الذي يخيم مع دامس الليل. قربان بفتح المذياع بالجانب الأيسر على موسيقى صباحية مطربة، بصوت وديع يبعث الحياة للفؤاد المتجددة كل حين، يرغب في الآتي وفي حرية الاختيار لألوان الصيف والربيع ولكل الفصول شفاعة منهما. صفاء حسي في فتح العينين، وخواء ذهني من كل ترسبات الماضي والحلم الفائت. وأكبر راسمال الصباح هو نفسية متخلصة من زوابع مشاكل الاجتماع، وحساب ما ضاع ماديا وعمريا وتواصليا مع هذه النفس التي تسكننا ونسكنها.

كانت الرغبة في السفر ملحة. وكان الشوق في اكتشاف الجديد. وداخل ثقافتنا، أماكن الاستقطاب عديدة، والتشويق للزيارة يتكرر. 

قالت : 
- سأزور مدينة هذا العاشق لي، الآتي من بعيد. سأكتشف سحر ما يحمله معه من محيا، وكلام فاتن لسمعي عبر الهاتف وحين اللقاء وكل حين. كيف أفسر الأمر:  حين ألامسه، اشعر بجبال مدينته وموطنه تلتحف بي غاباتها وأشجارها؟ ايكون لسحره موطئ قدم عند عتبات الأولياء والاضرحة؟ ايكون ببركة معجزة تنسيني عتابه حين لقياه؟ كيف لي أن أكتشف سر شخصيته وهرمية بنائه، و التي جعلته عنصرا مؤثثا لفضاء سريري كل صباح، وشرفة فطوري، ومرآة قهوتي التي تفتح بصري، ولغة افلامي ومسلسلاتي وحكاياتي واحلامي وهوائي وخط اقلامي ؟ عنصرا في كوني الذي أحلم باكتماله وما اكتمل؟ لكنني، لست آملة إلا في فكرة أنه سيأتي كل حين.

سازور الجبل، وأطلال الديار. لَكَمْ وقف الرجال على الأطلال . غيَّبوا المرأة من حق الحنين والشوق الدفين. حرموها من حق التعبير والبوح بنوستالجيا ورفع راية تحرير . 
لَكَمْ ، لَكَمْْْْْ! آه!

سأقف على الأطلال، وأنتصر على تنفسه الذي يشهقني كل مساء قبل الصباح. سأستنشق من ذلك الهواء، وارفع راسي متعالية مع قمم جبله الذي بنى له وبه علوه وشموخه. سأكون شجرة الكاليبتوس السامقة، أو أزهار رياحين، أو تاجا فوق عالي أغصانها. من أراد لقاحها فليتعالَ وليَصمد إليها يتسلق ويتعلق. ليستحضر قول الشاعر:

 وما نيل المطالب بالتمني ،،، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا 

لست انانية في طلبي، ولكنني اتوق لما يحقق به سحري. وما بسحري بكيد ولا برغب حرام وشر.
سحري أمنيتي في سعادتي وحبي لسفري وتجوال الحياة فيَّ وبيَّ. حتى إذا تمنعت بحثت عنها في الأرجاء واغترفت من آبار سقائها و إرواء عطشها. 
كنت نخلة ترحل وتتنقل لكل واحة، وكل جب وبئر. تتتبعه في كل خطو، وحيث ما رَسا، فرشت ظلالها، وانحنت بوارف أغصانها وسعفها، التحفت به والتحف بها من الحر ومن القر، وتحقق حق التستر، وتغذى كلانا من ثمارنا الدانية، كلانا يهيء طعما حلوا للآخر يسترسل عبيرا وسائلا مشروبا. كلانا.

 ( سابحث عن سره في زيارتي لهذا الجبل والمكان).
ايكون الانتصار بالزحف ووطء القدم فوق ارض الآخر؟ أيكون ب(جئت رايت انتصرت veni vidi vici) ؟ وهل أنا باحثة عن انتصار أم عن انصهار ؟ (كلانا) لا غالب ولا مغلوب. لكن، حرقة الغياب، والانتظار، والتوجس من الفقدان نيران وجودية تهدد نعومة جسدي وسريري وتحاول تحويل بحيرة حبي إلى حمم بركان يفجرني!

ما كنت أطلب من الوجود سوى حق في الحب لا الخلود!

                                   حسن إمامي